هذا الحمام مزيج من الفن المعماري ومختلف المواد الانشائية التي استخدمت في بنائه، حيث يعد مكاناً مناسباً ينال إعجاب جميع الناس.
يعود بناء هذا الحمام ووفقاً لما ورد في الكتيبة تعلو مدخله، الى سنة 1020 هـ. أما المعمار الذي قام ببناء حمام كنج علي خان، هو «سلطان محمد اليزدي» الذي أخذ بعين الاعتبار أثناء عمله الظروف البيئية والمناخية، وكذلك الأوضاع الاقتصادية والثقافية التي كانت سائدة آنذاك. الى ذلك، ازدان هذا الحمام بخط الفنان والخطاط البارع عليرضا عباسي.
تبلغ مساحة هذا الحمام المشهور عالمياً، نحو 1300 متر مربع؛ ويضم المدخل وممر الدخول ومكان خلع الملابس والدهليز ثماني الأضلاع المؤدي الى داخل الحمام وخزان الماء وحفرة الحوض وموقد النار والقسم الخصوصي.
كان لحمام كنج علي خان كغيره من الحمامات المعروفة مكان خاص للشخصيات رفيعة المستوى في المجتمع كرجال الدين والتجار. في الغرف المختصة بخلع الملابس، كان الناس يأخذون قسطاً من الراحة ومنهم من كان يشرب الشاي او النارجيلة، و أحىاناً كانوا يصلون فيها.
في حمام كنج علي خان، تطالع السياح والزوار زخارف وتزيينات حجرية دقيقة جداً، ناهيك عن روائع الرسومات والآثار المقرنصة وكذلك زخارف قاشانية وتجصيصات جميلة.
الحجرات الخاصة بخلع الملابس في هذا الحمام تتضمن ست غرف مفصولة عن بعضها البعض، ويتم اضاءة هذه الغرف من خلال فتحات عبأها المعمار في السقف. واللافت ان الاضاءة في هذه الغرف جعلت كل واحدة منها يختلف نورها عن الأخرى. كما أن إبداع الفنان المعماري في بناء ايوانات وقواعد حجرية متقارنة، أضفى جمالاً وزهواً على غرف خلع الملابس التي تقوم سقوفها على القواعد الحجرية.
الفضاء الداخلي للحمام تم تصميمه على شكل ثمانية الأضلاع وذو التواءات تمنع ان تقع عليها عيون الناس فضلاً عن ان هذا التصميم المعماري يمنع من اتلاف الحرارة الموجودة في داخل الحمام.
وتجدر الاشارة الى أن هناك في داخل فضاء الحمام قطعتين حجريتين حمراوين، هما في الحقيقة ساعة شمسية تؤشر على موعد مطلع الشمس وغروبها.
اما الموضوع اللافت فيما يخص الفن المعماري المعتمد عليه في حمام كنج علي خان هو ان هناك انسجاماً وتناسقاً بين أشكال الأحجار المستخدمة في أرضية الحمام وتلك التي استخدمت في السقف.
أما شبكة امدادات المياه في الحمام فهي عبارة عن أنابيب توفر ما يحتاجه الحمام من الماء ومصدره قناة تجري في ساحة كنج علي خان. اضافة الى ذلك، كان الحمام مزوداً بمجاري المياه. وتدفئة مياه الخزان كانت تتم بواسطة موقد ناري كان وقوده شجيرات صحراوية بطيئة الحرق.
توجد حالياً في حمام كنج علي خان تماثيل إنسانية مصنوعة من الشمع وهي ترتدي أزياء تقليدية وشعبية لأهالي كرمان، تستعرض للسياح مشاهد من الاستحمام على الطريقة التقليدية. والى جانب هذه التماثيل، يعرض الحمام أشياء أخرى تستعمل في الحمام إلى جانب أدوات متبقية من الحاكم الصفوي العادل في هذه المنطقة كنج علي خان مثل أدوات الشاي الجميلة وصناعات يدوية أخرى كانت تستعمل وقتذاك.