بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على مشكاة نور الله محمد وآله أحباء الله. نبدأ هذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار وقد إخترنا لكم فيه مقطوعتين الاولى أبيات في مدح الحسين وأبيه امير المؤمنين (عليهما السلام) للملك داوود بن عيسى الأيوبي الذي ملك بعد موت أبيه صلاح الدين الايوبي ٦۲٦ للهجرة وهو الملقب بصاحب الكرك وقد ولد ونشأ في دمشق جمت رسائله في كتاب الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية كان اديباً ذا شعر رقيق توفي سنة ٦٥٦ للهجرة.
أما المقطوعة الثانية فهي أبيات من غديرية عصماء لأمير اليمن في عصره حسن بن علي بن جار الهبل الزيدي المتوفى سنة ۱۰۷۹ للهجرة. نبدأ بأبيات الملك الأيوبي حيث قال (رحمه الله) ضمن إحدى قصائده:
فلما تبدت كربلا وتبينت
قبابٌ بها السبط الزكيّ المكرّمُ
ولذتُ به مستشفعاً متحرماً
كما يفعل المستشفع المتحرم ُ
وأصبح لي دون البرية شافعاً
الى من به معوجُّ أمري يقوّم
أنخت ركابي حيث أيقنت أنني
بباب أمير المؤمنين مُخيّم
بباب يُلاقي البشر آمال وفده
بوجه ٍ الى إرفاده يتبسّم
بحيث الاماني للأمان قسيمة
وحيث العطايا بالعواطف تقسم
وحيث غصون المجد تهتز للندى
بزعزع جود ٍ من سجاياه يسجم
عليك أمير المؤمنين تهجّمي
بنفس ٍ على الجوزاء لا تتهجم
تلوم أن تغشى الملوك لحاجةٍ
ولكنها بي عنك لا تتلوم
تضنُّ بماء الوجه لكن رفدكم
له شرف ينتابه المتعظمُ
فصن ما ء وجهي عن سواك فإنه
مصون فصوناه الحيا والتكرّم ُ
ألست بعبد ٍ حُزتني عن وراثة ٍ
له عندكم عهدٌ تقادم مُحكم ُ
أما أمير شعراء اليمن الاديب الزيدي حسن بن علي الهبل فقد قال في إحدى قصائده الاحتجاجية:
أغير أبي السبط للمصطفى
أجاب ولباه لما دعا
وصلى وكلهمُ مشركٌ
وزكَّى بخاتمه راكعا
وقد كان للمصطفى ثانياً
فلم جعلوه لهم أربعا
علام إلى الذكر لم ترجعا
غداة الخلاف ولم تفزعا
كأنكما لحديث الغدير
وعقد الولاية لم تسمعا
ظلمتم نبي الهدى أجره
وقتلتم أهله أجمعا
رعاكم ولم يأل في هديكم
فهلا رعيتم له ما رعى
وكيف غدا حقه فيكم
ولم تبلُ أعظمه ُ ضائعا
فرعتم منابر لم ترتضي
سوى حيدر منكم قارعا
فآه لها عثرة ً منكم ُ
أقولُ إذا ذُكرت لا لعا
فلا رحم الله من قد غدا
لأرحام خير الورى قاطعا
الى هنا ينتهي لقاؤنا بكم أعزاءنا ضمن هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار الى أمل اللقاء بكم في حلقة لاحقة نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.