بسم الله والحمد نور الانوار والصلاة والسلام على الحبيب المختار المصطفى وآله الاطهار.
اهلاً بكم ومرحباً في لقاء جديد من برنامج مدائح الانوار، نقرأ لكم في هذا اللقاء أعزاءنا أبياتاً من قصيدة غرّاء في مدح وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الامام علي (عليه السلام).
منشأ هذه القصيدة هو الاديب المحدث إيدمر بن عبد الله المحيوي العالم التركي الفاضل أحد أعلام محدثي أهل السنة في القرن الهجري السابع؛ وقد توفي سنة ٦۷٤ وقد قرأنا لكم أحباءنا في حلقة سابقة باقة من أبيات هذه القصيدة العصماء.
قال الاديب المحدث المحيوي في تتمة داليته البليغة وهو يصف شجاعة الامام علي (عليه السلام) قائلاً:
فهو الشجاع إذا الكماة تلاحظت
والبيض تبرق بالمنون وترعد
ما فرّ قط وما أعد لظهره
درعا لظامي الرمح فيها مورد
طلق الاسرة والوجوه عوابس
ماضي العزيمة والقنا يتقصد
حمّال الوية النبي ومن له
في كل معترك بلاء يُحمد
في يوم بدر لاح في ليل الوغى
بدراً نهار الشرك منه اسود
وبسفح أحد ٍمنه موقف واحد
بد الفوارس فهو فيها أوحد
وله يجزع الخندق الاثر الذي
فُقد المؤثر وهو ذا لا يُفقد
أودى ابن ودّ ما هناك بضربةٍ
ما قيل إن العود فيها أحمد
ويتابع المحدث المحيوي قصيدته ذاكراً مواقف الوصي (عليه السلام) في الفتوحات المحمدية ودفاعه عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) قائلاً:
وغداة خيبر حين صبحها
الخميس المجرو يقدمه اليها أحمد
اعطاه رايته وولى بارئ
العينين وهو وقد أتاه أرمد
رفعت عليه فمن لحامل راية
جبريل تحت لوائه ومحمد
فمشى إليها مشى أروع باسل
قد مارس الغمرات فهو منجد
فكفاك رأى العين من فعلاته
ما طاب مصدر ذكره والمورد
وغداة حانت في حنين جولة
للمسلمين بمثلها ما عودوا
ألقى مراسي صبره وثباته
يحمي الحقيقة والملائك شهَّد
أسد الحروب سنانه لا ينثني
دون الرسول وسيفه لا يُغمد
وأخو البلاغة يُجنى من لفظه
بيد المسامع لؤلؤ وزبرجد
تتدفق الكلم الفصاح إذا انبرى
للقول تحسبها إليه تُحشد
كلم تسحب في الفصاحة دوحها
كالبرد منه مسهّم ومنضّد
سلس كما سال الغدير وبعضه
جزل كما سُلّ الحسام المغمد
فتراع من ذا بالعقاب محلقاً
وتحن من ذا للحمام يُغرّدُ
ويتابع المحدث المحيوي قصيدته في مدح الوصي (عليه السلام) مشيداً بموقف أبيه ابي طالب (سلام الله عليه) في الدفاع عن صاحب الشريعة الخاتمة، قال:
من مثله جذا سما فبني له
بيتا له فوق الكواكب مقعدُ
أم من كمثل أبيه أعظم منّة
عند النبي يذب عنه ويعضدُ
أيام تهجره قريش فكلهم
قال له متهدّدٌ متوعدُ
لا ذنب إلا منعه لمحمد ٍ
منهم فكلُّ عنه أزور أصيدُ
وغداة تُكتب الصحيفة بينهم
جهدوا هنالك جهدهم فاستنفدوا
قطعوا بها أرحامهم وتألبوا
بغياً فما كرموا هناك ولا هُدوا
أم من كعميه اللذين هما هما
أم من كمثل بنيه فيمن يُولدُ
أم من كعتريه المطهرّة التي
من تلق منهم قلت هذا السيدُ
مدحته آيات الكتاب فأطنبت
وله بكل فم مديحٌ يُنشدُ
من حاز أوصاف الكمال فظنّه
قومٌ بجهلهم إلهاً يُعبدُ
تتفوق الاهواء فيه فمرط
ومفرّط ومقارب ومسدد
نشكر لكم أحباءنا طيب إصغائكم لما قرأنا لكم في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار وهي أبيات للمحدث المحيوي من أدباء محدثي أهل السنة في القرن الهجري السابع، أنشأها في مدح الامام علي (عليه السلام).