بسم الله وله الحمد نور السموات والارضين والصلاة والسلام على مصابيح نوره المبين محمد وآله الطاهرين.
تحية طيبة واهلاً بكم في حلقة من هذا البرنامج إخترنا لكم فيها واحدة من غرر مدائح الانوار الالهية من أنشاء احد ادباء المحدثين هو العالم التركي (إيدمر بن عبد الله المحيوي) الملقب بفخر الترك، المتوفى سنة ٦۷٤ للهجرة، وصفه مترجموه بالمحدث الفاضل وقد أخرج أربعين حديثاً مسنداً من مسموعاته في كتاب خاص:
وقصيدته الدالية هي من غرر القصائد التي أنشأها علماء من غير الشيعة الامامية في مدح أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام). قال المحدث المحيوي في مدح الامام علي عليه السلام:
والى ابي حسن تناهى سؤدد
بهر العيون شعاعه المتوقدُ
يمتد شأو القول وهو مقصّر
عنه ويُطلق فيه وهو مُقيّد
ذاك ابن عم محمد وحبيب رب
العرش والبطل الهمام الانجد
حامي حمى الاسلام جُنّة أحمد
دون المكاره ليس عنه يُعرّد
وقف الفخار عليه وقفة مقسم ٍ
أن لا يريم يمين بر ٍ يجهد ُ
بل أين عنه لسؤدد مغنى ولو لا
بيته النبوي لم يك سؤددُ
ثم قال المحدث المحيوي عن علاقة الامام علي (عليه السلام) بالنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله):
وشجت إلى عرق النبي عروقه
عضُداً وحبل فخاره مُستحصدُ
من كان منه فلو تكون نبوة ٌ
كانت له إرثاً بها يتفرد
صهر الرسول ومن نشأ في حجره
طفلاً يسير بهديه ويقلد ُ
السابق الاسلام ناصر حزبه
ولسان حجته الاعف الازهد
صلى صلاة القبلتين معاً ولم يعقل
سوى ذي العرش ربا ً يُعبد
ودعا النبي بقلبه ولسانه
فأجيب ذا يهدي وذاك يسددُ
ويستمر الاديب المحدث المحيوي في تصوير المقامات العلوية قائلا في وصفه (عليه السلام):
بحر العلوم السيد الصمد الذي
في كل معضلة إليه يُصمد
سمح الخليقة سهلها لكن له
عند الحفيظة سورة وتشددُ
ملك التواضع والمهابة أمره
هذا له يدنى وهذي تُبعدُ
المرتضى العدل المطهرمن أذى
الأرجاس تطهيراً له يتعمد
ذو الفضل والحكم المسدد والقضا
للفضل يُصدر لايزال ويورد
العابد الورع الذي ما غرّه
ومض اللجين ولم يرقه العسجد
يصل الهواجر صائماً وإذا انطوى
عنه النهار فليله لا يرقد
خشن الملابس والمطاعم ما له
من دون ذي الحاجات باب موصدُ
ينهاه عن خفض المعاش ولينه
ورع يظل بقيده يتقيد
من لايدين بحبه وولائه
بالفضل إلا مؤمن لا يُلحدُ
فانظر إذا مثلت لديك صفاته
عن أيها الشرف المؤثل يبعدُ
جاز النجوم فخاره فدعونه
قف حيث أنت فما وراءك مصعد
عادى ووالى الله من عادى ومن
والى فذا الاشقى وهذا الأسعد
من لم يزل دون الرسول يحوطه
كالليث حول عرينه يتعهد
شاكي السلاح لكل يوم كريهة ٍ
لا عاجزٌ وكل ولا متلبدُ
بالرمح معتقلٌ له وبقوسه
متنكبٌ وبسيفه متقلدُ
ما إستمعتم إليه كان ابياتاً من قصيدة غراء في مدح أمير المؤمنين عليه السلام أنشأها المحدث إيدمر المحيوي من أعلام المحدثين في القرن الهجري السابع، ولها تتمة نقرأها لكم في الحلقة المقبلة من برنامج مدائح الانوار، إن شاء الله، نستودعكم الله والسلام عليكم.