الحمد لله الذي انعم علينا أن جعلنا من أمة خير النبيين وأتمم نعمته علينا بأن أكمل دينه بخير الوصيين صلوات الله عليهما وآلهما الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله، تحية مباركة طيبة أهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامج مدائح الانوار، اعددنا لكم فيها واحدة من غرر القصائد التي تفجرت بها مشاعر الولاء عند المحبين في مدح سيد الخلق أجمعين المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله).
مديحة هذه الحلقة من إنشاء العالم الاديب آية الله السيد رضا الموسوي الهندي من أعلام حوزة النجف الأشرف الدينية وصاحب القصيدة الكوثرية المشهورة له مؤلفات عدة إضافة الى ديوان شعره، منها كتاب الميزان العادل بين الحق والباطل، وشرح كتاب الطهارة في الفقه إضافة الى كتاب في العروض. توفى (قدس سره الشريف) سنة ۱۳٦۲ للهجرة.
أرى الكون أضحى نوره يتوقد
لأمر به نيران فارس تخمد
وإيوان كسرى انشق أعلاه مؤذناً
بأن بناء الدين عاد يشيد
أرى أنّ أمّ الشرك أضحت عقيمة
فهل حان من خير النبيين مولد
نعم كاد يستولي اضلال على الورى
فأقبل يهدي العالمين محمد
نبيّ براه الله نوراً بعرشه
وما كان شيء في الخليقة يوجد
وأودعه من بعد في صلب آدم
ليستر شد الضّلال فيه ويهتدوا
ولو لم يكن في صلب آدم مودعاً
لما قال قدماً للملائكة اسجدوا
له الصدر بين الانبياء وقبلهم
على رأسه تاج النبوة يعقد
لئن سبقوه بالمجئ فإنتما
أتوا ليبيتّوا أمره ويمهدوا
رسول له قد سخّر الكون ربّه
وأيده فهو الرسول المؤيّد
ووحّده بالعزّ بين عباده
ليجروا على منهاجه ويوحّدوا
وقارن ما بين اسمه واسم أحمد
فجاحده لا شك لله يجحد
ومن كان بالتوحيد لله شاهداً
فذاك لـ طه بالرسالة يشهد
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل
لمالك يوم الدين إياك نعبد
ولا أصبحت أوثانهم وهي التي
لها سجدوا تهوي خشوعاً وتسجد
لآمنة البشرى مدى الدهر إذ غدت
وفي حجرها خير النبيين يولد
به بشر الإنجيل والصّحف قبله
وإن حاول الإخفاء للحقّ ملحد
بسينا دعا موسى وساعير مبعث
لعيسى ومن فاران جاء محمد
فسل سفر شعيا ما هتفاهم الذي
به امروا أن يهتفوا ويمجدوا
ومن وعد الرحمن موسى ببعثه
وهيهات للرحمن يخلف موعد
وسل من عنى عيسى المسيح بقوله
سأنزله نحو الورى حين اصعد
لعمرك إن الحق أبيض ناصع
ولكنما حظّ المعاند أسود
أيخلد نحو الارض متبع الهوى
وعمّا قليل في جهنم يخلد
ولولا الهوى المغوي لما مال عاقل
عن الحقّ يوماً كيف والعقل مرشد
ولا كان أصناف النصارى تنصروا
حديثاً ولا كان اليهود تهودوا
أبا القاسم أصدع بالرسالة منذرا
فسيفك عن هام العدى ليس يغمد
ولا تخش من كيد الاعادي وبأسهم
فإن علياً بالحسام مقلد
وهل يخشي من كيد المضلين من له
أبو طالب حام وحيدر مسعد
على يد الهادي يصول بها وكم
لوالده الزاكي على أحمد يد
وهاجر أبا الزهراء عن أرض مكة
وخلّ علياً في فراشك يرقد
عليك سلام الله يا خير مرسل
إليه حديث العزّ والمجد يسند
حباك إله العرش منه بمعجز
تبيد الليالي وهو باق مؤبد
دعوت قريشاً أن يجيئوا بمثله
فما نطقوا والصمت بالعيّ يشهد
وكم قد وعاه منهم ذو بلاغة
فأصبح مبهوتاً يقوم ويقعد
وجئت الى أهل الحجى بشريعة
صفا لهم من مائها العذب مورد
شريعة حق إن تقادم عهدها
فمازال فينا حسنها يتجدّد
عليك سلام الله ما قام عابد
بجنح الدّجى يدعو ومادام معبد
شكراً لكم عن طيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار. قرأنا لكم فيها بديعة السيد رضا الهندي في مدح الهادي المختار (صلى الله عليه وآله).