هذه القرية التي كانت ومازالت تنبض بالحياة تبدو وكأنها قلعة طبيعية عظيمة؛ الأمر الذي جعلها موضع اهتمام الولاة والحكام والأمراء في غابر العصور والقرون، حيث اتخذوا منها مكاناً لأخذ الراحة، فيها أو الهروب والنجاة من الأعداء والغزاة.
التاريخ غير المدون لقرية لاويج يعود الى العصر الساساني وحتى ما قبله. بقايا الأطلال والخرب العدّة والمقابر والمكتشفات الأثرية وغيرها من الأشياء التاريخية؛ كل ذلك يحكي جذور هذه القرية الضاربة في عمق التاريخ التليد؛ ما يرسم لنا ولو بقليل الامتدادات التاريخية للحياة البشرية في هذه المنطقة.
فضلاً عن وجود قبور قديمة في القرية، هناك من علماء الآثار من يرون احتمال وجود معبد نار قديم على هضاب القرية. كما يقول أهالي لاويج أنه تم العثور على أشياء أثرية أثناء عمليات التنقيب التي أجريت في القرية، بما فيها مسكوكات تعود الى العهد الساساني وكذلك حلى ذهبية وفضية تتضمن قلائد وأساور وأقراطاً وسيوفاً وما الى ذلك.
كان أهالي القرية يبنون بيوتهم في غابر الايام من المواد الانشائية الطبيعية المتوفرة فيما حولهم. البيوت تقع بالقرب من بعضها البعض، ولا يفصلها أي سياج أو جدار؛ ما يؤشر على عمق الأواصر العاطفية والعائلية التي كانت تسود القرية منذ القديم.
من الجاذبيات الطبيعية الأخرى لقرية لاويج، وجود أشجار كثيفة ومتشابكة أغصانها في غابات يبلغ ارتفاعها 2500 متر عن سطح البحر. ومن الأشجار التي تطالعنا في لاويج، أشجار الزان التي ترمز الى الفترات التاريخية القديمة للغابات الهيركانية والتي تعود الى ما قبل ملايين السنين.
أما ينابيع ماء لاويج المعدنية الساخنة فتقع على سفوح جبال لاويج الشرقية، حيث تفور المياه من جوف الأرض. هذه المياه ونظراً لأنها تضم العناصر المعدنية والكبريتية الغزيرة، لها فوائد طبية وعلاجية للالتهابات الجلدية وآلام المفاصل وأوجاع الظهر والأقدام؛ الأمر الذي ساعد على اجتذاب عدد كبير من السياح في جميع فصول السنة، ناهيك عن أن القرية توفر امكانيات ومرافق خدمية جيدة للسياح من أجل الإقامة والاستفادة من مياهها المعدنية الساخنة.