ووفقا لمنظمة "القسط لحقوق الإنسان" وحساب معتقلي الرأي وحسابات أخرى مهتمة بحقوق الإنسان في السعودية، فإن السلطات اعتقلت عددا من المدونين، منهم أحد مؤسسي منصة التعليم المفتوح "رواق" فؤاد الفرحان، والأكاديمي سليمان الصيخان الناصر، والصحافية مها الرفيدي القحطاني، والكاتب عبد الرحمن الشهري.
أيضا تم اعتقال الكاتب الصحفي بدر الراشد، والأكاديمي وعد المحيا، والكاتب عبد الحميد سعيد البلوي، والصحفية والمترجمة زانة الشهري، والكاتب مصعب فؤاد العبد الكريم، والكاتب عبد العزيز الحيص.
وذكر حساب "معتقلي الرأي" أنه تم اعتقال الأكاديمي والمدون "م.ف." على خلفية تغريداته، ومواقفه الفكرية. فيما اعتذر الحساب عن نشر اسمه الكامل؛ حرصا على سلامة عائلته.
وقد أكدت منظمة "القسط لحقوق الإنسان"، في بيان لها عبر موقعها، أن حملات الاعتقال لم تتوقف منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد، آخرها حملة شهر أبريل/ نيسان، التي طالت عددا من الكتاب تعرضوا للتعذيب ولم تتم محاكمتهم حتى الآن.
وأوضح البيان أن السلطات "لا تزال تعذب عددا من النشطاء والناشطات في السجون، سواء في أقبية تعذيب داخل منازل مجهزة لذلك وبعيدة عن السجون الرسمية، أو في داخل السجون نفسها، وتحتجز عددا من المغردين من الجنسين غير المشهورين، وتم تعذيبهم أيضا".
وأضاف: "عدد من النشطاء المعتقلين السابقين ما زالوا يتعرضون للتضييق الشديد داخل السجون، إما بالحبس الانفرادي لفترات ممتدة وطويلة، أو بالتنقلات المستمرة والحرمان من الاتصال لفترات، والعقوبات المتكررة داخل المعتقلات وسحب الكتب والأدوية".
وأرجعت المنظمة سبب استمرار السلطات في هذه الانتهاكات والاعتقالات إلى "الصمت المحلي والعالمي، وبسبب الأموال التي تدفعها في حملات الدعاية والإعلان والترويج للقيادة، ومحاولات تغطية الانتهاكات بالرياضات والفعاليات التي يدعمها عدد من رجال الأعمال والسياسيين والرياضيين حول العالم، دون اعتبار لحالة حقوق الإنسان المتردية".
وانتقد النشطاء في المملكة حملات الاعتقالات المتكررة التي تشنها السلطات ضد المثقفين والكتاب والصحفيين وكل من يوجه أي انتقاد للسلطة.
حيث أكد البعض أن عددا من معتقلي نوفمبر هم من الشباب "الصامت والمساير أحيانا"، والمهتمين بكرة القدم والأفلام والفن والطرب وقضايا المرأة، لكن لديهم تغريدات قوية ضد التطبيع وضد بعض ممارسات الدولة؛ لذلك تم اعتقالهم.
وأكد النشطاء أن كل من يحاول "تجنب السياسة والاشتغال بقضايا الأخلاق والعلم والدعوة ومواجهة الشبهات أيضا معرض للاعتقال.
وأشار النشطاء إلى أن النظام الحاكم "متعطش للاستبداد ومدمن للقمع"، وأنه إذا استمر حاله هكذا واستمرت "حالة الرعب في نفوس الشعب، فسيأتي يوم يعتقل فيه كل من أيده اتقاء لشره".