السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، أهلاً بكم ومرحباً في أولى حلقات هذا البرنامج الذي نسعى فيه الى التعرف على أهم الوسائل والأعمال والأخلاق التي تجعل المؤمن من أهل بيت النبوة المحمدية عليهم السلام.
وهذا بلاشك ولاريب كرامة يتمناها كل مؤمن وشرف يطمح اليه كل إنسان، بل إن عدم محبة الإنسان لأن يكون من آل محمد – صلى الله عليه وآله – علامة الشرك وموت التوحيد في قلبه؛ روى الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع بسنده أن الإمام الصادق – عليه السلام – أجاب عن سؤال بشأن فضل أهل بيت النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – من ولد علي وفاطمة على سائر الناس، فقال في جوابه:
"إن من فضلنا على الناس، أنا لا نحب أن نكون من أحد سوانا، وليس أحد من الناس لا يحب أن يكون منا إلا أشرك".
مستمعينا الأطائب، ومن الكرم الإلهي الذي تجلى في سيرة أهل البيت النبوي – عليهم السلام – أنهم صرحوا بأن باب الإنتماء إليهم والفوز بكرامة الصيرورة منهم مفتوح الى يوم القيامة وهدونا الى الوسائل الموصلة الى ذلك؛ وبدأ التصريح بذلك سيد أهل بيت النبوة وسيد الكائنات أجمعين الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – ورويت في المصادر المعتبرة كثيرة من الأحاديث الشريفة نستنير ببعضها ونبدأ بما روي بشأن سلمان المحمدي – رضوان الله عليه – فقد ذكر الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص أن سلماناً دخل مجلس رسول الله – صلى الله عليه وآله – ذات يوم فعظموه وقدموه وصدروه إجلالاً لحقه وإعظاماً لشيبته واختصاصه بالمصطفى وآله، فدخل رجل فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فخطب فقال: إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى، سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفد، سلمان منا أهل البيت، سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان.
أعزاءنا المستمعين، ومن ذيل الحديث النبوي المتقدم نفهم أن تعلم العلوم الإلهية النقية والحكمة من وسائل الفوز بكرامة الإنتماء لأهل بيت النبوة – عليهم السلام -.
وفي حديث نبوي آخر يبشرنا حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – أن الفوز بتلكم الكرامة العزيزة يقترن بالفوز ببعض ما خص الله به بيت نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – كحبه لمن أحبهم وبغضه لمن أبغضهم، نقرأ في كتاب الإختصاص مسنداً عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن سلمان الفارسي فقال صلى الله عليه وآله: سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه، سلمان مخصوص بالعلم الأول والآخر، أبغض الله من أبغض سلمان، وأحب من أحبه، قلت: فما تقول في أبي ذر؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في المقداد؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في عمار؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه وأحب من أحبه، قال جابر: فخرجت لأبشرهم فلما وليت، قال – صلى الله عليه وآله -: إلي إلي يا جابر وأنت منا أبغض الله من أبغضك وأحب من أحبك، فقلت: يا رسول الله فما تقول في علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: ذاك نفسي، قلت: فما تقول في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قال: هما روحي وفاطمة أمهما إبنتي، يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها، أشهد الله أني حرب لمن حاربهم، سلم لمن سالمهم؛ يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الأسماء الى الله عزوجل.
مستمعينا الأفاضل وفي ذيل الحديث النبوي المتقدم إشارة محمدية كريمة الى التوسل الى الله بأهل بيت النبوة – عليهم السلام – هي الوسيلة المحورية للفوز بكرامة الصيرورة منهم – صلوات الله عليهم – ولذلك أوصى نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – جابر الأنصاري بها، رزقنا الله وإياكم العمل بهذه الوصية المباركة، اللهم آمين.
وبهذا ننهي أيها الأحبة حلقة اليوم من برنامجكم (منا أهل البيت) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم ودمتم بألف خير.