القصيدة الاولى... فسلامٌ عليكَ يا خيرَ داعٍ
سيدي أيها النبيُّ الجَميلُ *** أنت خيرُ الورى ونِعمَ الرّسولُ
أيها المُصطفى من الخَلْقِ طُرّاً *** جِئْتَ بالحقِّ صادِقٌ ما تقُولُ
يومَ أنْ جُدْتَ وانطلَقْتَ بشيراً *** ونذيراً ومَنْ سِواكَ الدَّليلُ
عابدٌ مُذْ عُرِفْتَ ثَمَّ أمينٌ *** ورؤوفٌ وقائدٌ مأمولُ
يا سليلَ الأبرارِ طُهْراً جميعاً *** فالجُدُودُ الكِرامُ أصلٌ نبيلٌ
من أبٍ طاهرٍ واُمٍّ مَصُونٍ *** حنفاءٌ كما استقامَ الخليلُ
وحباكَ اﻹلهُ من كلِّ مجدٍ *** يَنْحني عندهُ المُلُوكُ اﻻُصُولُ
جئتَ بالوحي والأنامُ حيارى *** فتعالى التكبيرُ والتهليلُ
وتوالتْ آيُ الكتابِ لِتهْدي *** في بيانٍ أفضى بهِ التنزيلُ
يا رجانا وأُنسَ قلبِ اليتامى *** طالَ عهدٌ بهِ السَّلامُ قليلُ
واناختْ بنا الدَّواهِي تِباعاً *** تتلظّى وَقودُها التقتيلُ
وثرى القدسِ مُثقلٌ بقُيودٍ *** شَدَّها الغاصبُ العدُوُّ الغَلُولُ
صارَ إسلامُنا رهينَ مُرُوقٍ *** أفزعَ الخَلْقَ فالبلادُ ذُبُولُ
وشعوبٌ تقاذفَتْها الشَّواطِي *** تنشدُ الأمنَ والقواربُ غُولُ
ليسَ هذا ممّا أمَرْتَ رحيماً *** أنتَ دِفءٌ ورحمةٌ ووَصِيلُ
وسبيلٌ الى الإخاءِ دواءً *** يتعافَى بِهِ السقيمُ العليلُ
فسلامٌ عليكَ يا خيرَ داعٍ *** لَهُداكَ النقاءُ والتسهيلُ
وعلى أهلِكِ الكِرامِ سلامٌ *** مَظهرُ الحقِّ عنهُ لا لم يَمِيلُوا
سُؤْلُنا مُنقِذٌ نتوقُ إليهِ *** مِن بَني أحمدٍ وَدودٌ جليلُ
يأخذُ الخَلْقَ بالمُرُوءةِ حُكماً *** ودُعانا ياحبّذا التعجيلُ
القصيدة الثانية... هَدانا النبيُّ بأخلاقهِ
ألا يا صِحابَ النُّهى هلِّلُوا *** وصلُّوا على خيرِ مَنْ يُؤمَلُ
محمدٍ المُصطفى سيدٌ *** شفيعٌ لكلِّ امرئٍ يبُذُلُ
وساقي الأحبَّةِ يوم الظَّمَا *** وحيثُ يُعَزُّ بهِ المُوصِلُ
هنالِكَ تَحيا الجُموعُ التي *** سَمتْ بالتُقى لم تكنْ تكسَلُ
وكانَ رَجاها رِضا أحمدٍ *** رسولِ الإلهِ الذي يُمْهِلُ
ولكنّهُ في خِضمِّ الخطُوبِ *** لظُلمِ المُعاندِ لا يُهمِلُ
لغدرِ الذينَ عصَوا أحمداً *** وسنُّوا الضلالَةَ واستغفَلُوا
وراحُوا يَحِيدونَ عن أمرِهِ *** فضاعَ هُدىً نبْعُهُ المَنْهَلُ
الى اليومَ تَحصدُنا فِتنةٌ *** تُشيعُ لظىً والورَى تقتُلُ
وتُؤذي نَبيّاً بَنَى أُمَّةً *** لتنشُرَ عَدْلاً هو الأعْدَلُ
هَدانا الرسولُ بأخلاقهِ *** فسُنَّتُهُ المَذْهبُ الأنبَلُ
