بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مخرج الذين آمنوا من الظلمات الى النور والصلاة والسلام على أنوار هدايته الساطعة وشموس رحمته الطالعة محمد وعترته الطاهرة.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة، اهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج يسرّنا أن نقرأ لكم فيه مديحة أخرى من مدائح الانوار التي ترسّخ في القلوب محبة أولياء الله المقرّبين (عليهم السّلام) فتفتح فيها بالتالي محبة الله الرؤوف الرحيم، وتكون أنساً للسائرين على الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
إخترنا في هذه الحلقة احباءنا قصيدة عصماء في مدح وصيّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) امير المؤمنين عليّ (عليه السّلام).
وهي من إنشاء الملك الصالح أبي الغارات طلائع بن رزّيك الذي حكم مصر في القرن الهجري السادس، وقد وصفه المؤرخون بأنه كان عالماً بالدين عارفاً بالأدب، شجاعاً حازماً مدبّراً صادق العزيمة لم يترك مجاهدة الافرنج طوال مدة حكمه توفّي رحمه الله سنة ٥٥٦ للهجرة.
قال (رحمه الله) ناظماً مجموعة من صحاح الأحاديث الشريفة المروية في مناقب الامام علي (عليه السّلام) في كتب الفريقين، قال:
يا راكب الغّي دع عنك الضّلال فهذا
الرّشد بالكوفة الغرّاء مشهده
من ردّت الشّمس من بعد المغيب له
فأدرك الفضل والأملاك تشهده
ويوم خمّ وقد قال النبيّ له
بين الحضور وشالت عضده يده
من كنت مولى له هذا يكون له
مولى أتاني به أمر يؤكّده
من كان يخذله فالله يخذله
او كان يعضده فالله يعضده
قالوا سمعنا وفي أكبادهم حرق
وكلّ مستمع للقول يجحده
وأظلمت بسواد الحقد أوجههم
وأنه لم يزل بالكفر اسوده
والباب لمّا دحاه وهو في سغب
عن الصّيام وما يخفى تعبّده
وقلقل الحصن فارتاع اليهود له
وكان أكثر هم عمداً يفنّده
وأسأل به مرحباً لمّا أعدّ له
مشطباً غير فرّار مجرّده
ألقى مهنّده في وسط قمّته
فغاص في الارض يفريها مهّنده
نادى بأعلى العلى جبريل ممتدحاً
هذا الوصيّ وهذا الطّهر احمده
وفي الفرات حديث إذ طغى فأتي
كلّ اليه لخوف الهلك يقصده
قالوا أجرنا فقال المرتضى فرحاً
بالفضل والله بالأفضال مفرده
وقال للماء فر طوعاً فبان لهم
حصباؤه حين وافاه يهدّده
فللعفاف وللإيمان طاعته
وللقنوت وللتقّوى تهجّده
وتابع الملك الصالح قصيدته الولائية منتقلاً لمخاطبة مولاه ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة الامام علي (عليه السّلام) فقال:
يا قائم الليل تمجيداً لخالقه
وأين مثلك قوّاماً تمجّده
يا حجة الله يا من يستضاء به
إلى الهداية يا من طاب مولده
ألستم أنتم أهل الكساء بكم
جبريل يفخر إذ فيكم نعدّده
يا عروة سلم المستمسكون بها
ومسلكاً بالولا فيكم يمهّده
أبوكم جدّ في طوع لجدّكم
وعترة جدّ في خلف تجّدده
نحن المقرّون بالأفضال أنّكم
فرع نما إذ ذكا في المجد محتده
نفوز يا آل طه باسمكم صلة
بعد الصّلاة لمن طوعاً نوحّده
جعلتكم يا بني الزّهراء معتمدي
يوم المعاد بما فيكم أجّدده
لفظاً بإحسانكم عندي أنثّره
درّاً وأفعالكم عندي تنضّده
أنا المظّفر سيف الدّين معتقداً
أن القريض إذا ما فهت أنشده
في مدح آل رسول الله دار غد
في جنة وحساماً لي اجرّده
رزقنا الله واياكم المزيد من صادق مودة محمد وآل محمد ومحبتهم (عليهم السّلام)، والى لقاء آخر من برنامج مدائح الانوار نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.