وخلال استقباله اليوم الثلاثاء حشدا من المنتجين والمبدعين والناشطين الاقتصاديين، قال سماحة القائد: ليعلم الاصدقاء وكذلك الاعداء اننا جعلنا العدو يتقهقر في سوح الحرب العسكرية والسياسية والامنية ومنها الممارسات التي حصلت خلال الايام الاخيرة التي كانت ممارسات امنية وليست شعبية.
واضاف، لقد فرضنا التقهقر على العدو في مختلف السوح، وبتوفيق الله سنجعل العدو يتقهقر في ساحة الحرب الاقتصادية بالتاكيد.
واشار سماحته في مستهل حديثه الى اهمية الثروة الوطنية ونشر الرخاء العام في نظام الحكم الاسلامي وضرورة عدم عقد الامل على الخارج وقال، ان العمل والاستراتيجية الاساسية هي "تحصين الاقتصاد من التضرر بالحظر عن طريق تقوية وازدهار الانتاج الداخلي".
واكد آية الله الخامنئي الدور المهم جدا للاقتصاد في نظام الحكم الاسلامي وقال، ان اثراء المجتمع وزيادة الثروة الوطنية ونشر الرخاء العام والتوزيع العادل للموارد العامة في الاسلام امور ذات قيمة، اذ انه بتحقق هذه الرؤية سوف لن تكون هنالك فوارق طبقية رغم وجود التفاوت في المجتمع.
ووصف قائد الثورة المنتجين بانهم القادة والطلائع والاقتحاميون والصفوف الامامية للساحة الحيوية المتمثلة بـ "الانتاج الداخلي والازدهار الاقتصادي ونشر الرخاء العام" واضاف، ان هذه الساحة الخطيرة هي ساحة حرب حقيقية.
واشار الى الحرب الاقتصادية الدائمة بين الدول والقوى واضاف، بطبيعة الحال فان هذه الحرب قد برزت واتسعت في الدورة الرئاسية الاميركية الراهنة مع الصين وكوريا الجنوبية واوروبا ومناطق اخرى واخذت تجاه ايران عبر فرض الحظر طابعا وحشيا وحاقدا واجراميا.
واعتبر ان من الوهم التصور بانتهاء الحظر في غضون عام او عامين واضاف، انه وفي ضوء المعرفة التي نمتلكها تجاه قضايا جبهة الاستكبار، سيستمر الحظر، لذا فانه ومن اجل انقاذ اقتصاد البلاد لا ينبغي انتظار انتهاء الحظر او وجود او عدم وجود الشخص الفلاني (الرئيس الاميركي) في سدة الحكم او اتخاذ اجراء ما من قبل الدولة الفلانية.
واضاف، بطبيعة الحال فان الالتفاف على الحظر كتكتيك امر جيد جدا الا ان العمل والاستراتيجية الاساسية يتمثلان بتحصين البلاد تجاه اجراءات الحظر.
واعتبر الاعتماد على عوائد النفط حتى في الميزانية الجارية بانه يؤدي الى الحاق الضرر بالبلاد واضاف، ان هذا الاعتماد قد انخفض قليلا بسبب الحظر لكنني ومنذ فترة حكومة شقيقنا وصديقنا العزيز الفقيد هاشمي رفسنجاني (ره) اكدت ضرورة خفض الاعتماد على النفط تدريجيا.
واعتبر سماحته تسليح الثورة بسلاح وارادة الانتاج الداخلي بانه العلاج للمشاكل واضاف، ان الطريق الوحيد لحل القضايا القائمة هو ان نواصل طريق تقوية وازدهار الانتاج الداخلي بجدية وان نزيل العقبات عبر اتخاذ القرارات الصحيحة والاجراءات اللازمة حيث ان النتائج الايجابية للتحرك في هذا المسار ملموسة اكثر من الماضي.
واعتبر الاهتمام بالانتاج الداخلي بانه يؤدي الى ابعاد البلاد عن حالة الارتهان وقال، ان ربط مسيرة حل المشاكل بقرارات الاخرين يؤدي الى بروز اسوا المشاكل للبلاد.
واعرب عن اسفه لبروز هذه الحالة خلال الاعوام الاخيرة واضاف، ان القول "لنرى ما سيحدث بعد 6 اشهر" و"ماذا سيكون مصير الاتفاق النووي" و"البقاء بانتظار مبادرة الرئيس الفرنسي"، لم ولن يحل اي مشكلة ولابد من وضع هذه الرؤية جانبا.
واضاف، بطبيعة الحال لا باس من القيام بعمل لا يعد عبورا للخط الاحمر ولكن لا ينبغي ربط حل القضايا الاقتصادية بهذه الامور.
