خبراء البرنامج: سماحة الشيخ جعفر عساف الباحث الإسلامي من لبنان والدكتور نبيل القطان الأستاذ في علم النفس من لبنان.
بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي الكرام في كل مكان طابت اوقاتكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نرحب بكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونقدم لكم برنامج من الواقع.
أيها الأحبة لازال العديد من الناس وفي يومنا هذا والعالم يشهد كل يوم تطوراً ويشهد كل يوم تقدماً يلجأ وعندما تواجهه مشكلة ما الى الذين نطلق عليهم عادة السحرة والمشعوذين. احبتي الأفاضل هذه الظاهرة التي طالما تسببت في خلق مشاكل عدة تكون اغلب الأحيان بين الزوج والزوجة او بين زوجة الأبن وإمه أي بين الكنة وحماتها. لهذا أعزائي وفي حلقة اليوم سوف نستضيف وكما عودناكم في حلقات البرنامج ضيفين من ضيوفنا الأعزاء وهما سماحة الشيخ جعفر عساف الباحث الاسلامي من لبنان والأستاذ الدكتور نبيل القطان الأستاذ في علم النفس الاجتماعي من لبنان ايضاً وذلك لأجل إلقاء الضوء أكثر من خلال طرح أسئلة عدة ومناقشة الموضوع للحصول على أفضل الحلول، فتابعونا.
أعزائي الكرام تزوجت حنان بالشاب الذي كانت تحلم به دائماً. إنه شاب قوي ونشيط، وسيم جميل الطلعة يعمل مهندساً في احدى الشركات المشهورة في العاصمة لكنها ومنذ الوهلة الأولى التي تقدم اليها لخطبتها طلبت منه العيش في بيت مستقل رغم أن البيت الذي يعيش فيه مع والديه هو ملك له. لكن نبيلاً رفض ذلك وقال: لاأرى في طلبك أمراً منطقياً ولاأرى داعياً لأن أترك أمي وأبي لوحدهما في بيت أنا أمتلكه أذهب وأبحث عن بيت آخر.
قالت له حنان بكل رفق وتهذب: ولم تتعب نفسك يازوجي العزيز وتبحث عن بيت آخر فبيت أبي كبير جداً وأنت تعرف أن فيه أكثر من جناح وتأكد أنه سيكون سعيداً لو طلبا منه أن يخصص لنا أحد أجنحة البيت لنسكن ونعيش فيه. رفض نبيل مرة اخرى إقتراح زوجته وحاول أن يتحدث بموضوع غير موضوع السكن حتى يتفادى حدوث أي مشكلة بينه وبين حنان منذ الأيام الأولى لعلاقتهما. لم ترض حنان بما قاله نبيل لكن اخفت ذلك وإستطاعت أن ترسم على وجهها ابتسامتها العريضة المعهودة حتى تتلافى الموقف. عند صباح اليوم التالي ولما إتصلت أمها بها روت حنان كل ما جرى بينها وبين زوجها نبيل. فقالت لها الأم: أنت تظلين ساذجة ولاتعرفين كيف تتصرفين مع زوجك!
سكتت برهة وقالت لأمها: وماذا تقصدين ياأمي؟
قالت لها: تعال عندي بعد العصر وسأشرح لك ماذا عليك فعله!!
قالت لها حنان: ولماذا عند العصر كلها ربع ساعة وسأكون عندك ياأمي!!
وفعلاً ماهي إلا أقل من ربع ساعة حتى صارت حنان في بيت أمها.
أعزائي الكرام لما وصلت حنان كانت اعدت لها أمها بعض اللفافات الورقية. سألتها حنان بتعجب عنها، فردت الأم لاتسألي فقط خذي هذه الأوراق الملفوفة ونفذي ما قلته لك فسوف يطيعك زوجك في كل امر وفي كل مطلب تطلبينه!!!
لن تتردد حنان أبداً واخذت اللفافات من امها وعادت ادراجها الى البيت كي لايصل زوجها قبلها ولما وصل نبيل وجد زوجته قد اعدت له طعاماً شهياً وإستقبلته أفضل اسقبال. لم يندهش نبيل من ذلك فهي زوجته وليس في ذلك غرابة لكنه سألها بلطف وقال: أراك مبتهجة كثيراً اليوم وعلى غير عادتك؟
ضحكت حنان وقالت: وما وجه الغرابة في أن أقوم بواجبي تجاه زوجي الغالي الحبيب؟
لم يطل نبيل الحديث مع زوجته وراح يتناول الطعام بكل شهية وبعد أن إكتمل منه توجه الى غرفته ليرقد قليلاً الى النوم ولما رضع رأسه على الوسادة وأخذ يتقلب يميناً ويساراً فجأة إكتشف شيئاً قد أخفي تحتها فوجد فيه حروفاً مكتوبة بطريقة لم يألف كتابتها من قبل، حاول قراءتها فعجز ولم يتمكن ولكن تأكد له أن زوجته قد وضعت له سحراً تحت رأسه، ولكن لماذا؟ هذا الذي لم يعرفه ولم يجد له تبريراً!!!
