السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات، وأهلاً بكم وأنتم تتابعون هذا اللقاء وقصيدة دعائية مؤثرة للأديب السوري وليد مدينه حمص ناصيف بن عبدالله اليازجي المتوفى سنة ۱۲۸۸ للهجرة، يقول فيها رحمه الله مناجياً ربه الجليل:
عليك كلّ اعتمادي أيها الصّمد
قد فاز عبد على مولاه يعتمد
أنت اللطيف الخبير المستغاث به
عند الخطوب ومنك العون والمدد
إذا التوت نوب الأيام وانعقدت
فعند لطفك لا تستغلق العقد
إن لم تكن عدّة للمرء يذخرها
فليس ينفعه ذخر ولا عدد
يا واحداً لم يكن كفأً له أحد
سواك في كلّ أمر ليس لي أحد
إن لم يمدّ إليك المستجير يداً
فمن تمدّ إليه في الوجود يد
أنت القدير الذي الأفلاك في يده
تطوى ومنه جبال الأرض ترتعد
سبحانك الله ربّاً لا شريك له
في الملك وهو الإله الواحد الصّمد
لك السماوات والدّنيا مسبّحة
وكلّ ما ولدت أنثى وما تلد
أنت الكريم الذي من لطفه سند
لكلّ عبد ضعيف ما له سند
إن أصبح العبد يوماً عنك مبتعداً
فإنّ حلمك عنه ليس يبتعد
أنت المعين لنا في كلّ نائبة
لا يستطاع عليها الصّبر والجلد
إذا أردنا سوى ملجاك ليس نري
وإن طلبنا سوى جدواك لا نجد
يا من يميت ويحيي كلّ ذي جسد
أنت الحياة ومنك الروح والجسد
إذا نصرت فما الأعداء صانعة
وإن وهبت فماذا يصنع الحسد
أنت الميسّر في قول وفي عملٍ
ومن عنايتك التوفيق والرشد
فاجعل لما نبتنيه منك أعمدة
يا من بنيت سماءً ما لها عمد
يا مالك الملك هب لي منك مغفرة
تمحو الذنوب التي لم يحصها عدد
وعدت بالعفو عمّن تاب مرتجعاً
وأنت لا تخلف الميعاد إذ تعد
وفقكم الله إخوتنا مستمعي إذاعة طهران لكل خير.
وإستجاب دعواتكم جميعاً ببركة الصلاة على محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج (يا أنيس الذاكرين) شكراً لكم ودمتم بكل خير .