وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في يوم 26 من مارس/ آذار عام 2015م من باحة البيت الأبيض عقب لقائه الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، انطلاق العمليات العسكرية ضد اليمن، وتشكيل تحالف من عدة دول بدعم من واشنطن.
وبعد خمس سنوات من العدوان والحصار، افاق العالم على مأساة إنسانية تقول الأمم المتحدة انها غير مسبوقة في التاريخ الإنساني وفي تاريخ الحروب البشرية، نفذ تحالف العدوان منذ مارس/ آذار 2015، ما يزيد عن 500 الف غارة جوية، ومئات الاف عمليات القصف البحري والبري تسببت في تدمير شامل للبنية التحتية في اليمن، ومقتل عشرات الالاف من المدنيين الذين حولهم تحالف العدوان الى اهداف مباشرة لعملياته الجوية والبحرية بشكل خاص فاستهدف الاحياء السكنية منذ اللحظات الأولى لشن العدوان مساء يوم 26 من مارس/ آذار 2015 واستهدف بغارة جوية حي بني حوات موقعا اول اعداد الضحايا المدنيين، ومنذ ذلك الحين تواصلت عمليات التحالف العسكرية لاستهداف المدنيين في الأسواق والطرقات والمساجد والقرى والمدن، شكلت صدمة في الضمير الإنساني ، ولم يعد في قدرة الصامتين الاحتمال.
الضحايا المدنيين:
يورد مركز عين الإنسانية وهو منظمة مجتمع مدني مستقلة تطلق تقارير دورية تتصل بالخسائر البشرية المدنية وفي البينة التحتية المدنية، ان 42135 مدنيا قتلوا وجرحوا بنتائج القصف المباشر لقوات التحالف وعلى راسها الغارات الجوية التي فاقت النصف مليون غارة، ويتوزع هذا الرقم الكبير 16447 قتيلا مدنيا، منهم 3672 طفلا، و2337 امرأة، وبلغ ارقام الجرحى من المدنيين 25688 جرحى ومعاقين، منهم 3856 طفلا و2689 امرأة.
وبحسب التقرير فقد شكل الأطفال القتلى والجرحى بالقصف المباشر أكثر من 25 % من اجمالي عدد الضحايا المدنيين.
يورد مركز عين الانسانية أن العدوان استهدف بعملياته العسكرية الجوية والبرية والبحرية، 461460 منشاة خدمية، شكلت منازل المدنيين الرقم الأكبر والصادمة 451684 منازل مدنية، 1052 مدرسة، 383 مستشفى ومرفق صحي، 172 منشاة جامعية وتعليمية عليا، 6112 حقلا زراعيا، 1294 مسجدا، 46 منشاة إعلامية، 240 موقع أثري، 349 منشاة سياحية.
البنية التحتية
يورد التقرير المدني أن 8178 منشاة مدنية جرى استهدافها من قبل تحالف العدوان توزعت على 15 مطارا، 16 ميناء، 1856 خزانا وشبكة مياه ،294محطة مياه وكهرباء، 3575 طريق وجسرا، 514 شبكة ومحطة اتصال، 1908 مبنى حكومي.
المنشأت الاقتصادية
في هذا الجانب يظهر التقرير أن العدوان وضع القطاع الاقتصادي على قائمة أهدافه لتحقيق اهداف الحصار في وقت قصير، وبلغت اجمالي المنشئات الاقتصادية المستهدفة ذات الطابع الصناعي والتجاري 20819 منشاة اقتصادية، شملت 346 مصنع متنوع، 10601 منشاة تجارية، 660 سوق، 390 مزرعة دجاج، 857 مخازن غذاء، 384 محطة وقود ،6127 وسيلة نقل، 283 ناقلة وقود، 717 قافلة غذاء، 454 قوارب صيد.
ارقام قاصرة
وامام هذه الأرقام الصادمة التي يوردها مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية كمنظمة مجتمع مدني مستقلة، يوضح مسئول حكومي ان الأرقام التي تتصل بالضحايا المدنيين او الخسائر في البنية التحتية جراء الاستهداف المباشر لتحالف العدوان، تضل دون الرقم الحقيقي بضعف الى ضعفين من الأرقام المعلنة لدى المجتمع المدني او الاممي وحتى الجانب الرسمي بسبب ظروف الحرب وضعف موازنة الدولة واحتلال جزء من الأراضي جراء الحصار لتنفيذ إحصاء دقيق، وان احصائها بشكل دقيق يحتاج الى وقف الحرب ورفع الحصار.
وتقول منظمات الأمم المتحدة في تصريحات سابقة لمسئوليها في صنعاء بان المأساة اليمنية نتيجة العدوان والحصار لم يتكشف بعد كل وجهها البشع، وان نهاية الحرب تعني بدء عملية اكتشاف الصورة الحقيقية للمأساة الإنسانية في الأكبر على مستوى العالم والتاريخ الإنساني القريب، وأن سنوات عديدة سيحتاجها اليمن للتعافي مماحل به كنتيجة مباشرة وغير مباشر لأطنان من الأسلحة ألقيت على مدى 5 سنوات والحصار وانتشار الأوبئة، وكل سيطال بأثره اجيالا لاحقة.