الحمد لله الذي جعل البيان من جلائل نعمه وجعل من الشكر حكمة والهام والصلاة والسلام على سادة الصادقين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج، إخترنا لكم فيه مقطوعتين في مدح آل المصطفى صلى الله عليه وآله لصاحب قصيدة البردة الشهيرة شيخ ارباب المدائح المحمدية العالم الاديب محمد بن سعيد الملقب بشرف الدين البوصيري المتوفى بالاسكندرية سنة ستمائة وست وتسعين للهجرة.
في المقطوعة الاولى يتحدث البوصيري عن كرم اهل البيت عليهم السلام مستشهدا ً بالبيان القرآني لعميق كرمهم في سورة الدهر وقصة تصدقهم بأفطارهم وسحورهم ثلاثة ايام متواليات على المسكين واليتيم والاسير وقبل ذلك يشير الى حيازتهم عليهم السلام لمواريث النبوة الالهية وحفظهم لها وتحليهم بكمالاتها بما لا يدع أي مجال لظهور أي منقصة فيهم عليهم السلام. قال (رحمه الله) في المقطوعة الاولى وهي من قصيدة طويلة:
آل النبي ومن لهم بالمصطفى
مجد على السبع الطباق مُطنبُ
حزتم عظيماً من تراث نبوةٍ
ما كان دونكم لها من يحجبُ
الله حسبكم وحسبي انني
في كل معضلة بكم اتحسَّبُ
يا سادتي حُبيّ لكم ما تنقضي
أعماره وحباله ما تُقضبُ
من معشر نزلوا الفلا فحصونهم
بيد اطراف الرماح تُؤشبُ
ما فيهم لسنان عيب ٍ مطعنٌ
كلها ولا حسام ريب ٍ مضربُ
وعلى الخصاصة يؤثرون بزادهم
ويلذ من كرم ٍ لهم أنْ يسغبوا
لا تنزعُ اللوام أثواب الندى
عنهم ويُخصبُ جودُهم أن يُجدبوا
وفي المقطوعة الثانية ينطلق شرف الدين البوصيري من الامر الالهي بمحبة وموالاة أهل بيت النبوة ـ عليهم السلام ـ ثم يشير ـ بتصوير بليغ ـ الى اسس هذا الامر الا هي الحازم بمودتهم مثل تطهيرهم من كل رجس وتحليهم بكل جميل.
قال رحمه الله:
أحبكم قلبي فأصبح منطقي
يجادل عنكم حسبة ً ويُجالدُ
وهل حبكم للناس إلاعقيدة
على اسسها في الله تبنى القواعدُ
وان اعتقاداً خاليا ً من محبةٍ
وود ٍ لكم آل النبي لفاسدُ
واني لارجو أن سيلحقني بكم
ولائي فيدنو المطلب المتباعدُ
فإن سراة القوم منهم عبيدهم
وإنّ حروف التُّطق منها الزوائدُ
فدتكم اناس نازعوكم سيادة
فلم ادر سادات هم أم اساود ُ
أرادوا بكم كيداً فكادوا نفوسهم
بكم وعلى الاشقى تعود المكايدُ
فإن حيزت الدنيا اليهم فإنَّ منْ
نفى زيفها سلماً اليهم لناقدُ
كذاك اراد الله منكم ومنهم
وليس له فيما يريد معاندُ
ولو لم يكن في ذاك محض سعادةٍ
لكم دونهم لم يغمد السيف غامدُ
وانتم ناس أذهب الرجس عنهم
فليس لهم خطب وإنْ جلّ جاهدُ
إذا ما رضوا لله أو غضبوا له
تساوي الاداني عندهم والاباعدُ
وسيّن من جمر العدا متوقدٌ
على بهرمان الصدق منكم وخامدُ
وفدت عليكم بالمديح وكلكم
عليه كتاب الله بالمدح وافدُ
وقد بينت لي هل أتى كم اتى بها
مكارم أخلاق لكم ومحامدُ
فلولا تغضيكم لنا في مديحكم
لرُدَّت علينا بالعيوب القصائدُ
كنتم احبائنا مع بعض مدائح شرف الدين البوصيري (رحمه الله) لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) والى لقاء آخر نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.