بسم الله نور النور والصلاة والسلام على انوار هدايته التي لا تخبو ومصابيح هداه التي لا تطغى المصطفى محمد وآله الطاهرين.
اهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامج مدائح الانوار نقرأ لكم فيها أبياتاً من مديحة طويلة لسيد الرسل (صلى الله عليه وآله) من إنشاء الاديب النحوي شعبان بن محمد الموصلي القرشي الملقب بالآثاري المتوفى في القاهرة سنة ۸۲۸ للهجرة.
ثم نقرأ مقطوعتين في مدح المصطفى وآله للعالم المفسر أبي الفيض حمدون بن الحاج السلمي صاحب الحاشية على تفسير أبي سعود ومنظومته في السيرة النبوية في أربعة آلاف بيت مع شرحها في خمس مجلدات، وهو فقيه مالكي من أهل فارس توفي سنة ۱۲۳۲ للهجرة.
نبدأ أعزاءنا بأبيات من مديحة الاديب الموصلي الآثاري في مدح المصطفى (صلى الله عليه وآله)، قال (رحمه الله):
يا سيد الرسل يا من شرعه علم
هاد ٍ وطالبه بالخير مشمول
لولاك ماكان لا علم ولا عمل
ولا حديث ولا نث ولا تأويل
لولاك ماكان لا حل ولا حرم
ولا صلاة ولا صوم ٌ وتنفيل
لولاك ماكان لا حج ولا شك
ولا وقوف ولا ذكر ولا تهليل
لولاك ماكان لا شمس ولا قمر
ولا كتاب ولا وحي وتنزيل
يا سعد إن جئت للمعلاة فقف أدبا
وانزل على الكور ما للعيس ترحيل
واخلع نعالك عن أرض مطهرة ٍ
فإن فيها كلام الله منزول
ومولد المصطفى فيها وبعثته
وقبلة الدين ما في ذاك تأويل
أرض إذا بات فيها مذنب كثرت
له الاجور وعنه الذنب مغسول
من مان مولاه في القرآن مادحه
ومن فضائله حم تنزيل
والانس والجن والاكوان أجمعها
لأجله خلقت والعرض والطول
فما عسى تبلغ المداح فيه وما
يأتي به من له فكر ومعقول
فمن هو العبد لولا ذاك أهلني
ما كان في مدحه للعبد تأهيل
في بردة المصطفى شوقي يزيد وفي
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فالنفس مشتاقة والقلب في قلق ٍ
متيم إثرها لم يفد مكبول
إن لم أنل قرب كعب كنت معتذراً
والعذر عند كرام الناس مقبول
إن قدر الله لي فوزاً بزورته
فكلما قدر الرحمن مفعول
لعل من فاز كعب بالامان به
من بعد ما كان أمسى وهو مقتول
يقضي بعفو وغفران لمادحه
إذا عراه عن الدارين تهويل
وننقلكم أحباءنا الى الفقيه المغربي على المذهب المالكي ابو الفيض حمدون بن الحاج السلمي وأبيات يصرح فيها بأن الثقلين الذي أوصانا بهما رسول الله هما القرآن والعترة النبوية الطاهرة، قال (رحمه الله):
نطير اشتياقاً إن حمام الحمى غنى
ونمطر مزنا ً كلما بارق عنّا
نهيم بمن يمنى ويسرى له بنا
ممدة يمنا ويسرا ولا منا
نحن لمن زهر السماوات دليت
له لترى من وجهه القمر الأسنى
نبي ّ رسول لا نبي ومرسلٌ
تقدمهُ إلا وأطنب إذ أثنى
نبي خليل جامع سر ربه
وقد كان منه قاب قوسين او ادنى
نصيح ٌ وقد أبدت نصيحة أحمد ٍ
لنا حكماً تدنو لطائفها تُجنى
نعى نفسه لنا وأنه تارك
بنا ثقلين منه لم يبقيا حزنا
نشقنا شذاه من أزاهر فتحت
لفاطمة الزهراء مثمرة يمنا
ونبقى احباءنا مع الشاعر الفقيه حمدون بن الحاج السلمي وهذه المقطوعة في وصف الفاطميين، قال (رحمه الله):
يا بني الزهراء والنور الذي
به نتلو في كتاب ٍسُوراً
أنتم روح البرَّيات
ولولاكم لم تُر إلا صُورا
صوَّر الله الورى من حمإ
ولكم من طيب مسك صورا
انتهى احباءنا الوقت المخصص لهذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار، الى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.