وَأوصى بعِترتهِ مَوئِلاً *** فهُمْ حُجَجُ اللهِ والفيصَلُ
فصلِّ وسلِّمْ على المصطفى *** صلاةً تُبارِكُ مَنْ يَعقِلُ
وَصلِّ وسَلِّمْ على آلهِ *** بِلاهُمْ صلاتُكَ لا تُقبَلُ
القصيدة الثالثة... بآلِكَ يا رسولَ اللهِ فخري
رسولَ اللهِ يا حُلْوَ المعاني *** أتيتُكَ هارباً مما اعتراني
ذنوبٌ أثقلتْ أوزارَ ظهري *** وتوبةُ بائسٍ يحكي لِساني
وذا زمنٌ يُبشِّرُ بانعتاقٍ *** منَ العادي على صدقِ المعانِي
وأهلُ الخيرِ مِبذالون جُوداً *** على حُبِّ الكريمِ المُستَعانِ
حبيبي يا رسولَ اللهِ إني *** أعُوذُ بخالقي مِنْ كلِّ جانِ
ومِنْ فِتَنٍ أزاحَتْ كُلَّ وُدٍّ *** ومن طاغٍ يُهدِّدُ بالهَوانِ
فأنت وليُّنا ياخيرَ داعٍ *** بوجهكَ يستضيءُ الفرقدانِ
وانت ملاذُ إخوانٍ إذا هُمْ *** أحاطَ بساحِهم غدْرُ الجَبانِ
فثمَّةَ حملةٌ سَعَرَتْ لَظاها *** تريدُ المسلمِينَ على امتهانِ
تكالبَ ظالمُونَ قُساةُ قلبٍ *** لهُم في الدّينِ لقلقةُ اللّسانِ
أشاعوا في الأقاليمِ الرزايا *** وقتلَ الأبرياءِ على العَيانِ
وواعظُهُم يُسوّغُ كلَّ فِسقٍ *** إذا طلبَ "الأميرُ" وفي ثَوانِ
إليكَ نسوقُ شكوانا نبيّاً *** بنَي إيمانَنا يا خيرَ بانِ
فأنتَ الطُّهرُ تَروي بانهِمارٍ *** غليلَ ظِماءِ صاديةِ الحَنانِ
وانت مغيثُ مَن فقدوا سَحاباً *** أعاقَ غِياثَهِ الشَرِهُ الأنانِي
رسولَ اللهِ جِئتُكَ والخطايا *** تَنوءُ بِكاهلي وتحُطُّ شاني
ومعذرتي إليكَ بيانُ حُبٍّ *** جثا لعُلاكَ يا أجلى بيانِ
وإنّي طالبٌ غفرانَ ربِّي *** بوجهِكَ بل أتُوقُ إلى الجِنانِ
أﻻ يا ريحُ صِلْ طه بِوُدِّي *** وأبلغْ روحَهُ السبْعَ المَثاني
وأنفاساً من الصلواتِ تجري *** عليه وآلِهِ في كلِّ آنِ
رسولَ اللهِ هاكَ مِدادَ حُبِّي *** قصائدَ أدمُعٍ مِنْ قلبِ حانِ
يُضمِّخُها بأشواقِ انتظارٍ *** الى شمسِ الإمامَةِ والزَّمانِ
إلى السِّبطِ المؤمَّلِ لانطلاقٍ *** يسيرُ بِنا بأوْجِ العُنفوانِ
يجدِّدُ شِرعةَ الهادي نقاءً *** ويهدي المؤمنينَ الى التدَاني
بِآلِكَ يا رسولَ اللهِ فخري *** ومُنقلبي فهمْ سُفُنُ الأمانِ
ومَرضَاةُ الإلهِ ونهجُ حقٍّ *** يسدِّدُ مَن أطاعَ إلى اتِّزانِ
القصيدة الرابعة... فلستُ أُطيعُ غيرَ هدُى محمد
اُحبكَ يا رسولَ الله أحمدْ *** وأفخَرُ بالصلاة على محمّدْ
واُتمِمُ بالصلاة على عبادٍ *** بهم عُرف التّقى وبهم تأكّدْ
هما سبطا محمدَ سيدانِ *** هما الحَسَنانِ من طه الممجّدْ
