بسم الله وله الحمد نور السماوات والارضين، والصلاة والسلام على نور الله المبين المصطفى محمد المختار وآله الاطهار.
على بركة الله نلتقيكم في لقاء آخر من برنامج مدائح الانوار نقرأ لكم فيها قصيدة عصماء بدؤها بيان بعض مقامات الامام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وختامها عن دور العترة المحمدية الطاهرة في تحقيق السعادات الاخروية والدنيوية.
أما منشأ مديحة هذا اللقاء فهو الفقيه الاديب السيد حسين بحر العلوم حفيد العارف الامامي الشهير السيد محمد مهدي بحر العلوم، كان السيد حسين من كبار فقهاء عصره سكن مدة كربلاء المقدسة فاصيب بالعمي ثم عوفي منه بكرامة حسينية، توفي رحمه الله في النجف الاشرف سنة ۱۳۰٦ للهجرة. قال الاديب الفقيه السيد حسين بحر العلوم:
فاتر اللحظ متى نحوي رناً
سل من أجفان عينيه حساما
فاق آرام الحمى جيداً كما
فقت أهل الحب وجداً وغراما
وسما البدر سناءاً مثلما
قد سما خير الوصيين الأناما
ذاك صنو المصطفى الهادي ومن
شرف الله به البيت الحراما
العلي المرتقتى في عزه
وعلاه مرتقى عز مراما
خصه الله بعلم وعلا
واصطفاه للورى طراً إماما
وحباه بمزايا لم تنل
أبد الدهر وجلت أن تراما
اسمه المشتق من أسمائه
ينعش الارواح بل يحي العظاما
ولاة العروة الوثقى التي
لا ترى فيها انقساما وانفصاما
معدن الاسرار والعلم فكم
كشف الاستار عنه واللثاما
آية الله ولولاه لما
عرف الله ولا الدين استقاما
حيدر الكرار حامي الجار
والقاسم للجنة والنار سهاما
قوله الحق إذا قال وإن
صال يوما صدم الجيش اللهاما
طلق الدنيا ثلاثا عفة
ورأى تطليقها ضربا لزامتا
يا إماما شاد أعلام الهدى
وغدا للدين والدنيا قواما
لم تزل للخلق ملجأ ورجاً
وثمالاً للأيامى واليتامى
وحمى يستدفع الخطب به
إن دهى الخطب وللكون نظاما
جللته قبة حفت بها
زمر الاملاك عزا واحتراما
كعبة الوفاد لم تبرح على
بابها الناس عكوفا وقياما
أخجل البحر صلاة وندى
وقضى الدهر صلاة وصياما
طاهر من نسل طهر طاهر
والد الاطهار من سادوا الاناما
ثم يعمم آية الله السيد حسين بحر العلوم خطابه ليشمل جميع أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ونورهم واحد فيتناول بعض مقاماتهم التي ذكرتها الاحاديث الشريفة لهم في الدنيا والآخرة، قال (رحمه الله):
يا هداة بدأ الله بهم
وبهم قد جعل الله الختاما
بكم استمسكت للعفو ومن
بكم استمسك لم يلق أثاما
ذخر الباري لمن والاكم
غرفا فيها يلقوّن سلاما
ولمن عاداكم نار لظى
إنها ساءت مقراً ومقاما
اهل بيت قد علا بيتهم
ركن بيت الله قدراً واحتراما
حجج الله على الخلق ومن
بهم في الجدب نستسقي الغماما
ولكم في محكم الذكر لهم
مدح فاقت على العقد انتظاما
أعرضوا عن كل لغو وزكوا
فإذا مروا به مروا كراما
ومشوا في الارض هوناً وإذا
جاهل خاطبهم قالوا سلاما
وسيصلي الله من خالفهم
لهب النار وإن صلى وصاما
صاح إن جئت الى أبوابهم
فالزم الاعتاب لثما واستلاما
رحم الله الاديب الولائي الفقيه السيد حسين بحر العلوم وجزاه خيراً على صدق الولاء للعترة المحمدية المتجلي في أبيات وألفاظ هذه القصيدة الغراء التي قرأناها لكم من ديوانه قدس سره في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار.