مستمعينا الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معكم وبرنامج مع روح الله لنحفل بشذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض).
عسى ان ننهل من معينها الزلال، فتصفى لنا القلوب وتبتهج.
وقتا مفيدا نتمناه لكم.
الحلم عند الامام الخميني (رض)
أيها الافاضل: الامام (رض) هو الهاشمي سليل مكارم الاخلاق التي بثت انوارها اركان الارض المدلهمة بظلمات الرذائل.
لقد قرن الامام (رض) نفسه بالحلم مذ عرف ان الله سبحانه يحبه ويرضاه، بالاضافة الى ان سياسة الناس والقيام بأمورهم الثقال لاتستقيم بدون الحلم وسعة الصدر.
فما زال الامام (رض) والحلم صاحبين لايفترقان، وقرينين لاينفصلان.
قد ربطت بينهما آصرتان: أصرة النفس التي لاترضى غير الفضائل والمحامد السامية.
وآصرة الحسن والسمو والخير واقتفاء اثر النفوس المطهرة المعصومة (س)
من منا لم يعرف ما فعلة جهاز السافاك في ايران، ذاك الذي أذاق شعبها ردحا من الزمن افضع الأذى وأفدح المحن.
إلا أن الامام (رض) وعندما مكنه الله جل وعلا من رجال السافاك أقام حكم الله بمن تلطخت أيديهم بدماء الابرياء وقال للباقين منهم قولة جده المصطفى (ص) على ثرى المسجد الحرام بعد الفتح المبين لمن ظلموه وحرموه وفعلوا باصحابه البررة: إذهبوا فانتم الطلقاء.
نعم لقد شملهم الامام (رض) حلمه الواسع، وعمّهم عفوه الكبير ليس هذا فحسب، إنما أوصى أمته المفجوعة بأن لا يجرهم الغضب والانفعال الى الخروج عن حدود الله في التعامل مع عناصر السافاك وألا يقسوا عليهم كما قسوا
فاصل
حلم الامام (رض) لم يكتف أو ينحصر بهذه الفئة، إنما شمل وكر الفساد والعقل المدبر للظلم والطغيان أي رهائن السفارة الامريكية في طهران، والمنافقين، وأسرى الحرب الظالمة حرب المقبور صدام وأعوانه وممن ساندهم وأعانهم، ناهيكم عن مثيري الفتن الشوهاء من امثال بني صدر وغيره من المنافقين الذين نفذوا الى جهاز الحكم.
لقد كان له من سعة الصدر كالفضاء العريض الذي لاحدود له، كل ذلك من اجل تثبيت دعائم الدين الذي جاء لنشر الاخوة والتسامح والمحبة والحلم.
تحدث أحد قادة الجيش الايراني قائلا: إضطربت جبهات الحرب يوما بعد ان ضرب النظام العفلقي الصدامي منطقة حلبجة شمالي العراق بالمواد الكيمياوية وصارت المدن التي حررت من قبضة جنود البعث تسقط مرة أخرى بأيديهم، جئت الامام (رض) مسرعا قلقا متأثرا بالمآسي التي أحملها اليه.
- استمع الامام (رض) الى التقرير الذي قرأته عليه بانفعال واضطراب.
- بعد ان أتممت حديثي معه أجابني بكل وقار وسكينة ليهدّأ من روعي: إعملوا بالتكاليف التي طلبت منكم.
- ثم راح يحدّثني ويحدّثني حتى زال ما بي من اضطراب.
- بعدها قال بهدوء وهو متبسم: إرجعوا وأنتم على ثقة من أنكم منتصرون بإذن الله.
من اقوال الامام الخميني(رض)
- ما لم نصلح أنفسنا، لن نتمكن من إصلاح بلدنا.
-على المرء أن يبدأ بإصلاح نفسه، والسعي لجعل عقائده وأخلاقه وأعماله مطابقة لتعاليم الاسلام، فاذا ثم له ذلك توجه لمساعدة الآخرين لإصلاح أنفسهم.
-إذا لم تهذب النفس فإن العلوم التي تلقيتها ستنشئ حجابا مظلما عليها.
-الايمان بالله نور يزيح كل الظلمات من أمام المؤمنين.
يحار فيك النهى والظن يولعه
يمور بالوجد من صدر النوى وثبا
دام التشوق في ضلعٍ تهز به
شكوى الفراق فيعرى ينزف اللهبا
يمشي به المجد نحو الخلد في كلف
من الشموخ تخطى الغيب والحجبا
وسدرة المنتهى ولهى بمقدمه
يستام فيها الذرى من عرشها اقتربا
أسرى به الشوق لهفان الخطى أرقٌ
بحب طه ومن تسنيمه شربا
باق على الدهر في عين الرؤى
يموج الماء والخضراء والعشبا
احبتي يبدو أن وقت البرنامج شارف على الانتهاء.
حتى اللقاء القادم وبرنامج مع روح الله الذي يتناول شذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض) نتمنى لكم احى الاوقات واسعدها.
في امان الله.