وأُمّهُما البتول الطهرُ فاطمْ *** اُضيء بنورها الكونُ المُمدّدْ
وخيرُهُمُ عميدُ الدّارِ صغراً *** ومولَى الأوصيا وأخو المؤيّدْ
عليٌّ واسمُهُ أغنَى المعالي *** خَشُوعٌ حيثما صلّى ووحّدْ
فليس يضيرني من لامَ حُباً *** بهِ عُصم الفؤادُ وباتَ أسعدْ
فهذا الحُبُّ يؤنِسُني وحيداً *** إذا حَلَّ المماتُ وحينَ أُلحَدْ
ألا فليسمعِ الثقلَينِ قَولِي *** ومَنْ لَزِمَ الصلاة وَمن تهجَّدْ
ألا إنَّ التشيّعَ كُنهُ دينيِ *** قِوامُ الدينِ بالرأيِ المؤكّدْ
فمنْ طلبَ الرشادَ سعى إليهِ *** وليسَ هناك غيرُ هدُى محمدْ
وقد أوصى بنفسي أفتديهِ *** أنِ أسلُكْ نَهجَ من أوفى وأرشَدْ
هما الثقلانِ دَوماً في تلاقٍ *** كتابُ اللهِ والآلُ المُسدَّدْ
فلا يُحزِنْك مَن ركبَ العمايا *** اذا حضَرَ الهدُى بطًلَ المُعقّدْ
فإنُ رُمت الجوائز في يقينِ *** فقُلْ ذكر الصلاة على محمدْ
القصيدة الخامسة... في يوم ميلادِ الأمينِ المصطفى
بِكَ يا إلهَ العالَمينَ صَوابي *** وإليكَ يا باري النُّفوسِ مَآبي
فبِحُرمةِ الهادي البشيرِ محمدٍ *** وبآلهِ حُجَجِ الهدى الأقطابِ
خُذْ بي الى حيثُ الثّباتِ مَحجَّةً *** وانِرْ سبيلي عارِفاً أحبابِي
حُجَجُ الإلهِ على الخلائقِ كلِّها *** هم مأمَني فَزِعاً بِيومِ حسابي
ناشدتُ ربّي في الدعاءِ بحقِّهم *** كيما يُطيِّبَ خاطري وثوابي
في يوم ميلادِ الأمينِ المصطفى *** أدعوكَ ربّي ساعياً لصوابي
أرجوكَ مُبتهِلاً وأسألُ خاضعاً *** رُشدَاً وتوفيقاً وحُسنَ كتابِ
فأنا المتيمُّ بالنبيِّ وآلهِ *** ولهم تَطِيبُ مَودَّتي وخِطابي
لن نرتقي إلا بِهَدْيِ محمدٍ *** وأئمةٍ هم خِيرةُ الأَنجابِ
صلى الإلهُ على النبيِّ محمدٍ *** وعلى الأماجدِ آلهِ الأطيابِ
القصيدة السادسة... سبيلُ الهدى الوحيُ الكريمُِ وسُنَّةٌ
شـدَدْتُ الى طه رِحالَ قَصائدي *** وأعلَـمُ عِـلماَ أنَّ أحمدَ رافِـدي
بيانُ كَـلامِ ليسَ يعرِفُ قَـدرَهُ *** سِوى عابدٍ طُهْرِ المُرُوءَةِ ماجِدِ
مَحمّدٌ المُختارُ سيدُ كُلِّ مَـنْ *** تكلَّـمَ بالضادِ الهُدى نُطْقَ واعِدِ
وآلُ رسولِ اللهِ أزكَى خليقَة *** أُريدَ لَـها أنْ تسْـتَنيرَ برائِدِ
وإنَّ كلامـاَ فاضَ منْ ثَغْـرِ أحمدٍ *** لَـنهْـجٌ لَنـا مَـنْ عافَهُ غَيرُ راشِـدِ
وإنَّ بَنيِ بِنتِ النبيِّ ونَفسَـهُ *** لَـهُمْ خَيرُ مَنْ أهدى بَيانَ المُعاضِدِ
