بسم الله وله الحمد نور النور والصلاة والسلام على كتابه المنشور ونبيه المحبور وآله الكواكب والشموس والبدور.
تحية طيبة وأهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج، تستمعون فيه لمقطوعتين من شعر المدح والرثاء الصادق يحمل مرارة محمدية مما نزل بالعترة النبوية بعد وفاة عميدها المصطفى (صلى الله عليه وآله) كلا المقطوعتين للشاعر المبدع ابو محمج عبد المحسن ابن غلبون الصوري العالم الاديب المولود في مدينة صور من أرض الشام والمتوفى فيه سنة ٤۱۹ للهجرة النبوية.
وقد اثنى مترجموه كثيراً على براعته الادبية وشجاعته البيانية.. وهو في هاتين المقطوعتين يشير الى جملة من الاحاديث النبوية التي صحت من طرق الفريقين والتي أخبر الصادق الامين (صلى الله عليه وآله) المسلمين بما سينزل بأهل بيته (عليهم السلام) بعده، من أشكال الجفاء وإنعدام الوفاء في حين أن الوفاء لهم هو مفتاح النجاة من الضلالة. قال الاديب عبد المحسن الصوري في أبيات من ميمية رقيقة:
ما لعيني وفُؤادي كلما
كتمت باح وإن باحت كتمْ
طال بي خلفهما فاتفقت
لي همومٌ في الرزايا وهمم
ورزايا المصطفى في أهله
فاتحات للرزايا وختم
يا بني الزهراء ماذا اكتسبت
فيكم الايام من عتب ٍ وذم
يا طوافاً طاف طوفانٌ به
وحطيماً بقنا الخط ّ حُطم
أيّ عهدٍ يُرتجى الحفظ له
بعد عهد الله فيكم والذمم
لا تسليتُ وأنواركم
غشيتها من بني حرب ظلم
ركبوا بحر ضلال سلموا
فيه والإسلام فيهم ما سلم
ثم صارت سنة ً جارية
كل من أمكنهُ الظلمُ ظلم
وعجيبٌ أنَّ حقاً بكم
قام في الناس وفيكم لم يقم
وأبيكم والذي وصّى به
لأبيكم جدكم في يوم خُم
لقد احتج على أمّته
بالذي نالكم باقي الامم
وفي البيت الاخير إشارة جميلة الى ما ورد في المرويات التأريخية من إعتراض قساوسة وغيرهم قبل اسلامهم على يزيد وبني أمية بسبب قتل الحسين عليه السلام وإضطهاد أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) في حين أن بني أمية كانوا يدعون أنهم خلفائه (صلى الله عليه وآله).
ونعود الى الاديب ابي محمد عبد المحسن الصوري فهو يقول عن الموضوع ذاته في مقطوعة أخرى:
أليس بنو الزهراء أدهى رزية ً
عليكم إذا فكرتم في رزيتي
حُماتي إذا لانت قناتي وعُدتي
إذا لم تكن لي عُدة عند شدتي
عُهودي إذا حالت عُهود فغيّرت
عقودي إذا عانت عقود فحلت
أقامت لحرب الله حزب أيمة ٍ
إذا هي ضلت عن سبيل أضلت
قلوب على الدين العتيق تألفت
لهم ومن الحقد القديم استملت
بماذا ترى تحتج يا آل أحمد
على أحمد ٍ فيكم إذا ما استعدت
واشهر ما يروونه عنه قوله
تركت كتاب الله فيكم وعترتي
ولكن دنياهم سعت فسعوا لها
وتلك التي فلت ضميراً عن التي
كنتم أحباءنا مع أبيات في بيان مظلومية الانوار المحمدية وعدل كتاب الله من إنشاء الاديب المبدع أبي محمد عبد المحسن الصوري المتوفى سنة ٤۱۹ للهجرة.