تعني مفردة «جوق» باللغة الأرمنية «القرية».
قصر ماكو الرئيسي الذي تحول الى متحف، هو عبارة عن مبنى ذي طابقين وله ناصية متقارنة مزخرفة بتجصيصات على شكل أسيجة مقلمة تحيط سطح القصر. ويتوسط القصر حديقة مكتظة بمختلف الأشجار المعمرة الوارفة. تبلغ مساحة الحديقة هذه أحد عشر هكتاراً.
يتميز الفن المعماري لقصر جوق بمزيج من النمطين المعماريين التقليديين الايراني والغربي وتحديداً الروسي.
تجصيصات هذا المبنى وزخارفه الداخلية بالمرايا تعكس مدى الذوق الرفيع والدقة الرائعة الفريدة التي أبدعتها أصابع الفنانين الايرانيين.
اول شيء يسترعي انتباه كل زائر عند دخوله ساحة القصر، حوض ماء كبير يتوسط الساحة هذه فضلاً عن القنوات المائية التي تربطها بباقي أجزاء القصر. الى جانب، التماثيل المبنية من الجص القائمة على المداخل وكذلك الواجهة الخارجية للقصر الذي تحظى بزخارف فنية دقيقة رائعة تسحر عقول كل من ينظر اليها.
يذكر أن المزهريات والتماثيل التي تعلو هذه العمارة من كل جوانبها جيء بها من بلاد الهند، هذه المزهريات وقواعدها مصنوعة من حجر الغرانيت، وتوضع فيها الأوراد والمصابيح.
وجود ستائر مزركشة بالذهب وأثاث فريدة من نوعها وأسرة مملوءة بريش الأوزة (البجعة) وأوراق الحائط بالألوان الزاهية ورسوم سقوف الغرف والأواني الفرفورية الممتازة الغالية والثريات وساحة القصر المزينة بأنواع الأوراد والزهور وأشجار الفواكه وأشجار الزينة، ناهيك عن أحواض ماء كبيرة وممرات وجداول مائية جارية؛ كل ذلك يضفي على قصر جوق جوّاً حالماً منقطع النظير؛ ما يجعل السياح يقضون ساعات لمشاهدة هذه الروائع الفنية والطبيعية والاستمتاع بالفن والذوق الايراني الرفيع.
من الجاذبيات الفنية الأخرى لقصر جوق، الرسوم الزاهية التي تطالعنا في كل جانب وزاوية من غرفه وصالاته؛ وتحكي هذه الرسوم التي أنجزتها ريشة الرسامين البارعين الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التي شهدتها هذه المنطقة في الحقب التاريخية المتمادية.
لحوض ماء القصر، قاعة مرتفعة مزخرفة بالمرايا والتجصيصات تشكل أهم جزء في القصر وتتوسط باقي العمارات والمباني التي تحيطها. تزيينات هذه القاعة هي عبارة عن مزيج من الأنماط الفنية الايرانية والروسية التي تعود الى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
هذا وتتزين الواجهة الخارجية للقصر بأنواع التجصيصات وأوراق الحائط الزاهية والرسوم الزيتية والأسيجة الخشبية والأشكال الهندسية الأرسية الفريدة من نوعها. كما توجد في اجزاء من القصر، الأدوات الشخصية للقائد القاجاري تيموري الماكوئي.
الى ذلك، هناك حاجيات منزلية وأدوات أخرى في قصر حديقة جوق، وهي المطبخ والحمام والمستودع ودار الحراسة، حيث تم بناء هذه المنشآت في غاية الدقة والمهارة.
هذا ويوجد مبنى مربع الشكل بسيط على مقربة من القصر، كان عبارة عن مطبخ في عهد هذا القائد.
في الجانبين الغربي والشرقي من القصر، يوجد كذلك حوض ماء دائري الشكل ومستطيل الشكل؛ ويقابل القصر، ايوان مقوّس جميل يربطه بسلالم تؤدي الى الشرفة.
تتوزع في حديقة جوق أنواع أشجار الفواكه مثل المشمش والجوز والسفرجل والكرز والبندق والكمثرى واللوز والبرقوق والتفاح، غير أن معظم أشجار هذه الحديقة هي أشجار المشمش؛ كما توجد في الحديقة شجيرات ونباتات أخرى تتوزع هنا وهناك.
نظام ري الحديقة كان يتم بواسطة نظام ري تقليدي، وذلك من مصدر مائي كان على بعد كيلومتر واحد من الحديقة نفسها. حديقة جوق هي من الحدائق الفريدة من نوعها في ايران، وذلك بسبب أن تاريخ انشائها يعود من جهة الى العهد القاجاري ووفق الفن المعماري الذي كان مألوفاً آنذاك ومن جهة أخرى يعود السبب في ذلك الى أن هذا النمط المعماري الفني امتزج كثيراً بالفنون الأوروبية وخاصة الروسية.
متحف قصر جوق يضم حالياً الحاجيات المنزلية وباقي الأدوات الشخصية للقائد تيموري الماكوئي الذي كان يحظى بمكانة خاصة في عصر حكم الملك القاجاري مظفر الدين شاه الذي امتاز باضطرابات سياسية وتحديداً في المناطق الشمالية من ايران. وتجدر الاشارة هنا الى ان معظم هذه الأدوات والتحف الفنية كانت تهدى الى والي ماكو من قبل بلاط روسيا القيصرية والحكام الروس.