بنيت القلعة من مجموعة أحجار ضخمة، لكن أساسات القلعة وجدرانها فتشكلت أجزاءها من الأحجار الكبيرة للنهر.
وبالرغم ممّا تعرّضت له القلعة من عملية تآكل وأعراض طبيعية على مرّ العصور الخوالي، إلا أن عظمة بناء هذه القلعة ما زالت تذهل العقول وتبعث على الدهشة.
وفي جزء من القلعة، مدخل كهف يؤدي، وحسب ما يقوله عدد من أهالي المنطقة، الى قصر أردشير بابكان (القصر الساساني) الواقع في سهول فيروزآباد؛ ما يدلّ على أن المحاصرين فيها في حال مهاجمة العدو كانوا يتمكنون من خلالها الاتصال بالمدينة، لتوفير حاجاتهم من المواد الغذائية والعتاد.
قلعة دختر بمنطقة فيروز آباد في محافظة فارس هي من البنايات والقلاع المتبقية من سهل فيروزآباد التاريخي، والتي تعود الى الحكم الساساني. تقع القلعة في مدخل وادي "تفغ آب" وفي مكان شكل الإنحدار الارضي فيه بوابة طبيعية.
ومن جهة أخرى، وفر الموقع الجغرافي لهذه القلعة المطلة على السهل، امكانية الإطلال على الطريق المؤدي الى فيروزآباد أيضاً. وربّما بنيت هذه القلعة الحصينة والكبيرة نسبياً والمشرفة على المنطقة برمتها، لعملية الرصد والمراقبة والدفاع عن العاصمة الأولى للساسانيين في مدينة «غور» .
للقلعة غرف وممّرات متداخلة تم في بنائها استخدام الأحجار غير المنحوتة والجصّ الممزوج بحجر الجير. تتميز هذه القلعة جنزان ماء حجري مبني في جوف الجبل، لتوفير حاجات ساكنيها عند الضرورة.
وقد كشفت الأبحاث الاثرية التي جرت في قلعة دختر، ان حزام الدفاع الرئيس للقلعة، والذي له أذرع دفاعية متقدمة، يصل ارتفاعه الى حوالي 6 أو 7 أمتار. المبنى المدوّر للقلعة والذي كان مخصصاً للعرش الملكي ويشبه حفرة عظيمة، بني كبرج فاخر يعلو الهضبة.
وحسب المصادر التاريخية، يبدو أن النجاحات السياسية التي حققها الملوك الساسانيون، تسببت في أن يحلّ قصر «آتشكده» (أي معبد النار)، وهو قصرٌ كبيرٌ في سهول فيروزآباد، محلّ قلعة دختر.
وكان الملك اردشير وبعد انتصاره على ملوك البارت وتسميته بملك الملوك، كان يرى نفسه مرغماً على خوض حروب أخرى، وذلك من أجل تعزيز حكمه وبسط سلطانه على كامل الأراضي الايرانية؛ غير أنه لم يكن هناك خطرٌ يهدد مكان إقامته في فيروزآباد.
فبهذا ترك هذا القصر الجبلي، على ما يبدو، على حاله كموضع إقامة ملكية، واستضافة للضيوف وحفلات الترف، وذلك بسبب موقع القصر في منطقة جبلية وعرة ضيقة. ويعرف هذا القصر الكبير اليوم بمعبد نار فيروزآباد أو قصر فيروزآباد أو المعبد الساساني.