مستمعينا الكرام، نلتقيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، ونقدم لكم قصة من قصص الواقع الذي يعيشه بعضنا، ويواجه خلاله المشاكل، وما يؤدي بالتالي الى توتر العلاقة، ما بين الزوجين، وأحياناً ما بين الزوج أو الزوجة والأهل.
قصة اليوم، تخص السيد مرتضى الذي يسكن هو وزوجته في بيت واحد، يجمعه ووالدته. فلنكن معاً لنستمع الى مشكلة السيد مرتضى اولا ومن ثم نستمع الى رأى أحد علماء الدين وأحد الخبراء الاجتماعيين أو النفسانيين أو التربويين في حل المشكلة. اذن ندعوكم الى سماع قصه اليوم بعد هذا الفاصل.
إعتاد السيد مرتضى على العودة الى البيت متأخراً بعض الأحيان، بعد أن يكمل عمله، خاصة في السنوات الأخيرة من زواجه، ذلك بعدما فقد الأمل بأن يرزقه الله تعالى بطفل، طالما انتظره وحلم به، ففقد أيضاً الدافع لأن يعود مبكراً.
إضطر وبعد أن وجد نفسه بحاجة الى زواج ثان، الى مصارحة زوجته بالأمر، التي تفهمت الموقف رغم معارضتها له في البداية. وفعلاً تم زواج السيد مرتضى من إحدى الأقارب.
كانت الزوجة الثانية موظفة تعمل في إحدى الدوائر الرسمية. وفي هذه الحالة كانت تعود أواخر النهار، متعبة جائعة تحاول أن تلتجئ الى الراحة قليلاً، لذلك فهي لم تكن تشارك الزوجة الأولى أعمال البيت، إلا ما ندر. وهذا ما كان يثير بداية الأمر بعض النقاشات وتبادل العبارات المتشنجة بين الزوجتين.
استمرت حالة التوتر بين الزوجتين بشكل يكاد يكون يومياً، ما أدى بطبيعة الحال الى إندلاع خلافات وشجارات كانت تدفع بالزوج أو الأم الى التدخل لحل المشكلة.
تضاعفت حدة الخلافات يوماً بعد يوم، وأصبح النقاش حول تنظيف البيت مثلاً وإعداد الطعام وتهيؤ بعض الأمور المنزلية، مسألة معقدة ما بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية. وفي إحدى المرات التي كان عائداً فيها السيد مرتضى الى البيت، وقبل أن يطرق الباب، سمع أصوات الشجار المندلع بين الزوجتين، وقد أثاره الموقف كثيراً، وقال في نفسه: يا إلهي.. ما هذا الذي أسمعه؟! دخل البيت مسرعاً، ولما حاول أن يعرف سبب الشجار، صرخت الزوجة الأولى بوجه الثانية، قائلة: عليكِ بتنظيف أرضية البيت، ولاتحاولي أن تتذرعي بعذر ما، فقد تعبت من إهمالك المتعمد. وهنا حاول الزوج التدخل لحل المشكلة، لكن الزوجة الثانية سارعت هي الأخرى، قائلة: وماذا بيدي أن أفعله أكثر من ذلك؟ أنت تعرفين أنني موظفة ولما أعود أكون متعبة. وقف الزوج عاجزاً عن إرضاء الطرفين، فالحق كان مع الأولى كما كان مع الثانية.
دخلت الزوجة الأولى غرفتها، فدخل وراءها السيد مرتضى محاولاً إرضاءها، لكنها كانت تبكي وتذرف الدموع لكسب عطفه ووده، وكسب المعركة أيضاً. فقد بدأت علائم الغيرة تبدو عليها، وأصبحت تثير المشاكل باستمرار مع الزوجة الثانية. والزوج في هذه الحالة كان دائماً ما يرضيها ويحاول إقناعها بأنها هي الأصل وهي صاحبة الكعب المعلى، لكن دون جدوى، فكل محاولات الزوج في تطييب خاطر زوجته الأولى، كانت تبوء بالفشل، بل أصبحت المشاكل تطل باستمرار ودون استئذان.
