المناخ المعتدل لهذه المنطقة في ايام الصيف وطبيعتها الخلابة يستقطب عدداً كبيراً من السياح والمسافرين المعليين. ولعل من اكثر أجزاء الرحلة السياحية الى مضيق واشي هو العبور من نهر يجري في واد صخري.
يبلغ طول مضيق واشي نحو 300 متر وتصل جدارنه الصخرية المرتفعة الى حوالي 100متر، حيث يتخلله نهرٌ ينبع من جبال ساواشي ويمر بسهل واشي. وفي فصل الصيف، وعندما يصل منسوب المياه الى الحد الأدنى له، يبلغ عمق الماء في هذا النهر وفي بعض أماكنه، يبلغ حداً يبلل تحت الركبتين. والجدير بالاشارة هنا الى أن من اهم جاذبيات هذا المضيق هو عبور الطريق كله من داخل المياه.
وتقوم قرية واشي على جانب سهل أخضر فيه حقول القمح ومزارع البطاطس وبساتين الفواكه المختلفة. وبعد العبور من المضيق الأول وسهل جميل في الطريق، يطالعنا مضيق ثان على بعد نحو كيلومترين عن المضيق الاول. هذا المضيق كنظيره الأول ذو طبيعة خلابة وتتدفق من جدارنه الصخرية ومن مختلف اجزائها ينابيع مياه عذبة باردة.
وفي نهاية المضيق، هناك شلال جميل يلفت خرير مياهه انظار كل سائح وزائر حتى ينتهز الفرصة ويغوص في مياهه خلاصاً من شدة حرارة الصيف.
مضيق واشي وفضلاً عن طبيعته الجميلة، يتمتع بمعالم أثرية، حيث هناك واحدة من ثلاث كتيبات معروفة تعود الى العهد القاجاري، والكتيبتان الأخريان تقع واحدة منهما في منطقة «جشمه علي» في مدينة الري والثانية في نفق «وانا» على طريق «هراز».
وتم النحت على الكتيبات الثلاث هذه بأمر من الملك القاجاري فتحعلي شاه. واكبر نقش بارز في هذه الكتيبات هو نقش مصيد مع صور عن الخيل والرماح والصيد، والى جانبه نرى صوراً عن أولاد فتحعلي شاه اي عباس ميرزا وعلي قلي ميرزا وعلي نقي ميرزا وكذلك احفاده وهم يعكفون على الصيد. وتم نحت هذه الكتيبة، والتي ترجع الى 185 سنة مضت، في جوف جبل يصونها من هطول الأمطار وأشعة الشمس عليها.