اخوة الايمان
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات تحية طيبة مباركة نستهل بها لقاءً أخر من هذه البرنامج نخصصه للحديث عن البدوية الصالحة الفائزة بالشفاء ببركة التوسل الى الله بحب الوصي المرتضى – عليه السلام – تابعونا مشكورين...
مستمعينا الأفاضل وردت حكاية هذه المرأة الصالحة في عدة روايات نختار منها ثلاثا نقلتها المصادر المعتبرة تكميلاً للحكاية، الرواية الاولى وهي الأكثر تفصيلاً رواها السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة بسنده المتصل عن سليمان الأعمش، قال: خرجت حاجا الى مكة فاجتزت بالقادسية، واذا بامراة بدوية عمياء جالسة على الطريق، وهي تقول: ياراد الشمس على ابن أبي طالب عليه السلام رد علي بصري، قال: فرق لها قلبي، فأخرجت سبعة دنانير فوضعتها في كمها، وقلت: ياأمة الله استعيني بهذه على دهرك.فقالت: من أنت يرحمك الله؟ قلت رجل حاج، قالت: ياأخي أنت أحوج الى هذه الدنانير مني لبعد سفرك، وأنا أرجو حسن كفاية الله تعالى في مكاني هذا فقلت لها: ويحك خذيها فان في نفقتي سعة، فقالت: زاد الله في نفقتك، وأحسن عني جزاك، وأبت أن تأخذها.
قال سليمان الأعمش في تتمة روايته فمضيت وقضيت حجي. فلما عدت دخلت القادسية، فذكرت الامرأة العمياء، فأتيت الموضع فاذا بها جالسة مع نسوة وقد رد الله بصرها، فسلمت عليها، فردت علي السلام، فقلت لها: يرحمك الله، مافعل لك حب علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقالت: وما سؤالك فقلت: أتعرفيني؟ فقالت: لا فقلت: أنا صاحب الدنانير التي عرضتها عليك، فامتنعت من قبولها، فقالت: مرحبا بك ياهذا وأهلا، قبل الله حجك، وبرعملك، اجلس أحدثك، فجلست اليها. فقالت: أخبرك يابن أخي اني دعوت الله عزوجل سبعة أيام بلياليها، فلما كان في الليلة السابعة اجتهدت في الدعاء وكانت ليلة الجمعة، فلما كان نصف الليل اذا أنا برجل أطيب الناس رائحة، وألطفهم كلاما، فسلم، فرددت عليه السلام.فقال: أتحبين عليا عليه السلام؟ قلت: اي والله، أحبه حبا شديدا فقال الهي وسيدي ومولاي ان كنت تعلم منها حسن النية، واخلاص المحبة فرد عليها بصرها بمحمد وآله ثم قال: ارفعي رأسك الى السماء، وحدقي بطرفك، فرفعت رأسي فنظرت الى النجوم، فقلت: بحق من رد علي بصري بدعائك، من أنت؟ فقال: أنا الخضر: وأنا خليل علي عليه السلام ورفيقه في الجنة، فاستمسكي بما أنت عليه من محبتك اياه فان الله ينفعك بذلك في الدنيا والاخرة.
مستمعينا الأفاضل وفي رواية مسندة رواها الشيخ الثقة الرجالي منتخب الدين في كتابه (الأربعون حديثاً) ببعض التفصيل وهي عن الاعمش أيضاً وفيها أنها قالت له وهي ترفض الدنانير التي قدمها لها: يارجل أذللتني بالفقر اف لك ان من تولى آل محمد لايكون ذليلاً قال الاعمش: فمضيت الى الحج، وقضيت مناسكي، وأقبلت راجعا الى منزلي وكانت المرأة من أكبر همي حتى صرت الى ذلك المكان فاذا أنا بالمرأة لها عينان تبصر بهما فقلت لها: ياأمرآة مافعل بك حب علي بن أبي طالب؟ فقالت: يارجل اني أقسمت به على الله ست ليال، فلما كان في الليلة السابعة وهي ليلة الجمعة فاذا أنا برجل قد أتاني في نومي فقال لي ياأمرأة أتحبين عليا بن أبي طالب قالت: قلت: نعم.قال: ضعي يدك على عينيك وقال: اللهم ان تكن هذه المرأة تحب علي بن أبي طالب من نية صادقة فرد عليها عينها ثم قال: نحي يدك. فنحيتها فاذا أنا برجل في منامي فقلت: من أنت الذي من الله بك علي؟ قال: أنا الخضر أحبي علي بن أبي طالب فان حبه في الدنيا يصرف عنك الآفات وفي الاخرة يعيذك من النار.
أيها الخوة الاخوات وقد رويت هذه الحكاية مختصرة ولكن بتفصيل مهم لايوجد في الروايتين السابقتين وذلك في كتاب صفوة الاخيار عن الائمة الاطهار للمحدث الثقة فضل الله محمود الفارسي قال روى الأعمش قال رأيت جارية تسقي الماء وهي تقول: اشربوا الماء حبا لمن رد علي بصري، فقلت: ياجارية رأيتك في المدينة ضريرة تقولين: اشربوا حبا لمولاي علي بن أبي طالب وأنت اليوم بصيرة فما شأنك؟ قالت: بأبي أنت اني رأيت رجلا قال: ياجارية أنت مولاة لعلي بن أبي طالب ومحبته؟ فقلت: نعم، فقال: اللهم ان كانت صادقة فرد عليها بصرها، فوالله لقد رد الله علي بصري فقلت: من أنت؟ فقال: أنا الخضر، وأنا من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام.
رزقنا الله واياكم المزيد من المودة الصادقة لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين اللهم امين شكراً لكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران على طيب المتابعة لهذا اللقاء من برنامج ( من أعلام المؤمنات ) دمتم بكل خير وفي أمان الله.