السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله...
للمؤرخ والأديب الموصلي الأستاذ عبد الباقي بن سليمان العمري المتوفى سنة ۱۲۷۹ للهجرة قصيدة طويلة غراء في مناجاة أكرم الأكرمين والتوسل إليه بعترة سيد المرسلين محمد – صلى الله عليه وآله –، نقرأ لكم في هذه الدقائق مجموعة من أبياتها الأولى وفيها يشكو إلى الله عزوجل من مكائد النفس الأمارة بالسوء طالبا العون الإلهي في مجاهدتها، قال رحمه الله:
ومولعة بإتلافي وهلكي
تحاول بارتكاب الوزر هتكي
شكوت لها وحق لي التشكي
إليك عني يا نفسي إليك
فما لك من يقابل ما عليك
من الأيام كم سودت صحفا
تعذر أن يفيها النقل وصفا
تخذت أوامر الأسواء الفا
فهل أمارة بالسوء يلفى
لديها بعض ما يلفي لديك
وحر تأسفي وأوار حزني
تعذر أن يبوح بماء عيني
وقولي ألف آه ليس يغني
فما أدري أقولي آه مني
يبرد غلتي أم آه منك؟
ثكلتك إن لهوك غير مجدي
وليس بمرشد لسبيل رشد
وإنك تعلمين بغير عود
مضى عصر الصبا كزمان ورد
ولم يبق عدمتك غير شوك
غرست معاصيا فجنيت إثما
به استوجبت تأبينا ولوما
لقد أمضيت بالأسواء ختما
ألم يأن لك الإقلاع عما
يصك بسوء ما أجرمت صكي
كثير العمر فات إلى سبيل
وما أبقاه آذن في رحيل
وإذ لم يبق منه سوى قليل
تعالي ويك نكثر من عويل
وتعديل على ما فات ويك
ولي حوباء منها نلت حوبا
كبيرا للجرائم صار كوبا
ألم ترني صباحا أو غروبا
أعدد كل آونة ذنوبا
عليها كلما عددت أبكي
كانت هذه مستمعينا الأفاضل بعض الأبيات الأولى من قصيدة غراء في التوسل إلى الله عزوجل بأهل بيت النبوة – عليهم السلام – للنجاة من مكائد النفس الأمارة بالسوء، أنشأها المؤرخ والأديب العراقي المرحوم عبد الباقي العمري وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (من القلب) شكرا لكم ودمتم بكل خير.