سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نشير في مقدمتها الى أن من عمل بالوسائل التي تناولناها في الحلقات السابقة من هذا البرنامج والتي تبلغه كرامة صدق الإنتماء لأهل البيت يحظى برعايتهم التي يخرجه الله بها من الغربة في الدنيا والآخرة، وهذا ما يبشرنا به مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – فيما رواه العلامة الفقيه ابن إدريس الحلي في آخر كتاب (السرائر) حيث قال: "جاءت إمرأة أبي عبيدة – وهو من خلص أصحاب الإمام الصادق – الى أبي عبد الله الصادق – عليه السلام – بعد موت زوجها فقالت: إنما أبكي أبا عبيدة أنه مات وهو غريب، فقال – عليه السلام – لها: ليس بغريب إن أبا عبيدة منا أهل البيت".
أيها الأفاضل، ومن وسائل الفوز بكرامة الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – صدق الإلتجاء الى الله عزوجل في السراء والضراء وجميل التحلي بمكارم الأخلاق نقرأ في كتاب (قرب الإنساد) ما رواه المحدث الجليل الشيخ الحميري ضمن حديث جاء فيه أن مولانا الإمام الباقر – عليه السلام – كان يقول "ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة، ليس إذا ابتلي فتر، فلا يمل الدعاء فإنه من الله تبارك وتعالى بمكان، وعليك بالصدق وطلب الحلال وصلة الرحم، إنا أهل بيت نصل من قطعنا ونحسن الى من أساء إلينا، فنرى والله في الدنيا في ذلك العاقبة الحسنة".
وجاء في كتاب (صفات الشيعة) ما روي عن الإمام الصادق – صلوات الله عليه – أنه سئل عن صفات شيعتهم فقال: "شيعتنا من قدم ما استحسن وامسك ما استقبح وأظهر الجميل وسارع بالأمر الجليل رغبة الى رحمة الجليل فذاك منا والينا ومعنا حيث ما كنا".
ولنفتح قلوبنا معاً – أيها الإخوة والأخوات – على الوصية التالية التي يوصينا بها مولانا الإمام الصادق وهو يبين أمهات صفات المنتمين حقاً لأهل البيت – عليهم السلام – فهم السباقون الى كل خير، فقد روي في كتاب مشكاة الأنوار عنه – صلوات الله عليه – أنه قال: "يا معشر الشيعة إنكم نسبتم إلينا، كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، ما يمنعكم أن تكونوا مثل أصحاب علي – عليه السلام – في الناس، وإن كان الرجل منهم ليكون في القبيلة فيكون إمامهم ومؤذنهم، وصاحب أماناتهم وودائعهم، عودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم، صلوا في مساجدهم ولا يسبقونكم الى خير، فأنتم والله أحق منهم به، ثم التفت نحوي وكنت أحدث القوم سناً فقال: أنتم يا معشر الأحداث إياكم والوسادة! – يعني اجتنبوا التودد على طلب الراحة والكسل -".
ونختم اللقاء بهذه البشارة وما فيها من ضمان كريم للفائزين بصدق الإنتماء لأهل بيت الشرف المحمدي – عليهم السلام – فقد جاء في كتاب مشكاة الأنوار عن عبدالملك النوفلي قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق – عليه السلام – فقال "أبلغ مواليّ عني السلام وأخبرهم إني أضمن لهم الجنة ما خلا سبعا: مدمن خمر أوميسر – أي القمار –، أو راد على مؤمن، أو مستكبر على مؤمن، أو من منع مؤمنا من حاجة، أو من أتاه مؤمن في حاجة فلم يقضها له، أو من خطب إليه مؤمن فلم يزوجه.. قال الراوي عبد الملك النوفلي: لا والله لا يرد علي أحد ممن وحد الله بكماله كائناً من كان فأخلي بينه وبين مالي، فقال: صدقت، إنك صديق قد امتحن الله قلبك للتسليم والإيمان".
وقال – عليه السلام -: أيما رجل اتخذ ولايتنا أهل البيت ثم أدخل على ناصبي سروراً واصطنع إليه معروفاً فهو منا بريء، وكان ثوابه على الله النار.
مستمعينا الأطائب، وها نحن نصل الى ختام هذه الحلقة من برنامج (منا أهل البيت) شاكرين لكم طيب المتابعة لجميع حلقاته ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بكل خير ورحمة وبركة.