بني هذا القصر أو معبد نار فيروز آباد بأمر من مؤسس السلالة الساسانية اردشير بابكان في القرن الثالث الميلادي وفي عهد اردوان الخامس آخر الملوك الأشكانيين (البارتيين).
في هذا القصر توجد قاعات متداخلة وبالرغم من مرور 1800 سنة، إلا أن التجصيصات التي تعلو جدران القصر الداخلية بقيت سالمة على صورتها الأولى.
في الجهة الشرقية للقصر، تطالعنا أربعة مبان على شكل قباب كبيرة. أما في الجانب الشمالي للقصر وفي المحيط الخارجي لجدران قصر اردشير بابكان، تجري عين ماء عذب تنبع من جوف الأرض؛ مما شكل حوض ماء طبيعياً يتقدّم عين الماء.
الى ذلك، يجري نهر ماء على مقربة من الجهة الشرقية للقصر، مما سبب عمراناً في مدينة «گور» والقصر الساساني هذا. كما يوجد موقد نار على القرب من القصر كان يستخدم لأداء الطقوس الدينية آنذاك. ان وجود العناصر الطبيعية الأربعة اي الماء والتراب والريح والنار، منح هذه المنطقة أهمية قصوى.
قصر اردشير بابكان هو صورة تتجسد فيها العناصر الأساسية المستخدمة في الفن المعماري الساساني الذي بقي يعيش حياته بعد قرون متمادية أعقبت سقوط الامبراطورية الساسانية، بيد أنه برز في اطار الفن المعماري الاسلامي- الايراني.
الخريطة الرئيسية للقصر تم تصميمها وفقاً للنمطين المعماريين المختلفين ولكنهما يرتبطان ببعضهما البعض في نفس الوقت: النمط المعماري الإداري والنمط المعماري الخاص بالسكن.
القسم الإداري للقصر بني على أساس الفن المعماري المعتمد عليه في العهد الأشكاني، حيث يؤدي القصر أخيراً الى ايوان كبير وواسع، غير ان هذا الايوان يتصل الى مدخل مسقوف على شكل القبة، مما يميزه عن العمارة الإخمينية والأشكانية. وكانت غرفة الاستقبال الأصلية عبارة عن قاعة العرش الملكي.
المدخل المربع الشكل لقصر اردشير بابكان ذو قبة قائمة تغطيه طيقان ذات زوايا ثلاث، مما يدل على البراعة والذوق الفني الذي أبدعه المعماريون الساسانيون.
وهناك من الخبراء والباحثين من يرون أن قصر اردشير بابكان يتمتع بنفس الأهمية التي تحظى بها قصور تخت جمشيد، والسبب في ذلك هو أن أردشير جلس في هذا القصر على العرش الملكي.