ونقلت المجلة الأمريكية "فورين بوليسي" عن مسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الدفاع قولهم إن سلاح الجو قدم إلى مكتب وزير الدفاع، مارك إسبر، اقتراحا يقضي بوقف تشغيل 21 من أصل 35 طائرة مسيرة بالغة القيمة من هذا الطراز تنفذ حاليا مهام استطلاعية في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، وذلك ضمن سلسلة تقليصات حادة تطال بعض البرامج الدفاعية الأمريكية.
وذكر المسؤولون أن هذا المقترح جاء في إطار المشاورات السنوية بشأن ميزانية وزارة الدفاع، وصرحت المتحدثة باسم سلاح الجو، آن ستيفانيك، للمجلة بأن العمل على تدقيق مشروع الميزانية لا يزال مستمرا ومن غير المتوقع أن يتم تسليم تفاصيله إلى الكونغرس قبل فبراير المقبل.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن التخلي عن "غلوبال هوك" (RQ-4) يأتي بسبب تحول البنتاغون من التركيز على مهام محاربة الارهاب إلى بناء قدرات جديدة بإمكانه التعويل عليها لمواجهة روسيا والصين، بموجب العقيدة الجديدة المطروحة في "استراتيجية الدفاع القومي" التي أعلنها وزير الخارجية السابق جيمس ماتيس في يناير العام الماضي.
وأشارت المجلة إلى تزايد قدرة موسكو وبكين على التصدي لأحدث الأسلحة الأمريكية بطيف واسع من الصواريخ المتطورة ومنظومات الدفاع الجوي بالإضافة إلى القدرات الالكترونية.
وفي هذه الظروف، يسعى البنتاغون إلى بناء أسلحة من جيل جديد، بما فيها قاذفات "بي-21" وصواريخ فرط صوتية، لكنه يحتاج إلى المال لذلك، ما يدفعه إلى تقليص الإنفاق على البرامج التي يراها غير ضرورية.
ونقلت المجلة عن خبراء، بينهم لورين تومبسون من معهد ليكسينغتون، ترجيحهم أن البنتاغون رأى في إسقاط إيران إحدى طائراته المسيرة من طراز "غلوبال هوك" في يونيو الماضي علامة بارزة تشير إلى أن هذه الدرونات لم تعد أسلحة مناسبة للنزاعات المستقبلية.
ودخلت "غلوبال هوك" الخدمة في الجيش الأمريكي عام 2001، وتقدر قيمة الطائرة الواحدة من هذا الطراز بـ 215 ميلون دولار.