أحاديثُهمْ نورُ الكتابِ وفَخْرُهُ *** وأفعالُـهُم نبـراسُ فِـعْلِ المُآوِدِ
وإنَّ هُدىً لَـم يأتِ من نبْعِ أحمد *** وعِترتهِ الغُـرِّ الكرامِ الأماجِـدِ
لخُسرانُ والعُقبى ضلالَةُ مقصدٍ *** وما الفوزُ إلاّ في سبيلِ مُشاهَـدِ
سبيلُ هدى الوحيُ الكريمُِ وسُنَّةٌ *** ومِصداقُهُ آلُ الرسولِ المُجاهِدِ
على المصطفى الهادي البشيرِ وآلهِ *** صلاةٌ وتسليمٌ أريجُ المسـاجِدِ
القصيدة السابعة... الى غايةِ الوُدِّ نمضي هُدىً
مدَدْتُ إليكَ إلهَ الأنامْ *** يدَيَّ فقيراً فهَبْنِي المَرامْ
وهبْ إخوةَ الدينِ إشراقةً *** تكونُ بها نهضةٌ للوِئامْ
كفى أهلُنا أدمُعاً تكتوي *** بِها أعيُنٌ رامَتِ الإبتسامْ
فأُمةُ فخُرِ الورى أحمدٍ *** همُ الخَيرُ لايرتضُونَ الصِّدامْ
إليهِمْ قضى اللهُ أحكامَهُ *** وبالمصطفى أرسلَ المُستدَامْ
وصانَ الرسالَةَ بالمُرتضى *** وصيّاً إماماً يُحِبُّ الأنامْ
ليحْكمَ عدْلاً ولا ينثني *** عنِ الحقِّ مهما أعاقَ الطغامْ
سلامٌ على كلِّ من زانَنا *** وليسَ على الناكثينَ السلامْ
مذاهِبُنا كلُّها رَحْمةٌ *** ومنْ شَذَّ فهو فَحيحُ اللِئامْ
فيا حبّذا وَحدَةٌ يَشتَفي *** بأنسامِها كلُّ داءٍ جُذامْ
يشوِّهُ إسلامَنا جَهرةً *** ويرمي علَينا الأذى والخِصامْ
الى غايةِ الوُدِّ نمضي هُدىً *** وباللِّينِ يُستَدْرَكُ الإنسِجامْ
وإنَّ محمدَ نبراسُنا *** وآلَ محمدَ نعمَ الإمامْ
القصيدة الثامنة... إليكَ أيا رسولَ اللهِ نشكو
فتحتُ الى رسولِ اللهِ بابا *** لأغترفَ المواهبَ والثوابا
قَصدْتُ دِيارَ أحمدَ باشتياقٍ *** ففي أفيائها ألِجُ السَّحابا
مقامٌ شامِخٌ ومنارٌ لُطفٍ *** حِمىً للمُخبتينَ ومن أَهابا
أَتيتُ وفي يميني مُثقَلاتٌ *** كتابٌ سالَ بالدمعِ اكتئابا
وجئتُ الى الضَريحِ وقلتُ حَسبي *** بأنَّ محمداً خيرٌ مَـآبا
جوادٌ أزهرَ الدنيا بعطفٍ *** ثرىً عَطِراً وروضاَ مُستطاباً
نبيٌّ بارحَ الدنيا هِلالاً *** فصارَ مـزارُهُ بَدراً مَثـاباً
قضى بالحُزنِ من أهلِ الخطايا *** فـآذَوا طاهراً أوعَى الكتابا
صلاةُ الله تترى تحتويهِ *** نبياً حاطَ بالدنيا مُهابـا
فليس لِجُـودهِ حدٌّ عطاءً *** وليسَ عطاؤهُ ذهباً سَرابا
هو القلبُ الكبيرُ لِمن دَعاهُ *** ومضيافُ المُنيبِ لمن أنابا
وَأدعُو الله بالقسَمِ بالمُعلَّى *** شفاعَةَ أحمدٍ يومـاً عَذابا
وأسْالُهُ السّلامَـةَ في حَياة *** إذا لم أخَشَ غائلَها أصابا
