السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلا بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج وقبسة من السيرة العطرة للامام الخميني الراحل (رض).
أطيب الأوقات نتمناها نتمناه لكم.
الثبات والمقاومة عند الامام الخميني (رض)
الثبات عند الامام (رض) حقيقي وواقع تجسد في الزحف المؤزر الدال منه على البأس والقدرة والظفر، وهو الأوفر شمولا لمعاني الجرأة والبطولة.
الثبات عند الامام (رض) حقيقة للقلب وهذه تعني رباطة الجأش ، ورسوخ العزيمة، وقوة الامل، وسمو الغاية.
والثبات على حقيقة الايمان يعني صدقه فليس هو بالكذوب
ورسوخه فما هو بالمتزلزل، لا تغيره الأحداث ولا تبدله الشؤون.
إنه يعني تعمقه بالمعرفة، فلا الشبهات ولا الظنون تستطيع أن توهنه أو تبدله.
الثبات عند روح الله حقيقة للنفس العارفة العاشقة، وهذا يعني تحمل العناء على سبيل الهوى وذكر الحبيب الأسمى.
لقد كان الامام (رض) مدرسة فريدة في الثبات، ومنارا هاديا على طريقه الصعب.
لاموه كثيرا وعنفوه وعابوه حتى أخذوا بخناقه من كل حدب وصوب.
إلا أن الامام (رض) كان قبالة ذلك كالطود لا يتزعزع، واجه كل تلك السفاسف بفطنة وبصيرة ويقين واستقامة وثبات ومعرفة بحقيقة الامر.
فلا أثر لملامة اللائمين، ولا لتسفيه الجاهلين، ولا مكانة لما ادعاه البعض نصحا وهم على غير بينة من ربهم، ولا معرفة كافية بدينهم.
فبعد النصر والظفر الإلهي كانت هناك غرائب الكيد، وعجائب أفانين المكر.
ولكن الامام (رض) وقف يذروها هباء، كان ثابتا في تصميمه وتدبيره وحكمته.
ووقف المخلصون من أمته مساندين موقفه الذي تمثل بالتحدي والثبات والمقاومة ، وكان يعاضدهم ويعينهم مددا من ثلاث شعب
۱ فيض من لطف الله وعونه.
۲ أسوة حسنة بالرائد العظيم
۳ إستمداد من روح الصبر والفداء عند هذه الأمة الثابتة المضحية الصابرة.
أيها الافاضل: وكان من هبات ذلك الثبات أن تجلت عظمة الاسلام الصامد، الذي كرَّت عليه القرون تحت أثقال الأهوال المنكرة والرزايا الفادحة
وباتت أمة الاسلام قاطبة تداوي جراحها النازفة من سياط البغي والجور، على طريق الثبات.
فها هي تقاوم، ترفض، تنكر، تأبى، وتقدم من أجل عزتها أغلى العطاء، وتبذل لكرامتها أكبر البذل، وتسخى من أجل حريتها أعظم السخاء.
فلذات من أكبادها ضحّت، وأوصالا من جسدها قطعت، وهي سائرة وتسير على الدرب بخطى ثابتة ورصينة.
قال أحد المقربين من الامام الخميني: دخلت على الامام (رض) في أحد ايام الحرب المفروضة فوجدته على سجادته يقرأ القرآن الكريم، سلمت عليه فأومأ إليّ بالجلوس بالقرب منه فجلست.
ما إن انتهى من قراءة القران الكريم، إلا واقبل بوجهه العزيز مبتسما لي سائلا عن احوالي واحوال عائلتي، بعد ذلك سألني عن سبب مجيئي اليه في جمران، فأخبرته أن أحد الموثوقين به أفادنا بمعلومات مؤكدة أن العدو سيقصف الليلة جوا منطقة جمران، تبسم بوجهي وقال: وما معنى هذا؟ كيف تقول أنت مثل هذا الكلام؟ تأثرت كثيرا بسبب رفضه سابقا جميع طلباتنا وتوسلاتنا لانتقاله الى الملجأ أو الى أي مكان آمن، غير هذا المكان المتداعي.
قلت له : اقسم عليك بحق جدتك الزهراء (س) أن توافق على تغيير غرفتك هذه، على الاقل في هذه الليلة، لإنها ستنهار عند تعرضها لأضعف ضربة صاروخية.
- قال لي رحمة الله عليه بوداعته المعهودة : كيف أذهب الى الملجأ، ولعله يوجد أحد افراد أمتي من لا ملجأ له.
ماذا قال الامام الخميني (رض) عن الثبات والمقاومة
أنا اوصي شعبي العزيز ومن منطلق الخدمة والنصيحة له، إنكم اذا انتصرتم على اهوائكم وتخلصتم من المكائد التي حاكها ويحوكها أعوان الشيطان والمستكبرون لكم، فإنكم ستكفون أنفسكم من التبعية لهم.
الاسلام مدرسة يتدخل في جميع الشؤون الفردية والاجتماعية والمادية والمعنوية والثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، بل ويشرف عليها حققوا به لأنفسكم العزة والمنعة والاستقامة بين الآخرين.
الايرانيون وجميع مسلمي العالم بل وكل انسان حر وغيور لا يعترفون بكيان الاحتلال الصهيوني مطلقا، نحن دائما حماة لاخواننا الفلسطينيين.
وجئت يا ثورة الحق ائتلفت
بكِ المبادئ والاخلاق والشيمُ
حققتِ للشرق ما لم يستطع أحدا
تحقيق بعض مراميه ولا ديمُ
هزمتِ كل الاساطيل التي حشدوا
وانهار بين يديك التاج والصنمُ
وجددت حولك الدنيا غضارتها
فكل حبة رمل فيك تبتسمُ
احبتي يبدو ان وقت البرنامج شارف على الانتهاء
حتى اللقاء القادم وبرنامج مع روح الله الذي يتناول شذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض)
نتمنى لكم أحلى الأوقات وأسعدها
في أمان الله