أعزاءنا المستمعين السلام عليكم ورحمة الله تحية طيبة بتوفيق الله نلتقيكم في لقاء آخر من هذ البرنامج نتحدث فيه عن اثنين من المؤمنات الصادقات ضحت الأول بأبنها في موقف جليل وضحت الثانية بزوجها في موقف نبيل…كونوا معنا
المضحية الاولى هي السيدة الجليلة " أم مسلم " وكانت من المشاركات في حرب الجمل، تقدم ولدها مسلم وهو غلام بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام، ليعرض كتاب الله على الناكثين لبيعة علي عليه السلام فقتله أهل الجمل قالت أمه أبياتاً ترثية بها. قال المؤرخون:لما ارسل أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس الى طلحة والزبير وعائشة قبل نشوب الحرب،فدعاهم الى كتاب الله وأعذر اليهم، لم يقبلوا اعذاره ولانصحه، ولم يعطوه الا السيف قال ابن عباس: فوالله مارمت من مكاني حتى طلع علي نشابهم كأنه جراد منتشر فقلت: أما ترى ياأمير المؤمنين الى مايصنع القوم؟! مرنا ندفعهم فقال عليه السلام: حتى أعذر اليهم ثانية، وأستظهر بالله عليهم ثم قال: من يأخذ هذا المصحف فيدعو هم اليه وهو مقتول، وأنا ضامن له على الله الجنة، فلم يقم أحد الا غلام عليه قباء أبيض، حدث السن من عبد الشمس يقال له مسلم، فقال: أنا أعرضه ياأمير المؤمنين عليهم.وقد أحتسب نفسي عند الله، فأعرض عليه السلام عنه اشفاقا ونادى أمير المؤمنين عليه السلام ثانية فلم يقم غير الفتى، فدفع المصحف اليه، وقال: امض اليهم، واعرضه عليهم، وادعهم الى مافيه فذهب الفتى وعرض المصحف على أهل الجمل فقالت عائشة: اشجروه بالرماح قبحه الله. فتبادروا اليه بالرماح، فطعنوه من كل جانب، وكانت أمه حاضرة، فصاحت وطرحت نفسها عليه وجرته من موضعه، ولحقها جماعة من عسكر أمير المؤمنين عليه السلام، أعانوها على حمله حتى طرحته بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وهي تبكي وتقول:
يارب ان مسلما دعاهميتلو كتاب الله لايخشاهم
فخضبوا من دمه قناهموأمه قائمة تراهم
تأمرهم بالقتل لاتنهاهم
مستمعينا الافاضل وننتقل بكم الى ذكر مؤمنة صالحة كان لها موقف نبيل مع زوجها في اجابة دعوة الحسين عليه السلام – جاء في كتاب اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس قال: حدث جماعة من بين فزارة وبجيلة قالوا: كنا مع زهير بن القين لما أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين عليه السلام حتى لحقناه فكان اذا أراد النزول اعتزلناه فنزلنا ناحية فلما كان في بعض الايام نزل في مكان لن نجد بدا من أن ننازله فيه فبينا نحن نتغدى من طعام لنا اذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم ثم قال: يازهير بن القين ان أبا عبد الله الحسين عليه السلام بعثني اليك لتأتيه فطرح كل انسان منا مافي يده حتى كأنما على رؤوسنا الطير، فقالت له زوجته وهي ديلم بنت عمرو: سبحان الله أيبعث اليه ابن رسول الله عليه السلام ثم لا تأتيه فلو أتيته فسمعت من كلامه فمضى اليه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد اشرق وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فحول الى الحسين عليه السلام وقال لأمرأته: أنت طالق فاني لاأحب أن يصيبك بسببي الاخير وقد عزمت على صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بنفسي وأقيه بروحي ثم أعطاها مالها وسلمها الى بعض بني عمها ليوصلها الى أهلها، فقامت اليه وبكت وودعته وقالت: كان الله عونا ومعينا خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام وروي ان هذه المؤمنة الصابرة هي التي قالت لغلام لزهير بعد شهادته: انطلق فكفن مولاك، قال الغلام: فجئت فرأيت حسينا ملقى، فقلت: أكفن مولاي وأدع حسينا ! فكفنت حسينا، ثم رجعت فقلت ذلك لها، فقالت: أحسنت، وأعطتني كفنا آخر، وقالت: انطلق فكفن مولاك، ففعلت.
أيها الاخوة والاخوات والى هنا ينتهي خذا اللقاء من برنامج (من أعلام المؤمنات) يأتيكم من اذاعة طهران الى لقاء مقبل بتأييد الله نستودعكم الله والسلام عليكم.