لم يتفوه نبيل بكلمة مع زوجته ولم يقل لها شيئاً بخصوص السحر بل كتم الأمر وكأنه لم يعلم به لذلك فقد ظنت حنان أن السحر قد جاء بالنتيجة المرجوة كما يقولون ولهذا فقد راحت تكرر عملها هذا يومياً ودون ملل حتى مر اكثر من أسبوع ونبيل على هذا الحال يتناول أشهى المأكولات من ثم يذهب الى غرفته ويغط في نوم عميق لأن نبيلاً عندما أدرك ما تقوم به زوجته من سحر وتضعه تحت وسادته لم يدرك أن حنان تقوم ايضاً بوضع اكل مسحور وشرب مسحور ايضاً في سفرته لذلك بعد أن مر الأسبوع بكامله بدأ نبيل يشعر بآلام في بطنه وعدم شهية مثلما كان يشتهي في السابق. بطبيعة الحال إنتبهت حنان الى ذلك خاصة بعد أن شكى نبيل أكثر من مرة آلاماً في بطنه لكنها لم تعر ادنى إهتمام لأن همها الأول والأخير كان لتحقيق غايتها وجعل زوجها رجلاً مطيعاً يخضع في النهاية الى مطالبها ويذهب بها الى بيت أبوها ليعيشا سوية بعيداً عن أبويه قريباً من أبويها.
مستمعينا الكرام بعد أيام قلائل تدهورت حالة نبيل أكثر فأضطر الى إستدعاء الطبيب الى البيت لعدم تمكنه من مغادرته بسهولة. لم يكتشف الطبيب سبب آلام بطنه لذلك اعطاه بعض العلاجات التي تهدأ من آلامه وهذا ما زاد من المرض وتفاقمه. في اليوم التالي وهو في طريقه الى المطبخ شاهد نبيل زوجته وقد كانت تضع بعض الأشياء في الكل. سألها على الفور: ما الذي تقومين به؟
تفاجئت حنان كثيراً فلم يكن يخطر ببالها أن يكون زوجها خلفها في تلك اللحظة، قالت له والخوف والقلق باديان عليها: ها هه ماذا قلت لم يكن شيء بيدي أبد.
تفاجئ نبيل هو الآخر لسبب إخفاء حنان للأمر وقال لها: أي شيء؟ لقد شاهدتك الآن وأنت تضعين ما يشبه البودرة او الأتربة في الأكل!!!
إرتبكت حنان كثيراً وحاولت أن تخفي ما كان بيدها بسرعة، لكن نبيل أسرع وأخذ من يدها تلك اللفافة وشاهدها بأنها كانت مشابهة لتلك التي كانت تحت الوسادة إلا أنها لازالت تحتوي على بقايا أتربة وأعشاب. غضب كثيراً وقال: ماذا كانت تحتوي هذه اللفافة؟ هل يعقل أنك تستخدمين السحر معي؟ هل يعقل أن تضعي شيئاً في الأكل؟ وأنا الذي أتسائل مع نفسي أياماً ياترى ماذا أصاب بطني؟ لماذا صارت تؤلمني كثيراً خاصة في الأيام الأخيرة؟
حاولت حنان أن تدافع عن نفسها إلا أن نبيلاً بدأ يوجه لها سيلاً من الكلمات وسيلاً من التهم بسبب ما قامت به!
في هذه الأثناء كان هناك شخص يطرق الباب ولما فتح له نبيل الباب وجد أنها امرأة فسألها: من أنت؟ قالت: أنا جارتكم أم سعيد. أرجو إعطاء هذا الكيس لزوجتك. لما ذهبت الجارة ام سعيد فتح نبيل الكيس فوجد فيه مجموعة اخرى من اللفافات المسحورة. عاد نبيل الى زوجته وقال لها: خذي هذه القصاصات التي انت وأمثالك لازلتنّ تؤمنّ بها وتظننّ أنها ستحقق لكنّ غايتكنّ وأهدافكنّ!!!
