السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير، وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأحبة، أهل البيت المحمدي هم خلفاء الله في أرضه وأمناؤه في عباده ينشرون رحمته وهداه بينهم، من هنا فإن أتباعهم وموالاتهم واقتفاء آثارهم تحقق للإنسان الغاية الأساسية من خلقه وهي العبودية لله عزوجل فقد قال الله تبارك وتعالى في أواخر سورة الذاريات: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
وفي ظل تحقق هذه الغاية المقدسة تتحقق للإنسان سعادته الحقيقية في الدارين إذ ينال شرف الصيرورة من أهل بيت الخلافة والأمانة الإلهية وهذا ما يبشرنا السراج المنير والبشير النذير الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – في كثير من أحاديثه الشريفة، نتبرك بنموذج منها رواه الحافظ الجليل والعالم الزاهد الشيخ أبوالحسن الديلمي في كتابه القيم إرشاد القلوب: بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد من عباد الله، ومن والانا وائتم بنا، وقبل منا ما أوحي إلينا وعلمناه إياه، وأطاع الله فينا، فقد والى الله، ونحن خير البرية، وولدنا منا ومن أنفسنا، وشيعتنا منا، من آذاهم آذانا ومن أكرمهم أكرمنا، ومن أكرمنا كان من أهل الجنة".
وتبشرنا الأحاديث الشريفة بأن إتباع أهل بيت النبوة باب مفتوحة للجميع لنيل شرف الصيرورة منهم – عليهم السلام – مهما كان الإنتماء النسبي المادي لمتبعهم، لنتأمل معاً فيما رواه الشيخ المفيد – رضوان الله عليه – في كتاب (الإختصاص) بسنده عن العبد الصالح أبي حمزة الثمالي قال: دخل سعد بن عبد الملك الأموي وكان أبوجعفر الإمام الباقر – عليه السلام – يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان على أبي جعفر – عليه السلام – وهو – أي سعداً – يبكي بحرقة فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما يبكيك يا سعد؟ قال وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال له: لست منهم أنت أموي منا أهل البيت أما سمعت قول الله عزوجل يحكي عن إبراهيم: "فمن اتبعني فإنه مني".
أيها الإخوة والأخوات، إن خلق أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – هو التقوى والصلاح والإصلاح فمن اتبعهم في هذا الخلق فقد ابتغى الى الله أسمى وسائل الصيرورة من صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – هلموا معنا للإستنارة بهذه الهداية الصادقية في الحديث الذي رواه القاضي النعمان المغربي في كتابه (دعائم الإسلام)، قال: إن أبا عبد الله الصادق (ع) أوصى قوماً من أصحابه، فقال لهم: (اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو له، وما كان للناس فلا يصعد الى الله، ولا تخاصموا الناس بدينكم، فإن الخصومة ممرضة للقلب، ذروا الناس، فإن الناس أخذوا من الناس، وإنكم أخذتم من رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن علي – صلوات الله عليه – ومنا.
ثم قال (ع): من اتقى منكم وأصلح فهو منا أهل البيت، قيل له: منكم يا بن رسول الله؟ قال: نعم، منا؛ أما سمعت قول الله عزوجل: "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" وقول إبراهيم (ع): "فمن تبعني فإنه مني".
رزقنا الله وإياكم مستمعينا الأكارم أجمل مراتب الإقتداء بمحمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – اللهم آمين.
نشكر أحباءنا على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.