لذلك أصبحت الزوجة الأولى مصدراً للنكد في العائلة، فمجرد خروج الزوج مع زوجته الثانية الى بيت أهلها، تكون احتمالات اندلاع الشجارات كبيرة جداً خاصة بعد عودتهما ليلاً، فتكون الزوجة الأولى حاضرة لتنكد على زوجها الخروج، أو اذا شكت الزوجة الثانية من شيء يستدعي الذهاب بها الى الطبيب، تكون الزوجة الأولى قد أقامت حججاً واهية ليذهب بها السيد مرتضى هي أيضاً الى الطبيب. واذا اقتضت إحدى المناسبات أن يأخذ الزوج زوجته الثانية الى السوق ليشتري لها شيئاً، تشتعل الشجارات في البيت. والسبب كما أصبح معتاداً، يكون مصدره الزوجة الأولى التي تقمصت دور الزوجة النكدية، التي تقف حائلاً أمام زوجها، بل والعائلة كلها. وبين أسباب السعادة والبهجة، فتحاول أن تفرض على زوجها أن يأخذها الى السوق هي أيضاً للتبضع. ولذلك، بدأ السيد مرتضى يملّ من تصرفات زوجته الأولى، مفضلاً عدم العودة مبكراً الى البيت كما كان في السابق، ليتحاشى حالات النكد التي بدأت تتكرر يومياً تقريباً في حياته. والسبب بطبيعة الحال، زوجته الأولى.
وفي أحد المرات، حيث كان نائماً، استيقظ على صراخ عنيف بين الزوجتين. نهض مسرعاً وتوجه اليهن كالعادة لحل المشكلة، ولما حاول أن يقف حائلاً بين الزوجة الأولى والثانية، كانت الأولى كالعادة تصرخ وتبكي في آن واحد لكسب ود الزوج، وهي تقول: أيرضيك ما فعلته بي؟ قال: وماذا فعلت بك؟ وأنتِ، تكلمي ماذا فعلت بها؟ هيا انطقي. أجابت الزوجة الثانية: ماذا تظن أنني فعلتُ بها؟ ألا تراها أمامك سالمة مسلمة؟ صرخت الزوجة الأولى، وقالت: لقد ضربتني وكادت تسقطني أرضاً، كل ذلك بسبب أني ما أعددت لها طعام الافطار. اندهش الزوج من فعل الثانية، وحاول أن يؤنبها. لكن الزوجة الثانية، بالتأكيد نفت ذلك وأكدت عدم قيامها بأي فعل من هذا القبيل. ظل الزوج حائراً ماذا يفعل، ومنْ يصدق. ولذلك صارت حياته معقدة أكثر من السابق. وقد لعن اليوم الذي تزوج فيه الزواجة الثانية.
نظر الزوج الى زوجته الأولى، فتذكر السنوات التي قضاها معها، حيث لم يشهد خلالها منها، إلا الوفاء والالتزام، فكانت خير زوجة له. التفت الى زوجته الثانية، فلم يجد منها أي تقصير تجاهه، فهي لها حقوق مثلما للأولى حقوق.
أعزاءنا، في هذه الحالة نجد أن الزوج قد أصبح عاجزاً عن التخلص من نكد زوجته الأولى، وصار وضعها النكدي مثل الكابوس الذي لايفارقه، لكن الحل حتماً موجود.
