السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، أطيب التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج وبها ندعوكم لمتابعته.
أيها الأفاضل، روي من طرق مختلف المذاهب الإسلامية – كما جاء في موسوعة (ميزان الحكمة) عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "أنا جد كل تقي".
وهذا الحديث الخالد يبين أن (التقوى) هي وسيلة الفوز بشرف الإنتماء الحقيقي لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – كما أنه يتضمن بالمقابلة أن التقوى هي وسيلة حفظ هذا الشرف حتى للمنتمين نسبياً إلى أشرف الخلق –صلى الله عليه وآله-، وهذا ما هدتنا إليه كثير من الاخلاق نختار أحدها فتابعونا مشكورين.
أيها الأحبة، إخترنا الحديث التالي من كتاب (عيون أخبار الرضا عليه السلام) لإشتماله على إستدلال قرآني بليغ على الحقيقة المتقدمة من جهة ومن جهة ثانية لقوة خطابه لشخص هو ابن إمام وأخ إمام من أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – جاء في الكتاب المذكور مسنداً عن الحسن بن موسى علي الوشاء البغدادي قال: كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا – عليه السلام – في مجلسه وزيد بن موسى – أخوه – حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن وأبو الحسن – عليه السلام – مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال – فيما قال -: أما أن يكون موسى بن جعفر عليهما السلام يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء؟ لأنت أعز على الله عزوجل منه علي بن الحسين عليه السلام كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب) قال الراوي، الحسن الوشاء: ثم التفت الرضا – عليه السلام – إلي فقال لي: يا حسن كيف تقرؤون هذه الآية؟ "قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ" فقلت من الناس من يقرأ: إنه عملٌ غيرُ صالح ومنهم من يقرأ إنه عملَ غيرَ صالح، فمن قرأ إنه عملٌ غيرُ صالح فقد نفاه عن أبيه فقال عليه السلام: كلا لقد كان إبنه ولكن لما عصى الله عزوجل نفاه عن أبيه كذا من كان منا لم يطع الله عزوجل فليس منا وأنت إذا أطعت الله عزوجل فأنت من أهل البيت.
أيها الإخوة، من هنا كانت وصايا أئمة أهل البيت – عليهم السلام – للمنتمين إليهم نسبياً هو حفظ كرامة الإنتماء النسبي وتزينه بالتقوى لأنها العلامة الفارقة لحمل شرف الإنتماء إليه، نموذج لهذه الوصايا ننقله من كتاب (عيون أخبار الرضا) حيث روى فيه الشيخ الصدوق الوصية لأخيه زيد بن موسى المذكور في الحديث المتقدم، فقد جاء مسنداً عن الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسى أخوه وهو يقول: يا زيد اتق الله فإنه بلغنا ما بلغنا بالتقوى فمن لم يتق الله ولم يراقبه فليس منا ولسنا منه، يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهم لنا واعتقادهم لولايتنا فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وبطلت حقك قال الحسن بن الجهم: ثم التفت عليه السلام إلي فقال لي: يا بن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائناً من كان من أي قبيلة كان ومن عادى الله فلا تواله كائنا من كان من أي قبيلة كان فقلت له: يا بن رسول الله ومن الذي يعادي الله تعالى؟ قال: يعصيه.
مستمعينا الأطائب، إذن فالتقوى هي أهم وسائل الفوز بشرف الصيرورة من أهل البيت المحمدي – عليه السلام – كما أنها أيضاً الوسيلة المحورية لحفظ هذا الشرف العظيم.
وبهذه النتيجة نختم حلقة اليوم من برنامج (منا أهل البيت) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.