فتحوّل قسمٌ من هذه العمارات اليوم الى متاحف تعرض لروادها وزائريها، المعالم الأثرية القيمة التي تم العثور عليها في محافظة فارس. ومن هذه البنايات الجميلة التي تحولت الى متحف، نذكر منها على سبيل المثال عمارة «القبعة الافرنجية».
فمتحف «بارس» هو متحف يقع في هذه العمارة، ويضم مقتنيات وأعمالاً ترجع الى الفترة إلاسلامية وما قبلها.
بنيت هذه العمارة الثمانية الأضلاع، وسط حديقة جميلة تدعى «باغ نظر» أو «الحديقة الحكومية»، حيث كانت في عهد كريمخان زند قصر استضافة للضيوف والسفراء والمندوبين الأجانب وإقامة مراسم رسمية وأعياد مختلفة.
تتزين هذه العمارة بالواجهات الحجرية المتماسكة والقاشاني مصحوبة بالنقوش والرسوم الاسليمية (الأرابيسك) والزهور والطيور وأماكن الصيد، فضلاً عن صور ومشاهد مستلهمة من القصص والحكايات القديمة.
كما هناك صورٌ على جدران العمارة تصور مناظر وأماكن الصيد وقصة جلوس النبي سليمان (ع) على العرش. وطبقاً لوصية كريمخان زند، وقد ووري جثمانه الثرى هنا في هذه العمارة، وتسمى مقبرته بمقبرة «وكيل».
وتضمّ العمارة نافورة ماء من حجر الرخام المتماسك في الفناء الخارجي، حيث يضفي جمالاً وروعة خاصة على البناية. تحولت العمارة عام 1315 هـ. ش الى متحف، وسمي بمتحف بارس.
يضم المتحف مصاحف شريفة عدة مصحفان منها فريدان يحفظان في مخزن المتحف. أحد هذين المصحفين مكتوبٌ بخط الخليفة الثالث عثمان بن عفان، والذي أريقت عليه قطرات من دمه عند مقتله. والمصحف الآخر، يعود الى القرن السادس، وكان قد وضع في بوابة القرآن، ومن ثمّ تمّ نقله الى هذا المتحف.
ويتضمن متحف بارس، أشياء ترجع الى كريمخان زند، مثل سيفه ولوحة عن صورته اضافة الى مقتنيات أخرى وكتب مخطوطة ومسكوكات للعهد الزندي ولوحات فنية رائعة ووثائق عقد الزواج المتبقية من القرنين الحادي عشر والثاني عشر وصور أخرى عن كريمخان زند وخلفه لطفعلي خان زند.