وأضاف نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعيّة لحكومة الاحتلال في مدينة القدس، أنّه يوم السبت الماضي حاولت طائرة مسيرة التسلل من غزة، حيثُ تمّ اعتراضها بنجاح، لافتًا إلى أنّ بلاده تطور وسائل تكنولوجية من أجل دحر وإحباط هذا التهديد، على حدّ تعبيره.
وتابع رئيس وزراء كيان الاحتلال قائلاً إنّه “حسب تقديري نستطيع أنْ نحقق إنجازات في هذا المجال مثلما فعلنا مع منظومة (القبة الحديدية)، وأنْ نكون الأفضل في العالم من أجل الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين، طبقًا لأقواله، وكان جيش الاحتلال الإسرائيليّ أعلن في بيانٍ رسميٍّ ليلة السبت عن إسقاط طائرة مسيرة من قطاع غزة اخترقت الأجواء الإسرائيليّة، مشيرًا إلى أنّه جرى السيطرة عليها ويقوم بفحصها إنْ كانت تحمل مواد متفجرة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ لم يذكر مزيدًا من التفاصيل، فيما لم تقُم فصائل فلسطينية بالتعقيب على الحادثة، عُلاوةً على ذلك، من الأهمية بمكان التذكير بأنّه وقعت حوادث مماثلة خلال الأسابيع الماضية عدّة مرات بينها إرسال عبوة ناسفة حملتها طائرة مسيرة استهدفت جيبًا عسكريًا على حدود القطاع دون وقوع إصابات في حينه.
وبحسب صحيفة "رأي اليوم"، أعلن جيش الاحتلال فى تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، مرتين عن إسقاط جنوده طائرة مسيرة على أطراف قطاع غزة، وكانت كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس قد أعلنت أثناء العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزة في صيف العام 2014 أنّها سيرّت للمرّة الأولى طائرة “أبابيل” بأنواعها الثلاثة الاستطلاعيّة، والهجوميّة إلقاء، والهجوميّة انتحارية في أجواء "إسرائيل"، وذكرت كتائب القسام آنذاك أنّ مهندسيها تمكّنوا من تصنيع طائرات بدون طيار تحمل اسم “أبابيل”، وأنتجت منها الكتائب 3 نماذج، على حدّ قولها.
في السياق عينه، كشفت صحيفة (يديعوت أحرنوت) أنّ الطائرات المسيرة تشكّل أحد الهواجس الكبيرة الذي يتخوّف منه في تل أبيب بهذه المرحلة، حيث نقلت عن ضابطٍ إسرائيليٍّ كبيرٍ في جيش الاحتلال قوله أنّ هناك تعليمات للجنود بالنظر نحو السماء باستمرار، مشيرًا إلى تطور “بُعد جديد في المعركة”.
وأضافت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن الضابط نفسه، إنّه ما بدأ قبل بضع سنوات كألعاب ساذجة تحوّل لسلاحٍ أدّى لتغيير ساحة المعركة تمامًا، وبحسب الصحيفة أيضًا فإنّ “ثورة الحوامات العسكرية (طائرات الاستطلاع) ما زالت في بدايتها.
ولفتت الصحيفة الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّه بعد أنْ كانت قد تمّت مُهاجمة كيان الاحتلال ببعض “الحوامات”، اضطرّت بعض الشركات العسكرية والتكنولوجية الإسرائيلية إلى تطوير وسائل حماية المنشآت والمطارات من هجوم محتمل بـ “الحوامات” قد يقوم به حزب الله وحركة حماس. وأشارت الصحيفة إلى سيناريو قيام “مجموعة من مئات “الحوامات” المتفجرة بمهاجمة هدف وتدميره، واصفة هذا السيناريو بالمرحلة المميتة، على حدّ تعبيرها.
وفي السياق عينه، اعتبرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) أنّ الصين مسؤولة عن هذا الأمر لأنّه، بحسب المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب، فإنّ شركة DJI الصينية تسيطر على 70 بالمائة من سوق طائرات الاستطلاع في العالم، وهي المسؤولة عن نشرها، وذلك وفقًا لمزاعم الصحيفة العبريّة، التي أوضحت أيضًا أنّ تقديرات المؤسسة الأمنيّة، وأذرع الاستخبارات تشير إلى أنّ حركة (حماس) تحاول بناء قوة جوية صغيرة لنفسها، واستخدمت “الحوامات” لأهداف تكتيكية، وأضافت: كانت ذروتها في شهر أيار (مايو) الماضي، عندما نشرت حركة (الجهاد الإسلاميّ) فيديو يظهر فيه طائرة مسيرة تحمل عبوة قامت بإلقائها على دبابة وسيارة تابعتين للجيش الإسرائيليّ، وتخوّفت الصحيفة من احتمال استخدام طائرات الاستطلاع بشكلٍ واسعٍ في الحرب المقبلة في لبنان، كما نقلت عن مصادرها الأمنيّة في تل أبيب.