بسم الله وله الحمد والصلاة والسّلام على أهل بيت النور والمجد المصطفى الاحمد أبي القاسم محمد وآله اولي الرحمة والسؤدد.
السّلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وأهلاً بكم ومرحباً في لقاء آخر يسرنا أن نلتقيكم ضمن برنامج مدائح الانوار.
وقد إخترنا لكم فيه مقطوعتين في مدح قطب أنوار العترة المحمدية الصّديقة المرضية فاطمة الزكية (عليها السّلام).
أمّا الشاعر فهو أحد علماء اهل السنة في القرن الهجري الرابع عشر ومن تلامذة الشيخ المعروف محمد عبده المصري، وهو العالم الاديب القاضي تقي الدين عمر بن عبدالغني الرافعي مفتي طرابلس الشام في عصره وهو يصرّح في قصيدته بأنتمائه النسبي الى ذرية الزهراء (عليها سلام الله) ويحي تجربة ذاتية في هذا المجال.
قال القاضي تقي الدين الرافعي في مديحته للصدّيقة فاطمة الزكية عليها السّلام:
سلام على الزهراء في حضرة القدس
ومن نورها الاسنى يزيد على الشمس
سلام على الزهرا وألف تحية
على بضعة المختار طيّبة الغرس
سلام على الزهراء سيدة النسا
وسيدة الاملاك والجنّ والانس
سلام وتسليم على أمي التي
بأهل العباء الخمس واحدة الخمس
نمتني الى الكرار حيدرة الوغى
نمتني الى المختار في النوع والجنس
ولكن لأمر طال حجبي فلم أر
محيّاه آه من ظلمة الحبس
فمن لي سوى أمّي برفع حجابه
وتفريج كربي حيث قد زهقت نفسي
فبالله يا أماه جودي بزورة
وأحيي رجائي بعد مستحكم اليأس
وحلّي رموز الوحي لي ببشائري
ولا سيّما ما كان في آية الكرسي
ويحكي الاديب القاضي تقي الدين الرافعي في قصيدة أخرى تجربة ذاتية له في التوسل الى الله بالصديقة فاطمة (عليها السّلام) التي يصرّح بالانتماء النسبي إليها، قال (رحمه الله):
وافى على نجب الرجاء مراراً
يستشرف الانوار والاسرارا
وافى على قدر وودّ لوجده
للقاء طه يسبق الاقدارا
وافي ليشكو ما به فالوجد أخرسه
وأنطق دمعه مدرارا
وافى البتول وتلك سيدة النسا
يرجو القبول ويستقيل عثارا
يرجو بسيدة النساء شفاعة
من سيد الشفعاء واستغفارا
بوجاهة الزهراء جاء مؤمّلاً
ووجاهة الزهراء ليس تجارى
أماه سيّدتاه يا بنت الرسول
سلي بفضلك جدّي المختارا
هل آن عودي زائراً ومجاوراً
حيث المنى أغدو لجدّي جارا
طاب المقام بطيبة لالي النهى
فمتى بطيبة أنتحي لي دارا
من مبلغي تلك الديار تكرّماً
أطوي القفار لها كطير طارا
من مبلغي دار الحبيب سواك يا
أماه علي أبلغ الاوطارا
لا أنس رؤياك المنيرة في الدجى
حال الدجى فيما رأيت نهارا
لا أنس رمز زجاجة جئت بها
مملؤة ماءً لتطفئ نارا
علّ الزجاجة وهي نور تحتوي
رمز الصفاء فتمنع الاكدارا
علّ الدواء بها ليجلي صوتي
المخنوق حتى يسمع الاقطارا
علّ الشفاء بها تأكّد إذ أتت
تجلو لي الاسماع والابصارا
إني سررت بها لمعناها وكم
تبدو معان توجب الإسرارا
بالله يا أماه حلّي رموزها
واجلي بفضلك هذه الأسرارا
لا أنس يا أماه خير زيارة
قد نلتها منك وممّن زارا
نور النبوّة عمّني بكما معاً
كرماً وأرجو دومه إستمرارا
والنور يطفي النار عند ضرامها
والماء يذكيها ويزيد أوارا
ولّى الدجى وبدا الصباح لناظري
فازددت من أنواره أنوارا
ثمّ الصلاة على الحبيب محمد
ما لاج نجم في السماء وسارا
والآل والأصحاب أقمار الهدى
ما قمت فيهم أنظم الأشعارا
ايها الاكارم كانتا مديحتين للصدّيقة الزهراء (عليها السّلام) من إنشاء أحد علماء اهل السنّة في القرن الهجري الرابع عشر هو القاضي تقي الدين عمر الرافعي من تلامذة الشيخ محمد عبدة في علوم القرآن، والى لقاء آخر نستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.