بسم الله نور النور والصلاة والسّلام على سراجه المنير المصطفى المختار وآله الاطهار.
السّلام عليكم أيها الاخوة والاخوات ورحمة الله، تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج المبارك بذكر من بذكرهم يذكر الله جلّ جلاله.
في هذا اللقاء اخترنا لكم قصيدتين من قصائد التوسل الى الله بأوليائه المقرّبين، الأولى منها حكاية جميلة مؤثرة، فقد أسفرت عن ظهور كرامة عزيزة سنشير إليها لاحقاً.
أما شاعر هذا اللقاء فهو الأديب الولائيّ آية الله السيد حسين بحر العلوم من أكابر فقهاء عصره والمتوفى سنة ۱۳۰٦ للهجرة.
فشاعرنا يتوسل في الأولى بالامام الحسين (عليه السّلام) ويشير في الثانية الى آثار التوسل بالإمام الرضا (عليه السّلام).
جاور آية الله السيد حسين بحر العلوم الحرم الحسيني المبارك في كربلاء، وقد أصيب في غضون ذلك بمرض في عينيه أدّى الى عماه فأنشأ الأبيات التالية متوسلاً الى الله بسيد الشهداء عليه السّلام وخاطبه قائلاً:
واسيت جدّك في أشجان غربته
حتى قضيت بفتك الغادر الأشر
لهفي لذاك الأبيّ الضيم حين هوى
عن سرجه دامي الخدّين والنحر
لم أنسه وهو عار بالعرا جدلاً
أفديه من جدل بالترب منعفر
هل كيفما حرموه الماء وهو غدا
لأمّه فاطم من جملة المهر
إنّي لكم يا بني المختار في ندب
أذري المدامع من شجو مدى عمري
أشكو الى الله من دهر أبادكم
بالسّمّ طوراً وطوراً بالقنا السّمر
يا نيرّاً فاق كلّ النيّرات سناً
فمن سناه ضياء الشمس والقمر
قصدت قبرك من أقصى البلاد ولا
يخيب تالله راجي قبرك العطر
رجوت منك شفا عيني وصحّتها
فامنن عليّ بها واكشف قذى بصري
حتّام أشكو سليل الأكرمين أذى
أذاب جسمي وأوهي ركن مصطبري
صلّى الإله عليك الدهر متّصلاً
ما إن يسحّ سحاب المزن بالمطر
وببركة هذا التوسل بالامام الحسين (عليه السّلام) منّ الله جلّت قدرته بأستجابة دعائه فشفيت عيناه وإرتدّ إليه بصره بصورة إعجازية.
ولآية الله السيد حسن بحر العلوم قصيدة غرّاء في بركات التوسل الى الله بالإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قال فيها:
كم أنحلتك على رغم يد الغير
فلم تدع لك من رسم ولا أثر
أراك من عظم ما تحويه من كرب
تجوب قفر الفيافي البيد في خطر
أحشاك من لوعة الأحزان مشعلة
ودمع عينيك يحكي جدولي نهر
لا غرو أن لا يطيق الصبر ذو وصب
مضنى الفؤاد قريح الجفن من سهر
الصبر يحمد كلّ الحمد جارعه
لكن بشرب مراد الهمّ غير مري
ما زلت من ألم الأسقام في خصص
لم تخل يوماً أخا البلوى من الكدر
ولم يخلف دواهي الدهر منك عدا
زفير وجه يضاهي لفحة الشرر
فلست تنفكّ كلاّ عن شدائدها
لا والمقام وركن البيت والحجر
ولا ينجيك من ضرّ تكابده
سوى علي بن موسى خيرة الخير
ذاك الهمام الذي إن صال يوم وغى
حكى أبا الحسن الكرار خير سري
سامي مقام أقام الدين في حجج
لم تبق غيّاً لغاو لا ولم تذر
من أمّه وهو يشكو الكرب من عسر
أخنى عليه أحال العسر باليسر
إن خانك الدهر أو اصمتك أسهمه
فألجأ إليه لكي تنجى من الدهر
من قاس كفّيه بالبحر المحيط فقد
أطرى بأبلغ إطراء على البحر
لو أنّ لي ألسناً تثني عليه لما
أحصت غرائب ما يحيويه من غرر
وفّقت يا طوس آفاق السماء علاً
مذ حلّ فيك سليل الطاهر الطهر
يا آية الحقّ بل يا معدن الدرر
يا أشرف الخلق يابن الصيد من مضر
قد حزت فضلاً عن الصيد الكرام كما
في الفضل حازت ليالي القدر عن اخر
وكم بدت لك من آي ومعجزة
يصفو لها كلّ ذي قدر ومقتدر
إنتهت قصيدة آية الله السيد حسن بحر العلوم في مدح الامام الرؤوف علي بن موسى الرضا (عليه السّلام).
الى حلقة اخرى على بركة الله نستودعكم الله بكل خير والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.