سلام من الله عليكم مستمعينا الأطياب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج الذي خصصناه للإستهداء بالأحاديث الشريفة الهادية الى نيل شرف الإنتماء الصادق لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
أيها الأفاضل، الإخلاص لله في مودة أهل البيت – عليهم السلام – هي الوسيلة التي نتناوله في هذا اللقاء من وسائل الفوز بشرف الصيرورة من أهل البيت عليهم السلام؛ تابعونا على بركة الله.
أيها الأفاضل، روى الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص بسنده عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري أنه – رضوان الله عليه – سأل النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – فقال: يا رسول الله ما تقول في علي؟ أجاب: ذاك نفسي..
قال جابر: فما تقول في الحسن والحسين؟ أجاب – صلى الله عليه وآله -: "هما روحي وفاطمة أمهما إبنتي يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها، أشهد أني حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم، يا جابر إذا أردت أن تدعوا الله فيستجيب لك فأدعه بأسمائهم فإنها أحب الأسماء الى الله عزوجل".
وهكذا مستمعينا الأحبة، كان التقرب الى الله بأهل البيت من أقوى القربات، ووسيلة للإنتماء إليهم – عليهم السلام – إذا اقترنت بالإخلاص لله، وهذا ما يصرح به أميرالمؤمنين – عليه السلام – فيما رواه القاضي النعمان المغربي في كتاب (دعائم الإسلام) أنه قال: "ليس عبد ممن امتحن الله قلبه للتقوى إلا وقد أصبح وهو يودنا مودة يجدها على قلبه، وليس عبد ممن سخط الله عليه إلا أصبح يبغضنا بغضة يجدها على قلبه، فمن أحبنا فليخلص لنا المحبة كما يخلص الذهب الذي لا كدر فيه، نحن النجباء، وافراطنا افراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا من حزب الله وحزب رسوله، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، فمن شك فينا وعدل عنا إلى عدونا فليس منا، ومن أحب منكم أن يعلم محبنا من مبغضنا فليمتحن قلبه، فإن وافق قلبه حب أحد ممن عادانا فليعلم أن الله عدوه، وملائكته ورسله وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين".
أيها الأفاضل، والإخلاص لله عزوجل في محبة أهل البيت – عليهم السلام – سبب فوز الإنسان بالسعادة الحقة مثلما أن بغضهم سبب الشقاء، روى الشيخ الجليل علي بن محمد الليثي الواسطي في كتاب عيون المواعظ والحكم عن الوصي المرتضى – عليه السلام – أنه قال: "أشد الناس عمى من عمي عن حبنا وفضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق منا إليه إلا أنه دعوناه إلى الحق ودعاه سوانا الى الفتنة والدنيا فأثرهما ونصب لنا العداوة؛ وأسعد الناس من عرف فضلنا وتقرب الى الله بنا وأخلص حبنا وعمل إليه ندبنا وانتهى عما عنه نهينا فذاك منا وهو في دار المقامة معنا".
والمضمون نفسه نتلمسه فيما رواه الشيخ الصدوق في كتاب الخصال بسنده عن الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال: "الشيعة ثلاث: محب واد فهو منا، ومتزين بنا ونحن زين لمن تزين بنا، ومستأكل بنا الناس ومن استأكل بنا افتقر".
وفي حديث آخر بين – عليه السلام – علامة الإخلاص لله في مودة أهل البيت وهي طاعتهم – عليهم السلام – فقد روى الشيخ الجليل ابن شعبة الحراني عنه – عليه السلام – أنه قال كما في كتاب (تحف العقول):
"افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله الى النار. وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم نارا يسلط عليهم الجوع والعطش. وفرقة أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منا ونحن منهم".
وبهذا نصل أيها الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (منا أهل البيت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.