سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، أطيب تحية من الله مزينة بالرحمة والبركات نهديها لكم وندعوكم بها لمرافقتنا مشكورين في جولة قصيرة أخرى في رحاب الأحاديث الشريفة التي تهدينا لسبل الفوز بشرف الصيرورة من أهل بيت محمد المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار.
الوسيلة التي تناولناها في هذا اللقاء هي أداء الأمانة واجتناب الغش والخيانة أعاذنا الله وإياكم منهما.
أيها الأطائب، روي في كتاب الكافي مسنداً عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "ليس منا من أخلف بالأمانة.. الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر"
وقال – صلى الله عليه وآله – كما في كتاب (الأمالي) للشيخ الصدوق:
"ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً".
وفي الكتاب نفسه عنه – صلى الله عليه وآله – قال:
"من غش مسلماً في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين".
وتؤكد الأحاديث الشريفة أن من خلق آل محمد – صلى الله عليه وآله – الإلتزام بالأمانة وأدائها لكل مؤتمن لها مهما كان، فمثلاً روى الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "أدوا الأمانة إلى البر والفاجر، فلو أن قاتل علي عليه السلام ائتمنني على أمانة لأديتها إليه".
وقال – عليه السلام -: أدوا الأمانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي عليهما السلام وقال الصادق عليه السلام كما جاء في المصدر نفسه: إن الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حبنا ومولاتنا وفرض عليكم طاعتنا، ألا فمن كان منا فليقتد بنا، وإن من شأننا الورع والإجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وصلة الرحم وإقراء الضيف والعفو عن المسيء، ومن لم يقتد بنا فليس منا".
أيها الإخوة والأخوات، وتشدد أحاديث أهل بيت الكرامة المحمدية – عليهم السلام – على اجتناب المكر والخداع كأحد مصاديق الغش، فقد روي عن النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – في كتاب ثواب الأعمال أنه قال: "ليس منا من ماكر مسلماً" وفيه أيضاً عن الوصي المرتضى – عليه السلام – قال: "لو لا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب".
كما أن أحاديث ووصايا أهل بيت الرحمة تحذر بشدة من جميع مصاديق الغش، فمثلاً روى إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات بسنده عن الحارث الهمداني أن أميرالمؤمنين علي المرتضى – عليه السلام – كان يمر أيام خلافته على أسواق الكوفة ويوصي أصحابها بالأخذ بالآداب الشرعية للبيع ومنها اجتناب الغش كل بما يناسب حرفته، فمثلاً كان – عليه السلام – يقول لباعة اللحم: "يا معشر اللحامين، من نفخ منكم في اللحم فليس منا". ومعلوم أن النفخ في اللحم يصوره سميناً وهذا من الغش.
ومع نهي الأحاديث الشريفة عن الغش والخيانة في التعامل مع البر والفاجر وجميع الخلق تشدد على اجتنابها في التعامل مع المسلمين خاصة.
روى الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص عن سيد الصادقين الأمناء – صلى الله عليه وآله – أنه قال:
"ليس منا من يحقر الأمانة – أي يستهين بأدائها – وليس منا من خان مسلماً في أهله وماله".
مستمعينا الأطائب، وبهذا نصل بحمد الله الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية سالمين والحمد لله رب العالمي