مستمعينا الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اهلا بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج وصفحة منيرة أخرى من سيرة الامام الخميني الراحل (رض).
نستلهم منها دروس الكرامة والرقي.
وقتا مفيدا نتمناه لكم.
الرفض والاباء عند الامام الخميني (رض)
لعل اروع ما ورثه الامام (رض) من جده السبط الشهيد قبسة من سجية الرفض والإباء الحسيني.
فهو الأبي الذي ليس للذل مكان في حياته، ولا يرضى بالضيم، كان (قدس سره) حسيني النداء (هيهات منا الذلة)، انه الرافض لكل الوان الظلم والباطل، والمنادي بأعلى صوته : تباً للطواغيت وجاهليتهم، تعسا للجبابرة وضلالاتهم، وبؤسا لمن رضي بالمذلة والهوان، وركن الى الطاغوت واستكان انها النفس الخمينية الأبية التي ترفعت الذلة عن مواطنها، ترفعت بعزتها عن ألوان الهوان ومواضعه، وأنفت لحميّة الاسلام أن تسكن حينا من دهرها على ضعة، أو تسكت يوما من عمرها على باطل، او تقرّ للظالمين إقرارا وإذعانا.
أنه الابي الذي أبى ذلك كله لنفسه، وأباه لامته الاسلامية، ووجدناه كيف سعى على الطريق الى اتمام مصداق الاباء رويدا رويدا.
وحاول تحرير الأمة بالرفض الثائر من ربق العبوديات، حتى خلصها من شر التبعيات.
تلك هي خطبه وكلماته ومواعظه حثت وحثت لسلوك الدرب القويم، كان يقول:
يا مسلمي العالم الغيارى استيقضوا من سبات الغفلة وحرروا الاسلام وبلدانكم الاسلامية من مخالب المستعمرين وعملائهم.
يجب أن ينهض المسلمون ويدافعوا عن حقوقهم المشروعة المسلوبة، عليهم قطع أيدي الظالمين.
قوموا من اماكنكم واحملوا القرآن الكريم بأيديكم واخضعوا لأمر الله الواحد الأحد، كي تعيدوا مجد اسلامكم العزيز.
قوموا جميعا لله قياما فرديا لمواجهة شياطين باطنكم وقياما جماعيا لمواجهة القوى الشيطانية في العالم.
فاذا كان القيام إلهيا، وكانت النهضة لله فانها منتصرة باذن الله تعالى
كان الامام (رض) يغتنم أيّ مناسبة ليستحث أبناء الاسلام لأن يكونوا أباة ضيم، فنراه يستثير حميتهم ليقفوا بصلابة بوجه الكيان الصهيوني الذي اغتصب مقدساتهم ودنسها.
كان يدعو رحمه الله كافة الدول الاسلامية شعوبا وحكومات على اختلاف قومياتها ولغاتها أن تتوحد.
بل وتبذل كل ما لديها من جهود وإمكانيات من أجل اقتلاع هذا الكيان المعتدي اللقيط والغاصب.
لقد وفى في نصحهم حرصا منه على كراماتهم المهدورة، ورغبة في عزهم وعز دينهم، ولقد قال في بعض خطبه الارشادية:
إني أمد يدي بحرارة الى جميع المسلمين الذين ينتهجون سبيل التحرر من نير الاستعمار، ويعملون في سبيل اقتلاع جذوره، وفي سبيل الاستقلال الاسلامي الصحيح، وكسر سلاسل الأسر الأجنبي البغيضة.
الامام (رض) قدم وصايا عديدة وقد خص بعضها لولده السيد أحمد، ولو تمعن الفرد بها لوجدها انه يخص بها شباب المسلمين كافة.
- جاء في بعص وصاياه: بني، مهما كانت الذنوب صغيرة بنظرك، فلا تستخف بها، أنظر من عصيت.
- بني، لا تقف أبدا أثر تحصيل الدنيا، فان حب الدنيا رأس كل خطيئة وهي تجره الى الحرام لا محال.
- إعلم، من كان مع الله، متوجها اليه، مؤمنا به، أخرجه الله من الظلمات وبلغ به حقيقة النور.
- إن الايمان هو من الكمالات الروحية، التي غفل عنها الكثيرون رغم حقيقتها النورية، فاذا قوي الجانب الايماني للفرد هانت عليه صعاب الامور.
- بني، لاتصدق أن من فقد المبادئ المعنوية يمكنه أن يضحي من أجل الناس.
ماذا قال الامام الخميني (رض) في الرفض والاباء
يا مستضعفي العالم، أفيقوا وانتفضوا على المستكبرين، فلو أردتم أن تحيوا حياة انسانية مشرفة، فعليكم أن تتحدوا.
يا مستضعفي العالم، إنهضوا واتحدوا، واطردوا الظالمين، فإن الأرض سيرثها عباد الله المستضعفين.
على جميع المحرومين والمظلومين في العالم أن يثقوا بأنفسهم ويهبوا لأخذ حقهم بأيديهم، لا أن ينتظروا اولئك ليعيدوا لهم حقهم وكرامتهم، فإن المستكبرين لن يعيدوا حقا ولا كرامة لأحد.
اُسوة كنت في حياة وموت
ووصاياك لو وعى العقلاء
محتواها يضم آيات حق
ناطقات لنا بهن اهتداءُ
أبا مصطفى لقد كنت فينا
كاشف الكرب لو عدت لأواءُ
من جماران إذ تطلّ كأسا
يبرئ الجرح في يديه الشفاءُ
كنت كفا تمدها من حنوٍ
فيغاث الجياع والبؤساء
احبتي يبدو أن وقت البرنامج شارف على الانتهاء.
حتى اللقاء القادم وبرنامج (مع روح الله) الذي يتناول شذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض).
نتمنى لكم أحلى الأوقات وأسعدها.
في أمان الله