السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، أزكى تحية ملؤها الرحمة من الله والبركات نحييكم بها شاكرين لكم سلفاً طيب المتابعة لحلقة اليوم من هذا البرنامج الذي خصصناه للبحث في الأحاديث الشريفة عما هدت إليه من وسائل الفوز بكرامة الإنتماء الحقيقي الصادق لأهل بيت الشرف المحمدي عليهم السلام.
والوسيلة التي نتناولها في هذا اللقاء هي الفرح لفرح أهل البيت والحزن لحزنهم، وقد نبهت إليها كثير من الأحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة نستضيء ببعضها فتابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، الوسيلة المشار إليها هي في الواقع تعبير عن صدق مودة المؤمن لمحمد وآله الطاهرين – عليه وعليهم أفضل التحية والسلام – فيكون ملازماً لهم لا يطيق فراقهم على كل حال، لاحظوا ما ذكره علماء الرجال في ترجمة ثوبان بن بجدد مولى رسول الله – صلى الله عليه وآله – وهو من سعد العشيرة من مذحج سبي فاشتراه رسول الله ثم أعتقه وقال له:
إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم – يعني عشيرته – وإن شئت أن تكون منا أهل البيت، فثبت – رضوان الله عليه – على ولاء رسول الله – صلى الله عليه وآله – واختار ملازمته ولم يزل معه سفراً وحضراً الى وفاته – صلى الله عليه وآله – فخرج الى الشام وتوفي بحمص.
ويبين لنا أمير المؤمنين الإمام المرتضى أن هذه الوسيلة تحقق غايتها عندما تكون بدافع مودة أهل البيت – عليهم السلام – وابتغاء وجه الله، قال – عليه السلام – كما روي عنه في كتاب الخصال للشيخ الصدوق:
(إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة، ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا اولئك منا وإلينا وهم معنا في الجنان، ما من الشيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه، إما في مال وإما في ولد وإما في نفسه حتى يلقى الله عزوجل وماله ذنب، وإنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته.
الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا يريد بذلك الله عزوجل، مؤمن بالله وبرسوله، قال الله عزوجل "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ".
كما أن التقرب الى الله بهذه الوسيلة من وسائل الإنتماء الصادق لأهل البيت – عليهم السلام – يجعل المؤمن من الأبواب التي يقصدها قاصدوهم – عليهم السلام – لنتأمل معاً فيما رواه الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال "شيعتنا جزء منا، خلقوا من فضل طينتنا، يسوءهم ما يسوءنا، ويسرهم ما يسرنا، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنهم الذين يؤمل منه إلينا، قال النبي – صلى الله عليه وآله -: لا تخيب راجيك، فيمقتك الله ويعاديك ".
كما أن الإلتزام بهذه الوسيلة سبب لتقوية نور ولائهم في قلب المؤمن كما يشير النص التالي نقله المرجع الديني التقي آية الله الشيخ جعفر التستري في كتاب الخصائص الحسينية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: شيعتنا منا وقد خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بنور ولايتنا رضوا بنا أئمة ورضينا به شيعة يصيبهم مصابنا وتبكيهم مصائبنا ويحزنهم حزننا ويسرهم سرورنا ونحن أيضاً نتألم بتألمهم ونطلع على أحوالهم فهم معنا لا يفارقونا ونحن لا نفارقهم؛ إن شيعتنا منا فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا استحيى الله أن يعذبه بالنار.
ونخلص مما تقدم مستمعينا الأكارم الى أن التفاعل القلبي والوجداني الصادق مع أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – في جميع شؤونهم هو من جهة علامة صدق الإنتماء لهم – عليهم السلام – ومن جهة ثانية فهو يرسخ هذا الإنتماء ويجعل المؤمن يحظى بمزيد من رعايتهم الكريمة لهم.
وبهذه الخلاصة ننهي من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، لقاء اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت)، تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في رعاية آمنين.