السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله
على بركة الله نلقيكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نقرأ لكم فيه مناجاة شعرية لطيفة في معرفة الله للأديب الأندلسي محمد بن يوسف بن زمرك الصريحي المتوفى سنة ۷۹٥ للهجرة، قال رحمه الله مخاطبا حبيب قلوب الصادقين:
هذي العوالم لفظ أنت معناه
كل يقول إذا اسنطقته الله
بحر الوجود وفلك الكون جارية
وباسمك الله مجراه ومرساه
من نور وجهك ضاء الكون أجمعه
حتى شيد بالأفلاك مبناه
عرش وفرش وأملاك مسخرة
وكلها ساجد لله مولاه
سبحان من أوجد الأشياء من عدم
وأوسع الكون قبل الكون نعماه
من ينسب النور للأفلاك قلت له
من أين أطلعت الأنوار لولاه
مولاي مولاي بحر الجود أغرقني
والخلق أجمع في ذا البحر قد تاهوا
فالفلك تجري كما الأفلاك جارية
بحر السماء وبحر الأرض أشباه
وكلهم نعم للخلق شاملة
تبارك الله لا تحصى عطاياه
يا فاتق الرتق من هذا الوجود كما
في سابق العلم قد خطت قضاياه
كن لي كما كنت لي إذ كنت لا عملا
أرجو ولا ذنب قد أذنبت أخشاه
وأنت في حضرات القدس تنقلني
حتى استقر بهذا الكون مثواه
ما أقبح العبد أن ينسى وتذكره
وأنت باللطف والإحسان ترعاه
غفرانك الله من جهل بليت به
فمن أفاد وجودي كيف أنساه
مني علي حجاب لست أرفعه
إلا بوفيق هدي منك ترضاه
فعد علي بما عودت من كرم
فأنت أكرم من أملت رحماه
كان هذه مسمعينا الأفاضل أبياتا في مناجاة أرحم الراحمين من قصيدة للشاعر الأندلسي محمد بن يوسف الصريحي – رحمه الله – قرأناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ضمن برنامج (من القلب) إلى لقاء مقبل بتوفيق الله ودمتم في رعايه سالمين.