بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله خالق الانوار وباسطها والصلاة والسّلام على مجاري فيضة وشموس هدايته محمد وآله الطاهرين.
اهلاً بكم في لقاء آخر من برنامج مدائح الانوار نفتتحه بمديحة قصيرة لسيد الأوصياء أمير المؤمنين الامام علي (عليه السّلام) من نظم امام اللغة والأدب وواضع علم العروض الخليل بن احمد الفراهيدي البصري (رضوان الله عليه) المتوفّى سنة مئة وسبعين للهجرة، قال (رحمه الله):
الله ربّي والنبيّ محمّد
أصل الرسالة بين الاسباب
ثمّ الوصيّ أحمد بعده
كهف العلوم بحكمة وصواب
فاق النظير ولا نظير لقدره
وعلا عن الخلّان والأصحاب
بمناقب ومآثر ما مثلها
في العالمين لعابد توّاب
وبنوه أبناء النبيّ المرتضى
أكرم بهم من شيخة وشباب
ولفاطم صلّى عليهم ربّنا
لقديم احمد ذي النهى الأوّاب
ومن القرن الهجري الثاني حيث عصر الفراهيدي الى القرن الهجري الرابع ومع الاديب المنطقي والطبيب الكاتب محمد بن الحسين بن السندي بن شاهك الذي باء بسجن الامام الكاظم (عليه السّلام) في عصر الرشيد العباسي قال (رحمة الله) في بركات محبة أمير المؤمنين (عليه السّلام):
زعموا أنّ من أحبّ علياً
ظلّ للفقر لابساً جلبابا
كذبوا كم أحبّه من فقير
فتحلّى من الغنى أثوابا
حرّفوا منطق الوصيّ بمعنىً
خالفوا إذ تأوّلوه الصّوابا
إنّما قوله ارفضوا عنكم الدّنيا
اذا كنتم لنا أحبابا
وقال (رحمه الله) في الموضوع نفسه:
حبّ الوصيّ مبرّة وصله
وطهارة بالأصل مكتفله
والنّاس عالمهم يدين به
حبّاً ويجهل حقّه الجهله
ونرى التّشيّع في سراتهم
والنّصب في الارذال والسّفله
ونبقى في القرن الهجري الرابع ومع ابيات في محبة الوصي (عليه السّلام) لصاحب المقامات بديع الزمان الهمداني المتوفّى سنة ۳۹۸ حيث قال في قصيدة جدلية:
يقولون لي لا تحبّ الوصيّ
فقلت الثّرى بفم الكاذب
أحبّ النبيّ وأهل النبي
واختصّ آل ابي طالب
وإن كان رفضاً ولاء الوصيّ
فلا يبرح الرّفض من جانبي
فلله أنتم وبهتانكم
ولله من عجب عاجب
فلو كنتم من ولاء الوصيّ
على العجب كنت على الغارب
يرى الله سرّي اذا لم تروه
فلم تحكمون على غائب