وحكاية هذا المكان المقدس عند الزرادشتية انه كان يوما ما ملجأ للسيدة «حيات بانو أو نيك بانو» بنت الملك الساساني يزدجرد، اختفت فيه إثر الحروب. وبعد مدة رأى احد الرعاة في منامه انها طلبت منه بناء معبد هناك. وفي هذا المعبد توجد شجرة معمرة يعتقد الزرادشتيون انها عصا «حيات بانو» وقد نبتت.
تنفرد چك چك في كونها النبع الوحيد الذي يتدفق في منطقة من قلب صحراء يزد ماء زلالا.
وبعد ان يطوي الانسان مسافات طويلة لتطأ قدمه ذلك الجبل الشامخ يقف مندهشا امام ذلك المعلم الطبيعي الجذاب جبال احاطت بذلك المعبد وكأنها رؤوس خاتم احاطت بشذرة، وشجرة الارز الكبيرة تلك التي وصفوها بعصا الشيخ وذات الارتفاع البالغ عشرات الامتار كلها تضفي جمالا وجاذبية على تلك المنطقة والمعلم الرائع.
وطبقا لمعتقدات الزرادشتية يخلع رواد المكان أحذيتهم ويرتدون قبعات بيض ليدخلوا المعبد.
وفي زاوية من ذلك المكان تشاهد حوضا صغيرا يتلقى قطرات الماء من عين توحي لك وكانها عين يقطر منها الدمع، والهدوء والسكينة المحيطة بالمعبد تجعل اصوات قطرات الماء تلك، نغمة تبعث الهدوء والسكينة في نفس الزائر.
وان لهذا المكان عند اكثر الزرادشتية قدسية خاصة.إذ إن اكثرهم يقدسون هذا المكان ويعيرون اهمية خاصة لمزارهم هذا وله مكانة سامية عندهم باعثة الوحدة والتعاون بين مجتمع الزرادشتيين، بحيث يؤمّونه مجتمعين فيه في الرابع والعشرين الى الثامن والعشرين من شهر خرداد الايراني المصادف للرابع عشر وحتى الثامن عشر من كانون الثاني الميلادي لمدة خمسة ايام من كل عام، في أحضان ذلك الجبل، تربطهم روح الصداقة وهم يتبادلون المعلومات تاركين مشاكلهم جانبا لتأخذ الفرحة مكانها وهم ينشدون ويدعون باعثين بالرحمة لكل فرد سعى وتحمل وصمد ليبقى محافظا على شرفه وعفته امام الاعداء، والشكر للإله الواحد الذي يسمونه (اهورا) بأنه مدّهم بالمساعدة ليتمكنوا ان يحتموا بين منعطفات هذه الجبال من كيد الاعداء.