مستمعينا الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرة أخرى نلتقيكم في برنامج مع روح الله نستنشق فيه عطر سيرة الامام الخميني الراحل (رض).
ونستنير بومضات من سيرته الحسنة عسى ان ننهل من معينها الزلال، فتصفى لنا القلوب وتبتهج.
وقتا مفيدا نتمناه لكم.
الشجاعة والإقدام عند الامام الخميني (رض)
ايها الافاضل: كان الامام (رض) هماما مقداما، بطلا ضرغاما، صاحب العزم الراسخ، لايُجارى في بطولته ورجولته.
جرأة وحماسة وبسالة، حيرت الدنيا، إذ لم تُبصر مثيلا له في وقتها المعاصر.
فهذه الولايات المتحدة الامريكية كشرت عن أنيابها وصارت كوحش كاسر تنهش كل من يبتغي العزة والكرامة لنفسه.
تفعل ما تشاء، حتى جرت الدنيا الى ظلمة دامسة، وأخمدت الأنفاس، وأخرست الألسن، وساد الخوف والخنوع، وسكن كل شئ.
لكن الخميني (رض) دوّى صادحا بصوته في فضاء الدنيا، فكان كالرعد القاصف على أعداء الإنسانية،
كان رحمه الله شعلة لتحريك الهمم في النفوس الواهنة، يستثير العزائم المتهاوية، ويستنهض أمة الاسلام الى الوثبة والقيام.
متمسكا بثلاثة أسس عندما أيده الله بنصر مؤزر وقاد الثورة الاسلامية في ايران.
۱ شجاعته وبسالته اللتان جعلتاه يستصغر الظالم وكيده.
۲ إنه على بينة من أمره وبصيرة من ربه يصيرانه على ثقة بالسلامة ويقين بالحفاظ والتسديد حتى يتم الله له أمره.
۳ إنه لا يريد أن يفصل عن أمته حتى بحاجز الحماية.
ولقد عبر عن هذه الحقيقة آية الله الطالقاني رحمة الله عليه مرة حيث قال:كلما أحسست بالضعف وفتور العزيمة، ذهبت الى قم لأستلهم البأس والقدرة من قائد الثورة.
كان الامام (رض) من الأشخاص المعدودين الذين وقفوا في وجه الطاغوت بهذا الشكل.
لقد حطم الأصنام وأزال عقائد الشرك وأفهم الجميع ان صيرورة الانسان إنسانا حرا ليست أسطورة.
لقد أفهم الشعوب أن الاقتدار وكسر قيد الأسر وتوجيه ضربة الى المتسلطين هي أمور ممكنة.
إن شهامة الامام (رض) وقاطعيته اللتين فجرتا الثورة وسادتا بها، ناشئان من تقواه وايمانه، فهو شخص لا يخشى الموت ولا يخاف في الله لومة لائم.
عندما أعلن النظام الشاهنشاهي أنه لن يسمح للامام (رض) بالدخول الى ايران أبدا، عزم رحمة الله عليه على العودة من العاصمة الفرنسية باريس الى ارض الوطن،
وكان اول ردت فعل من قبل النظام الشاهنشاهي هي إغلاق جميع المطارات الايرانية.
فدخل عليه أحد السادة كان مكلفا بنقل بيانات الامام الى الشعب الايراني، وما إن التفت اليه الامام (رض)، إلا وسأله: ألم تذهب بعد الى ايران!
رد عليه: سيدي المطارات الايرانية مغلقة تماما!
قال له الامام (رض): وماذا تريد ان تفعل؟
أجابه: إسمحوا لي سيدي بالذهاب الى ايران عن طريق البلدان العربية ومنها أصل ايران عن طريق البر.
فتبسم بوجهه الامام وقال له: إبق، سنعود معا إن شاء الله.
وتحدى روح الله قرار أغلاق المطارات ونفذ قرار العودة، وعندما وصل طهران تحدث الى رجال الامن الذين بقوا مبهوتين: لقد كان الشاه وبلاطه يسحقون كرامتكم وشخصيتكم ويستصغرونكم مقابل أسيادهم الامريكان، عليكم ان تتحلوا بهمم عالية لتتحرروا من الذلة والمهانة التي ألبسكم إياها، لا تخشوا أحدا، إطمئنوا أن الشاه ولّى ولن يعود.
من اقوال الامام الخميني(رض)
منهجنا أن لانظلم أحدا ولانقبل أن نُظلم ولانرضخ لظلم أحد.
الايرانيون يذعنون للحق والعدالة، ولطالما وقفوا بوجه الظلم والجور.
يا مستضعفي العالم: انهضوا وقفوا بوجه القوى العظمى، فإن فعلتم فإنهم سيعجزون عن عمل أي شئ.
عيد الشعوب المستضعفة هو ذلك اليوم الذي يتمكنون فيه من دفن
المستكبرين تحت الأرض.
يا مسلمي العالم ويا مستضعفي الارض، انهضوا وأمسكوا بزمام أموركم، فالى متى تبقون هكذا يحكمكم المستكبرون.
أنت أنت الهدى والصدق جسّده
فيك البهاليل لا لغّو ولا كذبُ
انت انت المعاني البكر أنبتها
أعلامك البيض والأمجاد والحسب
انت انت المواريث التي نزلت
من عالم النور لا يرقى لها سبب
يا آية الله في أرجاء عاملةٍ
أبناؤك الصّيد من نبع الهوى شربوا
وبايعوك إماما ليس يمنعهم
عن خطك السمح أهوال ولا حجب
باقون والعهد في أعناقنا شرف
لم يعلنا المجد بل يعلو بنا اللقب
أحبتي يبدو أن وقت البرنامج شارف على الانتهاء.
حتى اللقاء القادم وبرنامج مع روح الله الذي يتناول شذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض)
نتمنى لكم احى الاوقات واسعدها في امان الله.