مستمعينا الكرام مازلتم تستعمون لبرنامج من الواقع من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. أيها الأحبة ساءت العلاقة كثيراً بين حنان ونبيل بسبب بعض الوريقات التي كتب عليها رموز خالية من المعنى وخالية من المعاني لاتنفع بل تضر كثيراً وتسيء كثيراً الى اهم مافي الحياة الزوجية ألا وهي الثقة المتبادلة لذلك نتوجه الى ضيفنا سماحة الشيخ جعفر عساف الباحث الاسلامي من لبنان لسؤاله عما يراه الشرع الاسلامي في الزوجة التي تلجأ الى إستخدام السحر والشعوذة لكي وحسب ما تظن أنها سوف تجبره او تخضعه لإرادتها حتى يؤدي اليها كل ما تتمناه ويحقق لها كل ماتريد وماعقاب المرأة التي تحاول أن تخدع زوجها وتوهمه بأنها تحبه وهي في ذات الوقت تؤذيه وتؤذي صحته من خلال تناوله بعض الأطعمة الفاسدة او الأتربة المخلوطة بالأعشاب الضارة بغية تحقيق أكاذيب الساحر او المشعوذ؟ فلنستمع معاً.
عساف: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. ما تفضلتم به من عرض للمشكلة بين الأخ نبيل وزوجته حنان، نعم هي من المشاكل المتفاشية في المجتمع وغالباً ما يلجأ اليها الزوج او الزوجة بطرق من السحر او الشعوذة. ونبيل كأنه الزوج الذي لايستمع الى زوجته وهذه مشكلة من قبل الزوج ونحن مطلوب منا كأزواج ورجال مع زوجاتهم أن يتفهم زوجته لأنه في كثير من الأحيان عدم إستماع الرجل والزوج الى زوجته وعدم نفهمها قد يلجأها بطريقة ما الى إستعمال هذه الأساليب وكذلك ما قامت به الزوجة حنان ايضاً هو أسلوب متفشي عند النساء والزوجات وكثير من الناس الذين يلجئون الى مثل هذه الأساليب في التعامل مع أزواجهم او مع الغير لذلك هنا اريد أن أتقدم وأقول إنه غالباً ما تكون هذه الأساليب التي نلجأ فيها الى الشعوذة هي أساليب ناتجة عن الضعف والجهل لأنه غالباً الانسان الجاهل والضعيف او الانسانة الجاهلة والضعيفة لاتحاول أن تتفهم المشكلة لذلك هذا الأسلوب الضعيف حسب ما اعتقد والأسلوب العاجز الذي يحاول أن يقفز صوب المشكلة ولايحاول أن يشغل عقله وأن يعطي شيئاً من حياته لحل هذه المشكلة لذلك هنا لابد أن نقول إن هذا الطريق وهذا الأسلوب عبر السحر او الشعوذة حقيقة هي امور محرمة في الاسلام بغض النظر أن يكون لهذا الأمر حقيقة. نعم عندما نقول بحرمة السحر والشعوذة لايعني أن الساحر والمشعوذ يستطيع أن ينفذ في عقول الناس وقلوب الناس، غالباً ماتكون هذه أساليب داجلين لذلك أتقدم من خلال هذا البرنامج الى كل المستمعين الذين نحترمهم ونجلهم الى أن اكثر من يمارس الشعوذة والسحر ويلجأ الناس اليها هم دجالون يحاولوا أن يستفيدوا من عواطف الناس او يحاولوا أن يستفيدوا من الأمور المادية ولذلك حرم الاسلام الشعوذة والذين يتعاطون مسئلة السحر والشعوذة في الاسلام لهم عقاب خاص يفرضه عليهم الحاكم الشرعي. أتقدم بنصيحة الى الأخت حنان لأقول لها بأن عليها أن تدرس المشكلة مع زوجها لطرق علمية وتحاول أن تتفهم زوجها وإن لم يوافقها في كثير من الآراء فإنها قد أضرت بعلاقتها التي كانت تريد لها أن تسلك مسكاً صحيحاً لأنها كما فهمت كانت تريد أن يطيعها زوجها ولكن بهذه الطريقة عندما إكتشف زوجها أنها تستعمل السحر والشعوذة فقد أضرت به صحياً من خلال تناول بعض الكتابات وثانياً بدلاً من أن تحل المشكلة زادت تعقيداً وبذلك فقد الزوج ثقته بزوجته لذلك اتوجه الى الزوج بالعفو والمسامحة وأن يتفهم خطأ زوجته وايضاً أتوجه الى الزوجة حنان أن لاتكرر ما قامت به وأن تستغفر الله عزوجل وأن تعيد الحياة مع زوجها الى مجاريها الصحيحة.