لذا ، أيها الأكارم، توجهنا الى سماحه الشيخ(عقيل زين الدين) الباحث الاسلامي من لبنان وسألناه عن حاله السيد مرتضى مع زوجته فهل حقق العدالة المطلوبة منه شرعا خاصة فيما يخص الامور البيتية.... وفي حال حصلت مشكلة من هذا النوع ماذا يقول الشرع حيال ذلك؟ وأساسا هل لتعدد الزوجات شروط... وما هي؟
زين الدين: اعوذ بالله من شر الشيطان اللعين بفضل بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
المسئلة عن تعدد الزوجات او اذا وقعت مشكلة في البيت او ان تكون احدى الزوجات عاقر لاتستطيع ان تنجب فيقوم الزوج بالزواج من امرأة ثانية فكيف يستطيع الزوج ان يدير هذه المؤسسة الجديدة التي فتحها بطريقة ترضي الله تبارك وتعالى ولاتنفجر من داخلها، ان يحافظ على شعور الزوجتين وكيف ينجح وهي مهمة عسيرة جداً في زماننا هذا وهو مسائل على كل حال. طبعاً قال رسول الله صلى الله عليه واله: "حسن تبعل المرأة لزوجها خير من الجهاد في سبيل الله" هذه مثاليات على كل حال عندما نأتي للتطبيق والواقع فأن المرأة اذا صدمت في غيرتها ممكن ان يكون رد فعلها خطر ولاتنصرف عندها بحكمة او بعقل خاصة اذا جاءت امرأة اخرى لتزاحمها في حياتها وتنقسم حياتها الى قسمين فأذا وقع الانسان في هذه المشكلة وكثيراً مايقع الناس في هذه المشكلة فيجب ان يعمل على حد السيف اولاً اذا كانت الاولى عاقراً يعني هو غير مجبر شرعاً ان يصبر عليها واذا اراد ان ينجب طفلاً كما يكون احياناً الرجل لاينجب والمرأة عاقر وكذلك تقع هذه المشكلة وفي لبنان عندنا الكثير من هذه المسائل قد وقعت ان الرجل لايستطيع الانجاب والمرأة تريد ولد وتشتهي الولد دائماً وتعكر جو البيت وتنتهي المسئلة بالطلاق اذا لم تستطع ان تصبر على وضعها، في ان تبتلى هي ان تكون عاقراً وهو يريد اولاد فالمسئلة هنا تعود الى انه كيف يدير الزوج البيت بحكمة لكي لاينفجر البيت من الداخل؟ طبعاً هو تزوج امرأة اخرى واذا كان يحب الاولى ويحسن معاملتها وكانت قد خدمته طوال الفترة الطويلة اذا صبر عليها جميل فعل واذا اراد ان يتزوج نصيحتي انا الشخصية لي تجربة وارى تجربة الاخوان، اذا استطاع ان يكلف الاولى ان يتشار معها ان تدبر له هي امرأة مثلاً عندي اضربه انه احدى اقاربنا لاتستطيع الانجاب كانت عاقراً فهي جاءت الى بيت اخيها وجاءت بأبنة اخيها وزوجتها لزوجها وكان اولاد بنت اخيها كأولادها وهنا نجح المشروع نجاحاً طيباً فأذا كان هناك مجال لهذه المسئلة فجيد فأن لم يكن مجال ورضيت الاولى بأن يتزوج وطبعاً لاترضى بالهين ان يتزوج الرجل امرأة اخرى ولكن لاحول الله وقضاء الله وقدره فأذا فعلها هنا تصبح وظيفة الزوج كيف يحسن تدبير امر البيت لكي لاينفجر من الداخل. اولاً يجب ان يزيد ويحسن معاملة الزوجة الاولى معاملة حسنة مطلقة وان يعوض عليها، هي عاقر بالاصل وجاءت اليها ضرة الى البيت، ان يعوض عليها كل مافاتها في السابق وان يحسن معاملتها بالمطلق اذا ما اراد ان يرضي الله تبارك وتعالى وان يحفظ بيته وان لايشهر اليه وان يعلم الثانية وان يشترط على الثانية قبل الزواج انني عندي في بيتي امرأة احبها واقدسها ولكن المشكلة انني اريد طفلاً فأنت امرأة بكامل حقوقك ولكن ان دخلت بيتي تدخلين بوظيفة، ان تساعديني على حفظ البيت، ان تساعديني على حفظ زوجتي الاولى وحفظ الهدوء في بيتي. اقول قولي هذا واستنصر الله لي ولكم والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
