الا ان الدهشة والجاذبية تكون اكبر عندما تنتزع منها انامل البشر صفة الطبيعية لتلبسها حلة الابداع البشري بفنه وذوقه فتصبح تراثا تاريخيا عريقا، ولتكون للسياح الزائرين من اجمل مناطق المتعة والسياحة. ومغارة كوگان (kowgan) واحدة من نوادر المغارات التي تدخلت فيها يد اللرستانيين الفنية، حيث تقع هذه المغارة على بعد 52 كيلومترا جنوب شرقي خرم أباد وفي قرية ذات مياه عذبة وهواء عليل، ومن أندر المغارات المكونة من طوابق يصعب اجتيازها لعامة الناس سوى لمن تمرَس على اكتشاف المغارات او متسلقي الجبال والمجهزين بالمستلزمات المطلوبة.
وعند اول اطلالة ونظرة على مغارة كوگان سترتسم امام عيني الناظر ما يشبه حصن تسوَره احجار بشكل دقيق صممت بشكل يصعب تصور كيفية العمل فيه لحاجته الى جهود استثنائية مضنية.
ومن خلال المسكوكات التي عثر عليها داخل هذه المغارة يمكن التوصل الى ان قدمها يرجع الى عهد الاشكانيين، وانها كانت مكانا لسكنى الناس واستقرارهم فيها لقرون متمادية.
مدخل المغارة تم حفره بزوايا اربع وبأبعاد 5/2×20/2 مترا، هذا المدخل يفتح على الجهة الشمالية حيث يتصل بفسحة المغارة وبطابقين، الاول يحتوي اربع غرف ذات فتحات متقابلة، والطابق الثاني من الغار مؤسس بارتفاع ثلاثة الى اربعة امتار تقريبا من ارضية الطابق الاول، وهو الاخر فيه غرف ايضا.
وأدهش ما في الغار انك ترى جميع غرفها مجهزة بمخازن مياه. وغار كوكان في الحقيقة هو نموذج بارز ومتطور وجذاب بعمارته الصخرية المعبأة بخزانات المياه يقارب حجمها 281 مترا مكعبا.