سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
أطيب التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، نخصصه للتأمل في إحدى جوامع الخطب النبوية الهادية إلى أمهات الوسائل الإلهية للفوز بشرف الصيرورة من آل محمد – صلى الله عليه وآله الطاهرين – تابعونا على بركة الله.
هذه الخطبة النبوية الجليلة ألقاها النبي الأكرم قبل فترة قصيرة من رحيله – صلى الله عليه وآله – وهي مروية في تفسير فرات الكوفي وعدة من المصادر المعتبرة، وفيها بيانات لمستقبل الدعوة المحمدية بعد رحيل رسول الله وسبل النجاة من ضلالات الفتن التي أخبره – صلى الله عليه وآله – المسلمين بحصولها بعده، ففي هذه الخطبة تفسير وبيان تفصيلي لحديث الثقلين المتواتر، جاء في كتاب تفسير فرات مسنداً عن عبد الله بن عباس قال: قام رسول الله – صلى الله عليه وآله – فينا خطيباً فقال: الحمد لله على آلائه وبلائه عندنا أهل البيت، وأستعين الله على نكبات الدنيا وموبقات الآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني محمداً عبده ورسوله، أرسلني برسالته إلى جميع خلقه "ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة" واصطفاني على جميع العالمين من الأولين والآخرين، أعطاني مفاتيح خزائنه كلها، واستودعني سره، وأمرني بأمره، فكان القائم، وأنا الخاتم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، و"اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" واعلموا أن الله بكل شيء محيط وأن الله بكل شيء عليم، أيها الناس إنه سيكون بعدي قوم يكذبون علي فلا تقبلون منهم ذلك، وأمور تأتي من بعدي يزعم أهلها أنها عني، ومعاذ الله أن أقول على الله إلا حقاً، فما أمرتكم إلا بما أمرني به، ولا دعوتكم إلا إليه.
قال الراوي ابن عباس:
فقام إليه عبادة بن الصامت فقال: إذا كان كذلك فإلى من يا رسول الله؟ فقال – صلى الله عليه وآله -:
إذا كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي، فإنهم يصدونكم عن البغي ويهدونكم الى الرشد ويدعونكم الى الحق، فيحيون كتابي وسنتي وحديثي يموّتون البدع...
مستمعينا الأحبة، وبعد فقرات في بيان الفتن التي لا تكون النجاة إلا باتباع أهل البيت المعصومين – عليهم السلام – بين رسول الله – صلى الله عليه وآله – منزلة هذا البيت المبارك مؤكداً على أن النجاة من الفتن تتحقق بالإنتماء إليهم وهذا ما يتحقق بالتخلق بأخلاقهم التي تجعل الإنسان على صراط التوحيد الخالص، قال – صلى الله عليه وآله – في بعض فقرات هذه الخطبة الجليلة:
"أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى خلقني وأهل بيتي من طينة لم يخلق منها أحداً غيرنا.. فتق بنورنا كل ظلمة.. ثم قال تبارك وتعالى عنا: هؤلاء خيار خلقي وحملة عرشي.. المهتدون والمهتدى بهم... ثم قال – صلى الله عليه وآله - : نحن أهل الإيمان وكماله وتمامه حقاً حقا، وبنا سدد الله الأعمال الصالحة.. ونحن وصية الله في الأولين والآخرين..
أيها الناس.. إنا أهل بيت عصمنا الله من أن نكون مفتونين أو فاتنين.. أو خائنين أو مبتدعين أو مرتابين أو صادفين عن الحق منافقين، فمن كان فيه شيء من هذه الخصال فليس منا ولا نحن منه، والله منه بريء ونحن منه براء..
وإنا أهل البيت طهرنا الله من كل رجس، فنحن الصادقون إذا نطقوا والعالمون إذا سئلوا والحافظون لما أستدعوا، جمع الله لنا عشر خصال لم يجتمعن لأحد قبلنا.. العلم والحلم واللب والنبوة والشجاعة والصدق والصبر والطهارة والعفاف، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الأعلى.. "
أعزاءنا المستمعين، والنتيجة التي نخلص إليها مما تقدم هي أن أحد السبل المحورية للفوز بشرف الصيرورة من أهل البيت – عليهم السلام – هو التخلي عن الخصال التي لا يرتضيها الله لعباده والتحلي بالأخلاق المحمدية وهي أزكى الخصال التي يحبها تبارك وتعالى.
وفقنا الله وإياكم، مستمعينا الأطائب، للمزيد من ذلك وجزاكم خيراً على طيب استماعكم لحلقة اليوم من برنامج (منا أهل البيت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل خير وفي أمان الله.