واكد قائد الثورة الاسلامية بالقول، اننا سنحول الحظر من تهديد الى فرصة ان شاء الله تعالى عبر الاستفادة من الطاقات منقطعة النظير التي تم استثمار بعضها فقط وبفضل انشطة الناشطين الاقتصاديين.
واضاف، انه لو تمكن الشعب الايراني والناشطون الاقتصاديون والمفكرون في البلاد من اجهاض تاثيرات الحظر عبر الاعتماد على الطاقات الداخلية ، فان فارض الحظر سيكف عن الاستمرار فيه لانه سيتضرر من جراء ذلك.
واكد آية الله الخامنئي بانه لو كف الطرف الاخر عن سياسة الحظر فلا ينبغي علينا نحن تغيير سياسة الاعتماد على الطاقات الداخلية واضاف، ان البعض ينتظر فتح طريق الطرف الاخر لتغيير الوجهة الاقتصادية للبلاد نحو الرؤية للخارج في حين ان هذه الرؤية خاطئة.
واضاف، ان سياسات الاعتماد على الطاقات الداخلية يجب ان تكون راسخة وقوية بحيث انه حتى لو تم الغاء الحظر لن يلحق الضرر بهذه السياسات.
واعتبر الطاقات الشبابية او "النافذة السكانية" من المزايا المهمة للبلاد، مؤكدا ضرورة الاستفادة من هذه الامكانية واستثمارها لتحقيق الطموحات والاهداف.
كما اكد ضرورة الاهتمام بزيادة النسل والانجاب من اجل تفادي حالة الشيخوخة السكانية خلال العقود القادمة وكذلك ايجاد الثروة المستديمة.
واشار سماحته الى تجربة التبادل التجاري والاقتصادي مع الدول الاجنبية وقال، ان هذه التجربة تثبت لنا بان الدول الاجنبية غير مستعدة ابدا لتزويد ايران بالتكنولوجيا الاساسية خاصة في قطاع النفط والبتروكيمياويات والسيارات لذا فانه ينبغي على الاجهزة الحكومية الاستفادة من الطاقات الداخلية للوصول الى هذه التكنولوجيا.
واضاف قائد الثورة، ان ذات الفكر الدقيق القادر من دون اي مساعدة على الوصول للتكنولوجيا المعقدة والنادرة للخلايا الجذعية او تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم من 3.5 بالمائة الى 20 بالمائة ، الا يمكنه الوصول الى تكنولوجيا الاستخراج الافضل من حقول النفط ؟ يمكنه ذلك بالتاكيد، لذا ينبغي الاستفادة من هذه الطاقة الداخلية منقطعة النظير.
واشار الى الخروج السريع لشركات السيارات والنفط الاجنبية من ايران بعد الاعلان عن الحظر وقال، ان البعض شعر بالحزن في ذلك الوقت ولكن لا ينبغي الشعور بالحزن بل بالسرور.
واكد ضرورة نقل القدرات الهندسية والتكنولوجية العالية جدا التي تمتلكها الاجهزة العسكرية الى الاجهزة المدنية واضاف، انه قبل اعوام قال جنرال اسرائيلي انه رغم كرهه لايران لكنه منبهر بتقدمها العسكري، وبطبيعة الحال فقد حققنا منذ ذلك الحين لغاية الان الكثير من المنجزات الاهم احدها الصواريخ الباليستية بمدى 2000 كم وبهامش خطا عدة امتار.
واضاف، ان القدرات الهندسية والتكنولوجية للاجهزة العسكرية التي تحقق مثل هذه المفاخر ينبغي توظيفها في مجالات السيارات والنفط والفضاء وسائر القطاعات.
واكد آية الله الخامنئي ضرورة دعم الصادرات وتواجد الناشطين الاقتصاديين الايرانيين في الدول الاخرى وقال، اننا يمكننا عبر الاستفادة من الطاقات الدبلوماسية اقامة علاقات اقتصادية جيدة مع الجيران والدول الاخرى.
وفي ختام تصريحاته خاطب قائد الثورة اصدقاء واعداء الثورة الاسلامية قائلا، ليعلم الاصدقاء والاعداء بان الشعب الايراني ومثلما فرض التقهقهر على العدو في سوح الحرب العسكرية والسياسية والامنية (كالممارسات التي جرت خلال الايام الاخيرة والتي لم تكن ممارسات شعبية) سيفرض بفضل الله تعالى التقهقهر على العدو في ساحة الحرب الاقتصادية ايضا بالتاكيد، ومع مواصلته الحركة الراهنة في مسار ازدهار الانتاج والتقدم الاقتصادي ، سيحقق الافق الوضاء لمستقبله.
يذكر انه في بداية اللقاء طرح عدد من الحاضرين من خالقي فرص العمل والناشطين في مجال الاقتصاد والانتاج آراءهم ووجهات نظرهم.