بسم الله والحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وآله الهداة الى الله السّلام عليكم ايها الاكارم ورحمة الله.
أهلا بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج نقدم لكم فيها ثلاث مقطوعات من غرر الشعر العربي في مدح الانوار المحمدية الاولى للاديب الولائي ابي علي دعبل بن علي الخزاعي المتوفى سنة ۲۹٦ للهجرة صاحب التائية المشهورة في مدح اهل البيت عليهم السّلام التي ألقاها في محضر مولانا الرضا (عليه السّلام).
وله تائية اخرى قصيرة يسجل فيها طرفاً من مقامات اهل بيت النبوة عليهم السّلام التي ثبتت في القرآن الكريم وصحاح السنة النبوية ويبدأها بموقف المباهلة العظيم. قال رحمه الله:
اهل المباهلة الكريمة والكسا
والبيت والاستار والحرمات
ومخازن العلم المنزّل عندهم
بالوحي والقواّم بالبركات
وذوو الكتاب القائمون بأمره
والعالمو متشابه الآيات
والحافظو حكم الزبور وما أتى
في الصحف والانجيل والتوراة
فيقول قائلهم سلوني قبل ان
تدهوا بفقداني وحين وفاتي
ذاك الوصيّ وصيّ احمد والذي
ناجى الرسول وقدّم الصدقات
ذاك الوليّ الثالث الحاظي بما
أعطى زكاة راكعاً بصلاة
واشار دعبل رحمه الله في وصف الامام علي (عليه السّلام) بالولي الثالث في البيت الاخير الى آية التصدّق بالخاتم حيث ذكرت ولايته (عليه السّلام) بعد ذكر ولاية الله ورسول صلى الله عليه وآله حيث قال عزّ وجلّ في الآية من سورة المائدة: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ».
ونبقى احباءنا في القرن الهجري الثالث مع اديب ولائي آخر من الذرّية المحمدية هو الحماني الكوفي حيث يقول في إحدى قصائده الولائية:
سادتي عدّتي عمادي ملاذي
خمسة عندهم تحطّ الرحال
سادتي سادة بهم ينزل الغيث
علينا وتقبل الأعمال
سادتي حبهم يحطّ الخطايا
ولديهم تصدّق الآمال
سادة قادة اليهم إذا ما
ذكر الفضل تضرب الامثال
وبهم تدفع المكاره والخيفة
عنا وتكشف الأهوال
وبهم طابت المواليد وآمتا
زلنا الحق والهدى والضلال
وبهم حرّم الحرام وزال الشكّ
في ديننا وحلّ الحلال
وننتقل اعزائنا الى القرن الهجري السادس ومع الاديب البغدادي المشهور ابي الفوارس سعد بن محمد الصيفي التميمي المتوفى سنة ٥۷٤ للهجرة الملقب بلقب (الحيص بيص) صاحب الديوان والرسائل الادبية الذي لم يكن يتكلم بغير الفصحى قال (رحمه الله) في إحدى مدائحه لأهل بيت النبوة عليهم السّلام:
قوم اذا أخذ المديح قصائدا
أخذوه عن طه وعن يس
واذا انطوى أرق الأضالع وفّروا
ميسور زادهم على المسكين
واذا عصى أمر الموالي خادم
نفذت أوامرهم على جبرين
واذا تفاخرت الرجال بسيد
فخروا بأنزع في العلوم بطين
ملقي عمود الشرك بعد قيامه
ومبين دين الله بعد كمون
والمستغاث اذا تصافحت القنا
وغدت صفون الخيل غير صفون
ما أشكلت يوم الجدال قضية
إلاّ وبدّل شكّها بيقين
مستودع السر الخفيّ وموضع
الخلق الجليّ وفتنة المفتون