وتستخدم في صنع قماش الترمه نقوش ورسوم مختلفة مثل شجرة السرو المنحني وفي هذا النقش اشارة الى الخشوع والتعبد لرب العالمين عزوجل، وكذلك زهور مسماة بـ «شاه عباسي» و«اللوتس»؛ وترمز الزهرة الأخيرة (اللوتس) الى الحضارة الإخمينية.
تشتهر كل منطقة في ايران بحياكة أشكال تقليدية وضروب وتصاميم منوعة جداً من هذا القماش.
في حياكة القماش، تستخدم ألياف طويلة من الحرير والصوف ذي الجودة العالية، ويتم تطريز الألياف والخيوط بالألوان النباتية والطبيعية، وأكثر الألوان استخداماً هي اللون العنابي والأحمر والأخضر والبرتقالي والأسود.
قماش الترمه هو قماش ناعم دقيق جداً ويتكون من مجموعتي اللحمة والسداة للألياف، حيث ان لحمة القماش هذه، تنسج بشكل مكثف ومضغوط.
تعود صناعة حياكة هذا القماش الى بدايات العهد الصفوي، ولكن هناك من الباحثين من يرى ان الموطن الرئيس لحياكة قماش الترمه هو منطقة آسيا الوسطى ومرتفعات اقليم كشمير، وهناك من يعارض هذا الرأي ويقول إن حياكة قماش الترمه (الكشميري) ظهرت لأول مرة في ايران ومن ثم انتقلت الى كشمير.
ومن الملفت للقول ان الذوق الرفيع والإبداع والبراعة التي يعتمد عليها الفنان الايراني عند حياكة هذا النوع من القماش فضلاً عن التصاميم والنقوش التي تزين هذا القماش وتبعث على الخيال والحس المرهف قلما نجد نظيراً له في سائر مناطق العالم.
فن حياكة قماش الترمه يبلغ ذروة ازدهاره وتكامله في عهد حكم الملك الصفوي شاه عباس؛ مما أدخل هذا القماش في قائمة البضائع الايرانية التي تصدر الى الخارج، وذاع صيته في جميع أرجاء المعمورة في تلك الفترة.
فن النسيج والحياكة هو من الفنون التي أبدعت فيه أنامل الفنانين الايرانيين البارعين، مستخدمين ذوقهم في تطوره ورقيه. فن الحياكة في ايران كان يحظى بمكانة مرموقة منذ أمد بعيد، وكان له انتشار واسع وإقبال مطّرد على بيع وشراء الأنسجة وحتى الاستلهام من أشكالها وتصاميمها المختلفة في العالم القديم وعند أقوام وشعوب أخرى سبقت ظهور الدين الاسلامي الحنيف.
وكانت لعدد كبير من شرائح المجتمع وتحديداً النساء حصة اكبر في تعلم فن الحياكة والنسيج والتطريز وباقي الفنون التي ترتبط به. ومن الجدير بالذكر أنه لحياكة مترين من الوشاح النسائي الثمين، كانت ثلاث أو أربع فتيات ينشغلن بهذه المهنة مدة خمس سنين.