أيها الأخوة والأخوات بعد أن إستمعنا لما قاله سماحة الشيخ جعفر عساف الباحث الاسلامي من لبنان منوجه الآن للدكتور نبيل القطان الاستاذ في علم النفس الاجتماعي من لبنان بسؤاله عن التداعبات الاجتماعية التي يخلفها لجوء المرأة لإستخدام السحر والشعوذة مع زوجها وكيف يمكن أن نقضي على هذه الظاهرة؟ فلنستمع اليه.
القطان: هذه الفكرة موجودة بكثرة في الوطن العربي وحتى في البلدان الأوربية موجود بكثرة وبريطانيا هي مرتع الشعوذة وموجودة في أوربا وموجودة في أمريكا وموجودة في لبنان وفي العالم العربي ولكن اللجوء الى هذه الوسائل يؤدي الى تدهور العلاقات الزوجية او القرنية، تؤدي الى تدهور ليس بسبب السحر بل بسبب إكتشاف الأشياء إنه يفقد الثقة كما إكتشف نبيل أن حنان وضعت له هذه الأوراق في الأكل ولم يعد يثق بها ففي الحياة الزوجية هناك غش وهناك خديعة لكي يطيعها ولكن الحقيقة الأساليب تدهور العلاقات حتى لو كان له أي تأثير على الشخص. القصاصات الورقية لم تؤثر على نبيل بمفهوم السحر بل أثرت بشيء يمكن يكون كيمياوي ويمكن تؤذي المعدة وهي لايمكن أن تغير المعتقدات او المشاعر او الإنفعالات واذا احداً آمن بها يمكن أن تؤثر عليه سلباً ويقدر مايكون يؤمن بالسحر فيؤثر ذلك عليه كثيراً واذا لم يؤمن به فلايؤثر عليه ابداً من الناحية التجربية ويمكن أن يكون التأثيراً سلباً وليس إيجابياً. أنصح حنان أن لاتلجأ الى هذه الأساليب أبداً أبداً بل تلجأ الى وسائل اكثر حضارية من هذه وأن تناقش زوجها واذا استطاعت أن تصل الى حل عن طريق مناقشة سليمة وحوار جيد يمكن أن تصل الى حلول واذا لم تصل الى حلول تلجأ الى إختصاصيين تربويين او معالجين نفسانيين في الموضوع وهذه تؤثر اكثر وتغير مجرى الحياة بسهولة ولكن اللجوء الى السحر والشعوذة لايؤدي الى نتيجة ابداً. السؤال الثاني كيف نستطيع القضاء على هذه الظاهرة؟ لاأحد يستطيع القضاء عليها لأنه من آلاف السنين وقبل الأديان والأديان السماوية ومن قبل الفراعنة هذه موجودة وحتى الأنظمة السياسية والمدنية والشرعية والقانونية لاتستطيع محاربة هذه الظواهر وحتى الطب النفسي لايستطيع القضاء عليها لأن هناك شيء عند الانسان وحاجة معينة يعني التركيب النفسي للإنسان ميال الى حلول سحرية يعني نحن كبشر نحب الحلول السحرية أكثر من الحلول الطبية والعلمية يعني بشكل عام أتحدث عن البشر كبشر في نفسيته يتقبل الحل السحري لذلك اذا احداً قال عندي مشكلة فتقول أنا الآن أدعيلك ودعوتي لن تخيب وأكتب لك إستخارة وستحل مشكلتك فميال أن يصدق اذا كان مستواه الثقافي عادي وأقل من العادي ميال أن يصدق أكثر من أن يذهب الى طبيب نفسي ليعالج المشكلة لأن له اولوية أكثر والنفس البشرية تميل الى الخرافات فنحن كمعالجين نفسانيين وأطباء نفسانيين نعاني الكثير من هذه الظاهر ولكن لاأحد يحاربها فلما يأتي مريض ولم يستفيد من هذه الحلول ويلجأ الى الطب والعلاج العلمي ويستفيد منه يعرف أنه كان يعاني لسنوات طويلة.
في ختام حلقة اليوم أعزائنا المستمعين نتقدم بالشكر الجزيل لضيفي البرنامج الكريمين سماحة الشيخ جعفر عساف الباحث الإسلامي من لبنان والأستاذ الدكتور نبيل القطان الأستاذ في علم النفس الاجتماعي من لبنان ايضاً على حسن المشاركة كما نشكر لكم حسن الإستماع لبرنامج من الواقع والذي قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى اللقاء ودمتم في امان الله وحفظه.