هذه الينابيع التي تم تسجيلها في قائمة المعالم الطبيعية الوطنية في ايران، تأتي في المرتبة الثانية بعد قمة دماوند؛ مما جعلها تعرف باكثر ينابيع الماء في العالم جمالاً.
تقع ينابيع ماء باداب سورت في جنوب شرق مدينة ساري مركز المحافظة وعلى ارتفاع 1841 متراً من سطح البحر.
مفردة «باداب سورت» في اللهجة المازندرانية تعني «شدة الأثر الناتج عن الماء الفوار».
تحدّ هذا المعلم الطبيعي الجميل من الشمال المرتفعات والتلال المكسوة بالغابات التي تكثر فيها أشجار ذات أوراق على شكل الإبرة، وتحدّه جنوباً الوديان السفلية، ومن الشرق يجاور المرتفعات المغطاة بالنباتات والشجيرات المختلفة، وأما من الغرب فتحيط به قرية «اروست».
تتضمن مجموعة ينابيع ماء «باداب سورت» السحرية، ينبوعين تجري فيها مياه مختلفة تماماً من حيث اللون والطعم والرائحة.
في أحد هذين الينبوعين، تجري مياه مالحة، تصبّ في بحيرة صغيرة صالحة للسباحة في ايام الصيف، ناهيك عن أن مياه هذا الينبوع تستعمل لعلاج أوجاع الظهر والقدم والأمراض الجلدية وألم المفاصل وخاصة مرض الصداع النصفي.
في جزء من هذه البحيرة، هناك حفرة عميقة تسمى «برمودا اروست». وجدير بالذكر أن هذه البحيرة لا تتجمد في فصل الشتاء، بسبب ملاحتها.
أما الينبوع الثاني يجري فيه ماء دائم لونه برتقالي وحامض نسبياً. تحاط فوهة الينبوع بكمية من ترسبات أوكسيد الحديد والتي تسمّى باكسير الحياة.
المياه المترسبة لهذين الينبوعين وفي طريق تطويه من أعلى الجبل الى أسفله طوال آلاف السنين، خلقت شلالاً على شكل السلالم أوجد بدوره عشرات الأحواض الصغيرة الجميلة جداً تتنوع ألوانها بين البرتقالي والأصفر والأحمر والذهب وعلى مقاييس مختلفة، حيث يستعرض كل منها عالماً جميلاً حالماً من الطبيعة البكر التي تحظى بها هذه المنطقة.
يذكر ان هذا الينبوع حديث العهد؛ بينما يقع ينبوع «باداب سورت» القديم في المرتفعات التي بامكاننا ان نصل اليه بعد قطع مسافة باتجاه الشمال تبلغ مئات الأمتار مشياً على الأقدام.
هذا الينبوع تجففت مياهه منذ مئات السنين، غير أنه ترك آثاراً رائعة خالدة منه؛ ومن اللافت القول ان هذا الينبوع لو كان فواراً الى يومنا هذا، لكان يعدّ من دون شك من عجائب العالم.
مجموعة باداب سورت لا تقتصر على هذين المكانين، بل يوجد مكان آخر باسم باداب سورت الصغير، والذي يشتهر بـ «شورسر».
هذا المكان عبارة عن بحيرة صغيرة جداً تتمتع بخاصيات علاجية جيدة جداً قياساً مع باقي الينابيع، حيث يزورها السياح وعشاق الطبيعة لا سيما في شهر ايار- مايو، ويقضون أوقات فراغهم هناك ويأخذون قسطاً من الراحة.
هذه المنطقة تحظى بمناظر طبيعية للغابات والجبال تبهر العقول وتسحر القلوب. ان اكثر المشاهد جمالاً وروعة في منطقة الينبوع والأحواض المائية تعود الى موعد شروق الشمس وغروبها، حيث تسطع أنوار الشمس على الأحواض والبحيرة، وتخلق مناظر طبيعية لا تدرك ولا توصف؛ وفيها آية واشارة دقيقة الى النعم التي أسبغها الله تبارك وتعالى على هذه المنطقة، والتي تتجلى في أروع صورها.