وبعد أن استمعنا الى ما قاله سماحة الشيخ عقيل زين الدين من لبنان، ننتقل بكم أعزاءنا المستمعين الى ضيفتنا الدكتورة ساجدة الحائري الباحثة الإجتماعية من العراق، حيث سألناها: أين تكمن«مشكلة الزوجة النكدية»؟ فهل هي تكمن في عدم توفيق الزوج بين الزوجتين؟ أو أن المشكلة تكمن في الزوجة الأولى أساساً، أم ماذا؟ فاجابت مشكورة:
الحائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
هناك مسئلة مهمة جداً ينبغي الالتفات اليها ان هذه المسئلة التي نشأت لدى المرأة سواء المرأة القديمة او الجديدة التي تكون بهذه الطريقة تتعامل، هذه قد تكون لها باب تعود الى ذات الرجل في تعامله مع كلا الزوجتين او تعود الى الطرف الاول او الطرف الثاني. نحن مع الانصاف لندرس القضية بدقة لنرى انه بعض الاسباب ترجع الى ذات الزوج وتعامله مع زوجته الجديدة، قد تكون بشكل تبدي نوع من الاهتمام، نوع من عدم المبالاة للزوجة القديمة مما يضطر الزوجة القديمة الى ابراز هذه الحالة من النكدية وحالة اللجاجة وحالة العناد وحالة النفور التي تكاد تكون ضغطاً على العواطف فأذا كانت نوع من اللجاجة خارج عن الاطر الشرعية التي يريدها الله سبحانه وتعالى حتى ان الله سبحانه وتعالى في العلاقة الزوجية التي على اساسها شرع الزواج الثاني او الزواج المتعدد ان يكون قائماً على العدالة لذلك اساس كل شيء في هذه العلاقة الثانية مع وجود المبررات لها ان تكون علاقة عدالة وان العدالة واحدة منها هي ان يتعامل بحسن المعاشرة مع الطرفين هذا نوع والاساس الاول ان الله بحانه وتعالى ماشرع الزواج الثاني الا لأسباب، اسباب تكون مرضية، قد تكون المرأة الاولى عاقراً ولاتنجب الاولاد او مرضاً او عاهة او امر اخر من اضطرار حروب او من حالات اجتماعية تكاد تكون نسبة النساء كبيرة جداً لمعالجة هذا الوضع الاجتماعي حتى لايؤدي الى الفوضوية الله سبحانه وتعالى شرع هذا الزواج الثاني، في تشريعه في نفس الوقت وضع له ضوابط ووضع له اسس وقوانين لذلك هذه الضوابط لابد ان يراعيها الزوج حتى لاتقع مثل هذه المطبات من المرأة وشيء اخر انه ذات المرأة نفسها هو ان المرأة الاولى التي نحن نقصد انه لابد ان تتكيف مع الوضع الجديد لابد ان تترك الانانية وحب الذات وان هذا الزوج الذي كان كله لها ولوحدها وتريد كل شيء لذاتها لابد ان تترك هذا الشيء وتعترف ان هناك حالات جديدة وان الزوج ايضاً له الحرية في هذا المجال. الكثير من النساء يحاولن ان ينكرن هذا الواقع ويحاولن ان يحتفظن بكل شيء لهن وهذا نوع من الانانية والاسلام لايحب هذا النوع من الانانية لذلك عليها ان تتكيف مع الوضع الجديد وان تعترف به وانه من حق الرجل وطبيعي بالنسبة للرجل في الحالات التي هو راعى فيها هذه الشرائط وكما انها تحب هي ان تحتفظ بخصوصياتها وان تعترف بذاتها وان تكون لها اسس وقوام واحترام ان تعترف بالطرف الاخر وان تضع له هذه الخصوصيات وتضع له هذا الاحترام وتبادله سواء الرجل او المرأة الجديدة تبادله هي الاحترام وهي تكون في نفس الوقت على مكانتها وعلى شخصيتها وهذا ما نستطيع ان نبينه في هذه النقطة بالخصوص والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الختام نشكر لضيفينا الكريمين، حسن المشاركة ولكم حسن الإصغاء. شكرا لكم والى اللقاء.