ألا شُلّتْ أيادي الحِقدِ طُرّاً *** ومَنْ ظلموا محمدَ والقُرابَا
وكادُوا الدّينَ والمَولى عُصاةً *** وعاثوا في الاقاليمِ اضطرابا
فلا أمنٌ هناك ولا ذمارٌ *** وصارَ القتلُ ديدنُهم طِرابا
إليكَ أيا رسولَ اللهِ نشكو *** مُسوخَ أوادمٍ مرَقُوا اكتسابا
أشاعُوا المُوبقاتِ وهم بُغاةٌ *** وأفتوا بـ"الجهادِ" على القُرابى
مُعلّمُهم أبالسة وِزاغٌ *** وقائدهُـم لـِ "اسرائيلَ" حابَى
وباعَ القدسَ والأقصى ببَخْسٍ *** وعانقَ غاصباً وجثا رِكابا
أيا طه الأمينُ وأنت تدعو *** لوحدةِ اُمةٍ حسُنـتْ خِطابا
أنِـرْ قـلبـاً أضَـرَّ به ظلامٌ *** وإظلاماً أحّلَّ بنا المُصابا
القصيدة التاسعة...
بُعِثَ الأمينُ الى الخلائِقِ نُورا *** وهُدىً أتى للعالَمينَ بَشيرا
أهلاً بهِ أملاً أضاءَ قُلوبَنا *** لولا محمدُ أظلمَتْ دَيجُورا
بالوَحْيِ جاءَ وبِالمُنيرِ مَحَجَّةً *** وفمٍ يَضُوعُ مدى الزمانِ عبيرا
بالمَكْرُماتِ مَناقباً يُصْلِحْنَنا *** وبكلِّ آياتِ الحِسابِ نذيرا
هي بِعثةُ فيها معاجِزُ جَمَّةٌ *** سطَعَتْ بِخَيْرِ المُرسَلينَ ظُهُورا
سجدتْ جوارُحُهُ جميعا عابداً *** للهِ ربّاً خالقاً وخبيرا
مِنْ قبلِ أنْ تَرِدَ الرسالةُ دعوَةً *** للعالمين أتَتْ لتنشُرَ نُورا
هُوَ للبريّةِ ترجُمانُ مَكارمٍ *** تَهَبُ المُصابِرَ جَنّةً وسُرورا
وُلدَ النبيُّ محمدٌ علَمُ الهدى *** فهوُ السبيلُ الى الجِنانِ مَصِيرا
وهو الحَريصُ على العبادِ رعايةً *** رُوحِي فِداهُ مُحققاً تحريرا
لم يسترحْ طولَ الحياةِ مُجاهِداً *** رَغَمَ النّوائبَ بِغْضَةً ونُفُورا
حتى علا صوتُ المؤذِّنِ هاتِفاً *** بالمُؤمنينَ ألا اشكُرُوا تكبيرا
طوفوا ببيتِ اللهِ بَيتا آمِناً *** مُستبْشِرينَ مُهلِّلينَ حُبُورا
حطَّمتُمُ الاصنامَ دينَ تِجارةِ *** واُطيحَ بالطلقاءِ قوماَ زُورا
وتخلَّدَ الممحبوبُ وهو مُراقِبٌ *** أعْمالَ مَنْ نَسَجُوا الحَياةَ بُدُورا
مَنْ يجعلونَ المُسلمينَ اُخُوَّةً *** يتراحمونَ تَسامُراً ونفيرا
يتعاهدَونَ المُعْدَمينَ مَعيشةً *** لايبتغونَ لأجلِ ذاكَ اُجُورا
ويقاوِمُونَ الغاصبينَ ديارَنا *** والظالمينَ القاتِلينَ قَرِيرا
في يومِ مولدهِ الشريفِ تحيةٌ *** مِلءَ الوجودِ تحفُّهُ مَشكُورا
لولا نضالُ محمدٍ وفِداؤُهُ *** سعياً لوحدتنِا لَكُنّا بُورا
صلى على طه الحبيبِ كرامةً *** ربُّ الخلائِقِ باعِثاً ونصيرا
