السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل ما تأملونه من عطاء الكريم الوهاب تبارك وتعالى.
معكم – أعزاءنا – في حلقة جديدة من هذا البرنامج نسعى فيها للتعرف الى وسيلة أخرى من الوسائل التي هدتنا إليها الأحاديث الشريفة للفوز بشرف الصيرورة من أهل البيت المحمدي الكريم؛ تابعونا على بركة الله.
أيها الأفاضل، يستفاد من كثير من النصوص الشريفة إن من الوسائل المباركة لإبتغاء مرضاة الله بالإنتماء الصادق لمحمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – هو إكرام الذرية النبوية وشيعة أهل البيت واجتناب إيذائهم، وهذا ما يهدينا إليه في عدة أحاديث الهادي المختار – صلوات الله عليه وآله الأطهار – منها ما روي في كتاب إرشاد القلوب للعارف الزاهد أبي الحسن الديلمي عنه – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "نحن خير البرية وولدنا منا ومن أنفسنا، وشيعتنا منا، من آذاهم آذانا ومن أكرمهم أكرمنا ومن أكرمنا دخل الجنة".
وقال – صلى الله عليه وآله – في حديث آخر: "لا تشفعت فيمن آذى ذريتي".
مستمعينا الأعزة، ولعل من أجمع الأحاديث الشريفة المبينة لهذه الوسيلة المهمة في ابتغاء مرضاة الله هو الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق في كتاب (صفات الشيعة) وكتاب (فضائل الأشهر الثلاثة) مسنداً عن مولانا الإمام أبي الحسن موسى الكاظم، لنتأمل معه في نصه النوراني، قال – عليه السلام -:
"من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا لأنهم خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا، شيعتنا ينظرون بنور الله ويتقبلون في رحمة الله ويفوزون بكرامة الله، ما من أحد شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه، ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه، ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض وغربها، ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا، ومن ترك منهم مالا فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرؤون من أعدائهم، اولئك أهل الإيمان والتقى، وأهل الورع والتقوى، ومن رد عليهم رد على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقاً واولياؤه صدقاً، والله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله تعالى فيهم لكرامته على الله عزوجل".
أيها الإخوة والأخوات، وكما تلاحظون، فإن التدبر في هذا النص الشريف الجامع يهدينا الى عدة حقائق مهمة فيما يرتبط بموضوع البرنامج، منها:
أولاً: إن إكرام وحب شيعة محمد وآله الطاهرين – عليه وآله أفضل الصلاة والسلام – هو من أهم وسائل الفوز بكرامة الإنتماء الصادق للبيت المحمدي المبارك، وفي المقابل فإن بغض هؤلاء المكرمين سبب للإبتعاد عن هذا البيت النبوي.
ثانياً: إن كرامة الصيرورة من أهل البيت المحمدي يجعل علاقة المؤمنين بمحمد وآله – عليه وعليهم السلام – في أعلى مراتب الإتصال الروحي والمعنوي ويجعلهم يحظون بأعلى مراتب رعاية أهل البيت – عليهم السلام -.
ثالثاً: إن علامة صدق الإنتماء لأهل البيت – عليهم السلام – هو التحلي بالإيمان والتقى والورع وهذا ما يجعلهم مرتبطين بحبل الولاية الإلهية الوثيق فيكون الرد عليهم رداً على الله عزوجل ويفوزون بمقام الشفاعة المحمود لكرامتهم على الله تبارك وتعالى.
أطيب الشكر نقدمه لكم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم في حصنه الحصين والحمد لله رب العالمين.