صلى عليهِ مُهلّلٌ ومُكبِّرٌ *** ومُجاهدٌ نصرَ الأِلهَ صبورا
القصيدة العاشرة... هُداكَ يا سيدَ الثَّقَلَينِ مُلهِمُنا
في يومِ ميلادِكَ الميمونِ أنتهِلُ *** خيرَ العطاءِ ويا مولايَ أبتهلُ
أرجو إلهَ الورى للرُشدِ مُنقلَباً *** في عالمٍ زادَ فيه الغيُّ والزلَلُ
يا سيدَ النُّبْلِ والأفلاكِ قاطبةً *** اُزجيكَ حُبِّي فعيني مِنكَ تكتحِلُ
يا فائقَ الحُسنِ والأنوارِ ساطعةً *** يا منبعَ الطُّهرِ طهِّرْنا بما تصِلُ
مَنْ في نقائكَ يا مولايَ مَرتَبةً *** وفي سجاياكَ حارَ السَّهلُ والجبَلُ
يا سيدَ الخلقِ يا مصباحَ عزَِّتنا *** باللهِ صِلْ راغباً يا خيرَ مَن يَصِلُ
أَضِئْ مَضامينَنا أنتَ الملاذُ لنا *** لولا هُداكَ لكانتْ ضاقتِ السُبُلُ
ميلادُكَ الخيرُ يا طه يُذكِّرُنا *** بالمكرماتِ أتتْ مِن حيثُ تَكتمِلُ
أصفاكَ ربُّ العُلا بالوَحيِ مُشتمِلاً *** كلَّ المعالي وقد تاقَتْ لَكَ الرُّسُلُ
تاقَتْ لمُستودَعِ الأخلاقِ في شَغَفٍ *** فأنتَ يا صاحبَ المعراجِ مُكتمِلُ
حباكَ ما طابَ ربُّ العرش مُؤتَمَناً *** على المُنيبينَ فالأرجاءُ تبتهِلُ
والأرضُ تستذكرُ المحبوبَ راجيَةً *** بِمولدِ النورِ أنْ تستنهضَ الدّوَلُ
والراصدونَ طلُوعَ الفجرِ في ولَهٍ *** أن سوف يأتي الهُدى والصدقُ والأمَلُ
ميلادُكَ الطُّهْرُ يا مولايَ يُؤنِسُنا *** في مشهدِ غابَ عنهُ القائدُ البطَلُ
معاقِلُ الظُلمِ تفري لحمَ مَن صدَقُوا *** والسامريُّونَ صاروا خيرَ مَن عَدَلُوا
جارُوا على الأهلِ والأحبابِ في وطنٍ *** سطا عليه العدِى والذئبُ والنَّغِلُ
وتلكَ أمريكيا تغتالُ اُمَّتَنا *** ومن كواليسِها الإرهابُ يَنتقِلُ
فيا إمامَ الهدى سدِّدْ مسيرتَنا *** فهذه أُمةُ الاسلام تقتَتِلُ
والصابرونَ على الظلماءِ يُؤلِمُهم *** جَمُّ المُعانِينَ مَن عاشوا ومَن رَحلوا
لكَ الرياحينُ يا طه مُعَبِّرةً *** عنِ الولاءِ لِهادٍ منهُ ننتَهِلُ
هُداكَ يا سيدَ الثَّقَلَينِ مُلهِمُنا *** وآلُكَ الغُرُّ مصباحٌ وهمْ اُوَلُ
صلّى عليكَ الإلهُ الفَرْدُ مَكرُمةً *** يا رحمةٌ أنتَ معطاءٌ لمنْ سألُوا
فمنْ مَعينِكَ يأتي الخيْرُ مُجتمِعا *** واليُسْرُ واللّطفُ والإحسانُ والرِّفَلُ (*)
...........................................
(*) الرِّفَلُ = العيشُ الواسعُ السابغُ
بقلم الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي
١٦ ربيع الاول ١٤٤١ المصادف ١٤ تشرين الثاني ٢٠١٩